بعدما أن قامت سفينة الإنقاذ أكواريوس بإنقاذ 141 مهاجرا بعضهم من القصر من أمام سواحل ليبيا، مازالت السفينة حائرة تجوب البحر بحثا عن ميناء أوروبي آمن، حيث ترفض كل الدول الأوروبية استقبالها، وتبحث فرنسا الآن عن حل للأزمة. بدأت فرنسا مباحثات مع دول أخرى تطل على البحر المتوسط من أجل التوصل إلى حل بشأن السفينة "أكواريوس"، التي تديرها منظمتا "إي.أو.إس ميديتريني" الفرنسية الألمانية و"أطباء بلا حدود". وكانت إيطاليا قد رفضت أمس الاثنين رسو السفينة في موانئها وعلى متنها 141 مهاجرا أنقذتهم قبالة سواحل ليبيا قبل أيام، ما أشعل فتيل أزمة أخرى بشأن استقبالهم مع حلفاء آخرين بالاتحاد الأوروبي. وانتشلت أكواريوس المهاجرين في عمليتين منفصلتين، وهي حاليا في المياه الدولية بين إيطاليا ومالطا. وقالت مالطا إنه لا يوجد ما يلزمها قانونا بالسماح بدخول السفينة وأضافت أن عملية الإنقاذ تمت في مكان أقرب إلى ليبيا وتونس وإيطاليا من شواطئها. بينما قالت إسبانيا إن موانئها ليست أكثر المقاصد أمنا. وطالبت إيطاليا بريطانيا باستقبال أكواريوس لأنها مسجلة في جبل طارق، لكن المنطقة البريطانية الواقعة على ساحل إسبانيا الجنوبي قالت إنها يجب أن تذهب إلى ميناء إيطالي. وقالت حكومة جبل طارق في بيان إن السفينة لن يمكنها رفع علم جبل طارق اعتبارا من 20 أغسطس/ آب ويجب أن تعود إلى رفع "علم مالكتها الأصلية"، وهي ألمانيا. وقال قصر الإليزيه إن الهدف من المشاورات هو العثور بسرعة على ميناء يستقبل السفينة، منبها في الوقت نفسه إلى أن القانون الدولي البحري ينص على أن تتوجه السفينة نحو أقرب الموانئ لها. وتابعت باريس "بسبب وجود أكواريوس بين مالطا وإيطاليا فإن الموانئ الفرنسية ليست هي الأقرب للسفينة"، معربة عن أسفها تجاه "الموقف السياسي القاسي جداً" من جانب الحكومة الإيطالية. وصرح جان كلود غيسوت، مدير ميناء سيت الفرنسي لوكالة الأنباء الفرنسية "أ ف ب" بأنه مستعد للسماح للسفينة بالرسو في الميناء بشرط أن يحصل على الضوء الأخضر من قبل السلطات الفرنسية. "مهاجرون قصر" ومن جانبه قال فلوريان فيستفال، مدير القطاع الألماني بمنظمة "أطباء بلا حدود" إنه يجب على أوروبا أن تطلع أخيرا بمسؤوليتها في هذه الأزمة الإنسانية. وأضاف صباح اليوم الثلاثاء (14 آب/ أغسطس 2018) في حديث مع برنامج "مجلة الصباح" بالقناة الثانية الألمانية "زد دي اف": "مركز البحر المتوسط هو حاليا أكثر طرق اللاجئين فتكا في العالم. ومن غير المقبول أن تتبادل الدول الأوروبية إلقاء المسؤولية على بعضها البعض دون القيام بأي فعل". وقال نيك رومانيوك رئيس عمليات البحث والإنقاذ على متن أكواريوس إن بعض المهاجرين الموجودين على السفينة يعانون من متاعب صحية ومصابون "وبحاجة للإنزال من السفينة في أسرع وقت ممكن" للحصول على الرعاية الطبية اللازمة. وبين المهاجرين الـ141 يوجد عدد كبير من القصر، بينهم 40 فردا تحت سن الـ15 عاما، حسب فيستفال. ومعظم ركاب السفينة أكواريوس هم من الصومال وأريتريا وكانوا معتقلين في ليبيا لمدة شهور. وأفاد فيستفال أن السفينة تقف حاليا على بعد 30 ميلا بحريا من غرب مالطا. ص.ش/ع.ج.م (رويترز، ي ب د، ا ف ب)
مشاركة :