موضوعنا اليوم هيكون عن التعايش ليس فقط التعايش بمعناه الحرفي لكن كيف يكون التعايش إيجابي. فيه ناس كتير في حياتنا عندهم قدرة كبيرة علي التآلف والتعايش السلمي بين المجتمعات هؤلاء الناس غالبا مايكونوا متصالحين مع أنفسهم معتدلين الآراء ينبذون الفكر التطرفي ويعبرون عن أنفسهم بأساليب راقيه داخل مجتمعاتهم وخارجها لكن ! متي تكون إيجابي التعايش هل يكفي أن تكون متصالح مع نفسك وان تكون صامتا معظم الوقت سواء كنت راضيا أو معارضا أو أنك تكون راقيا في تصرفاتك مع الآخرين وتحب لهم ماتحب لنفسك .أعلم أن أول ما يتبادر للذهن بكلمة تعايش هي التعايش بين الأديان وهي قبول جميع طوائف المجتمع واحترام جميع الأديان الأخري. لكن فكرة التعايش التي أقصدها هنا هي التعايش المجتمعي .فالمجتمع لابد وأن يكون نسيجا واحدا لكن مما لاشك فيه أن الاختلاف المحمود لا جدال عليه فنحن نتعرض في دولنا العربيه الي أزمات حقيقية أثرت علي كل المفاهيم لدينا وأصبحت حجر عثرة في سبيل التنمية والنهضة فالمواطن ليس مطالب فقط بأن يكون متعايش سلميا مع نفسه ومع الآخرين لكنه مطالب وبالدرجة الاولي أن يكون مواطنا إيجابيا عندما نري الدول الاوروبية تحظي دوما باهتمام عالمي لترسيخها لفكرة التعايش السلمي بين الأديان ليس فقط بل تسعي جاهدة لأن تضع معيار للإجابية المطلقة في هذا التعايش نجد دوما اننا انحرفنا عن هذا الهدف الذي كان هو المبدأ والاساس للإسلام الحنيف والذي علمنا اياه رسولنا الحبيب لماذا تخلينا عن مبادئنا لمجرد انزلاقنا للأفكار التطرفية والتعصبية ولا أقصد هنا التطرف الديني والتشدد بل اقصد التشبث بالرأي والمجادلات الفارغة .داخل كل منا يقين بأنه الأفضل بل الأصلح و الأجدر لكن لم ندع ولو لمرة عقولنا تحكم أو تختار وترى وتستشعر . السؤال هنا متي وكيف اكون إيجابي؟ المعادلة هنا صعبة أو بالأحرى السهل الممتنع حتي اكون صادقه في التعبير الإيجابية في التعايش لا تحتاج لوقت بل تحتاج كل الوقت نعم نحتاج أن نكون إيجابيي التعايش دوما لكن الأمر هنا متعلق بالكيف ! نعم الكيف . كيف لي أن أكون متعايش داخل مجتمع يجمع العديد والعديد من الفصائل والطوائف كيف التعايش الإيجابي مع الفقير والغني والقادر وغير القادر كيف لي أن اتعامل مع سلبيات وإيجابيات المجتمع فمما لا شك فيه هو أنه لايوجد مجتمع خالي من السلبيات وأعتقد في وجهة نظري ان معالجة السلبية بالسلبية هي من أخطر العوامل المدمرة لأي أمه. عندما اشعر بقيمة الوطن وأخشى عليه من الأزمات اكون إيجابي الشعور لكن هناك فرق كبير بين الشعور والعمل فالإيجابية في المشاعر محمودة لكن تأثيرها ضعيف . كلامي هنا موجه للشباب لأنهم هم الحصان الرابح دوما لرفعه المجتمعات لا يكفي أن أقف متفرج وانادي بشعار حب الوطن نعم فجميعنا يحب الوطن لكن بدرجات هناك من يقتل في سبيل الوطن وهناك من يعمر ويبني وهناك من يعمل ليل نهار فلماذا نكون أقل درجة. التعايش الإيجابي هو ألا تجعل من سلبيتك وباء يمتد للآخرين وان تجعل من تعايشك السلمي شعارا للعمل وليس شعارا يلصق علي الأوراق.
مشاركة :