ثقافة المناهج الدراسية في المجتمع السعودي

  • 12/25/2014
  • 00:00
  • 8
  • 0
  • 0
news-picture

عايد رحيم الشمري المملكة العربية السعودية دولة إسلامية نشأة وتاريخياً، ويشهد مجتمعها تغيرات اجتماعية وثقافية عديدة ومتميزة في حجمها وسرعتها وتسعى الدولة إلى تطوير المجتمع في مختلف المجالات في ضوء تعاليم الشريعة الإسلامية. ويعد التعليم من أهم عوامل التغير في المجتمع، وقد حظي باهتمام لا مثيل له منذ تأسست المملكة على يد المغفور له الملك عبدالعزيز آل سعود طيب الله ثراه -. وحيث إن المناهج الدراسية انعكاس للخصائص الاجتماعية والثقافية في المجتمع وأداة لتحقيق آماله وطموحاته وحاجاته، والآمال والطموحات والحاجات متغيرة بطبيعتها حسب تغير الظروف الاجتماعية. فالأسس الاجتماعية للمنهج تتمثل في التراث الثقافي للمجتمع وقيمه ومعاييره ويفهم من ذلك أن المجتمع بجميع مكوناته هو الأساس الذي ينبغي أن يرتكز عليه المنهج الدراسي، فالمنهج يرتبط بالنظم الاجتماعية والثقافية والاقتصادية والسياسية السائدة في المجتمع. فالتربية عملية اجتماعية تهدف إلى إعداد الفرد للحياة. والمدرسة مؤسسة اجتماعية تربوية تتولى مسؤولية إعداد الفرد منذ المراحل الأولى من عمره. والمنهج الدراسي هو وسيلتها الرئيسة في هذا الإعداد وهو الأداة التي توظفها المدرسة لتحقيق الأهداف التربوية والاجتماعية المنشودة في إعداد الأجيال. والمجتمع كما يعرفه (جون ديوي) كلمة واحدة تعني أمورا عديدة منها التجمع والتعاطف والاشتراك في الأهداف والمصالح والإخلاص لها. لذلك يجب أن تسعى مدارسنا لنشر مفهوم ثقافتها جيدا حيث تبرز تلك الأهمية الثقافية فيه في: - المحافظة على الهوية الثقافية للمجتمع وذلك من خلال ما تعده المدرسة وتقدمه للتلاميذ من معارف ومهارات تنعكس على الرقي بالوطن. نقل الثقافة من جيل لآخر ويدخل ذلك في إطار مسؤوليات المدرسة لأنها مؤسسة تعليمية تربوية تتولى عملية الإشراف على تنفيذ المنهج. ومما لا شك فيه أن المجتمع لا يظل في حالة ثبوت وجمود، بل يمر بمتغيرات مستمرة في مختلف المجالات فجميع المجتمعات البشرية على اختلاف أنواعها تتعرض لتغيرات قد تكون سريعة معظمها. - ولا بد أن نعي بأهمية تزويد التلاميذ بالمعلومات الصحيحة عن العقيدة الإسلامية والثقافية المنبثقة عنها وذلك من أجل حمايتهم من التيارات الفكرية المغرضة التي تستهدف الإسلام والمسلمين. - تعزيز ما لدى الفرد من قيم واتجاهات أصيلة حتى لا يتأثر الهرم القيمي الأصيل للمجتمع وأفراده. - التأكيد على دور المملكة في المحافظة على المقدسات الإسلامية وصيانتها. - التعرف على عادات وثقافة الشعوب الأخرى حتى يميز بين الغث والسمين، وخير شاهد على ذلك ما قام به خادم الحرمين الشريفين رعاه الله من الدعوة إلى حوار الأديان.

مشاركة :