تظل ذاكرة كرة القدم السعودية مليئة بسيرة لاعبين قدامى تواروا عن المشهد الرياضي سواء لوفاتهم أو تغييب المشهد الرياضي لهم، لكن تظل سيرة البعض منهم نبراسا يحتذى به، وتظل ذكراه قريبة ومشعة وإن كان المشهد ابعدهم، ويظل الفذ لاعب المنتخب السعودي ونادي النصر سابقا والمدرب الوطني القدير ناصر الجوهر واحدا من ألمع نجوم الماضي الجميل ظل حاضرا ومتواجدا على جدار تاريخ كرة القدم حتى عصرنا الحاضر ولمن لا يعرف (ناصر الجوهر) جيدا ولم يتتبع سيرته الكروية العطرة فهو ناصر جوهر عبدالعزيز لاعب وقائد نادي النصر السعودي، لعب خلال الفترة من عام ١٩٥٩م حتى ١٩٧٩م قبل أن يتحوّل للتدريب، ويعد الجوهر المكنى بـ(أبو خالد) من أفضل الذين لعبوا في مركز الظهير الأيمن في تاريخ الكرة السعودية مع ناديه والمنتخب، تميّز بتسجيله للأهداف خاصة في النهائيات ومباريات الحسم، وقد عمّر طويلاً في الملاعب الخضراء لفترة قاربت الـ٢٠ عاما، اعتزل الكرة مع بداية الثمانينات الميلادية وأقيم له حفل تكريم شارك فيه نادي كاظمة الكويتي عام 1987م، بعد أن مثّل بلاده وفريقه في العديد من البطولات أبرزها أربع بطولات كأس خليج للمنتخبات منذ الدورة الأولى عام ١٩٧٠م، حقق الوصافة في اثنتين منها عامي ١٩٧٢م و ١٩٧٤م، كذلك حقق مع ناديه النصر ١٦ بطولة متتالية سجل خلال نهائياتها ومباريات الحسم فيها تسعة أهداف تاريخية، أشهرها الهاتريك في نهائي كأس شهداء فلسطين عام ١٩٦٨م أمام الغريم التقليدي الهلال، وعلى الرغم من لعبه كمدافع في مركز الظهير فقد كان هدافاً متمكناً ليصبح بذلك ظاهرة كروية لا تنسى، وعرف النصراويين جيدا لأنه الشقيق الأصغر لقائد النصر الأسبق سعد الجوهر رحمه الله. وواصل الجوهر مشواره الكروي بعد الاعتزال بالانخراط في مجال التدريب فدرب نادي النصر في موسم 1990-1991 وقاده للمنافسة على أربع بطولات خلال موسم واحد فحقق الوصافة في ٣ بطولات هي بطولة الدوري والكأس السعودية وبطولة كأس الكؤوس الآسيوية ووصل نصف نهائي البطولة العربية، ودرب المنتخب السعودي لكرة القدم خلال فترات متعددة ومتقطعة منذ عام ٢٠٠٠ وحتى عام ٢٠١١، حقق خلالها وصافة أمم آسيا ٢٠٠٠ والتأهل لكأس العالم ٢٠٠٢ وبطولة كأس الخليج ٢٠٠٢ وذهبية دورة ألعاب التضامن الإسلامي ٢٠٠٥ وبطولة كأس الخليج الأولمبية ٢٠٠٨م ووصافة كأس الخليج ٢٠٠٩م. وما زال الجوهر يواصل عطاءاته للوطن بتواجده مستشارا فنيا بالاتحاد السعودي لكرة القدم.
مشاركة :