في أوقات كثيرة، أتمنى أن يحكم الأطفال العالم! نعم، فهم أذكى وأجمل وأصفى وأطهر. فطرتهم سليمة، وشغفهم يقودهم إلى ما يريدون. لو حكم الأطفال العالم: سينزلون الى الشارع، وسيستمعون إلى الناس، سيسألون أسئلة مباشرة وقصيرة وذات مغزى، سينصتون ويستفسرون، ولن يجاملوا أبداً. سيتحملون المسؤولية! سيستخدمون قوة الحب والشغف والإصرار للإقناع، سيشكلون الفرق وسيحسنون الاختيار، لأنه مبني على حبهم وشغفهم وليس محسوبيات وقوانين أخرى! سيكسرون كل القوانين ليتبعوا ما يثير السعادة والمرح، سيصرون على ما يريدون، ويحاولون الفوز به بمختلف الطرق النظيفة. سيصبح التعليم أمتع وأجدى وأنفع، ستحل الأنشطة والألعاب ومتعة المعرفة محل القيود والأساليب التي أكل عليها الدهر وشرب. ستختفي الأعراق والقبلية الجاهلية، وتقلع جذور الطائفية البغيضة، ستختفي الحروب، لأن ما يقودهم هو الحب والفرح بدلاً من الكراهية والأحقاد والغرور المزيف، فلا وجود لكل تلك المعاني والكلمات في قاموسهم، ليحل محلها التفاهم والتقبل والاحتواء والتسامح، فهي ما يفهمونه وما تعرفه فطرتهم. عند كل خلاف أو اختلاف رأي، سيركزون على الفكرة، وليس الشخص، سيناقشون ويجادلون، وعند انتهاء الأمر، سينسون وينطلقون لما بعده! لا ضغائن.. لا كبرياء.. لا كره. ستتجلى معاني ديننا الجميل كدستور حياة، فهو دين الفطرة، سيحترم الرأي الآخر، والدين الآخر، وسيكون اكتشاف الآخر متعة كبرى! عند انتهاء وقت العمل الممتع، سيتركون عملهم خلفهم، ويعودون إلى عائلتهم لوقتهم الخاص، للفرح والمرح والسعادة ولا يرضون بديلاً! السعادة والرضى هدفهم، وليس المنصب والثروة، الحب والتسامح رسالتهم وليس الكره والفرقة، عندما يشعرون أن الوقت قد حان للرحيل، سيرحلون ليمارسوا شغفاً آخر، فهم صناع الفرح والشغف والسعادة، وسيخلقونه أينما ذهبوا! فعلاً، لكل ما ذكرت، أتمنى أن يحكم الأطفال العالم لعل مصائبه تنتهي، وفي أحيان كثيرة يتهيأ لي أن من يحكم العالم هم أطفال مسيرون شوهت فطرتهم! فلا منطق لما يدور حولنا في هذا العالم. رولا سمورRulasammur@gmail.com www.growtogether.online