في تلك اللحظات الحاسمة؛ لم ترض الحاجة القادمة من فلسطين أن تحول ناظريها عن مكان طالما ظل يداعب مخيلتها كلما مر بناظريها حتى أمرت أحدهم بإحضار صورة مكبرة عن الكعبة المشرفة لتعلقها مقابل موقع نومها لترفع وتيرة دعائها وأمنياتها ليحقق الله لها مرادها وتطير مع آخرين لتحفهم الملائكة. نظرة الترقب تلك، والتي يملؤها الحب الذي لا تقيده مسافات يتنامى مع الزمن ويملأ الآفاق ليغطي بحنانه العالمين. ورغم صخب الطريق الدائر حولها والمناظر المتتالية تترى في بانوراما مكية فريدة، مع ارتفاع تكبيرات ضيوف الرحمن ظلت الحاجة مثبتة ناظريها صوب البقعة الآسرة بحب وشغف. الله أكبر، إنها الكعبة… الله أكبر ها هي الكعبة.. كلمات خرجت مصحوبة بحشرجة ثم نوبة بكاء طويل، يحمل أشواق السنين. كان حلما فحولته إرادة ملك إلى حقيقة رسمت أسمى صور الإنسانية بتقاسيمها المتنوعة وتعرجاتها المختلفة في أبهى صورة جامعة للحب والجمال.
مشاركة :