وفاة جون ماكين... عملاق السياسة الأميركية

  • 8/27/2018
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

توفي السناتور الأميركي جون ماكين، الطيار السابق، الذي عانى التعذيب خلال حرب فيتنام وأحد الوجوه غير التقليدية في السياسة الأميركية، أمس الأول، عن عمر 81 عاماً إثر إصابته بسرطان في الدماغ. وأعلن مكتب السناتور الجمهوري، في بيان، أنه توفي بعد الظهر «محاطاً بزوجته سيندي وعائلتهما». وتوفي عضو مجلس الشيوخ عن ولاية أريزونا غداة إعلان عائلته أنه قرّر التوقف عن تلقي العلاج من «الغليوبلاستوما»، وهو نوع من سرطان الدماغ شديد الخطورة نسبة النجاة منه متدنية جداً، كان يعالج منه منذ يوليو 2017. وتوالت على الفور ردود فعل الطبقة السياسية الأميركية، تكريماً لذكرى ماكين، الذي كان من ركائز الحزب الجمهوري والذي أغضب الكثيرين، بما في ذلك داخل دائرته السياسية، لكنه لم يخسر يوماً تقدير الأميركيين لإخلاصه الوطني. أما الرئيس دونالد ترامب الذي كان على خصام علني معه، فاكتفى بتقديم تعازيه في تغريدة مقتضبة لم يذكر فيها بتاتاً حياة ماكين أو مساره السياسي. وكتب ترامب: «أقدم تعازيّ وأصدق احترامي لعائلة السناتور ماكين. قلوبنا وصلواتنا معكم». وعلى غرار والده وجدّه قبله، وهما أدميرالان بأربعة نجوم يحملان كذلك اسم جون ماكين، عاش في خدمة بلاده كطيار حربي في البحرية الأميركية ومن ثم نائباً في الكونغرس حتى وفاته. وكان ليصبح هو كذلك أدميرالاً لو أن صاروخ أرض-جو سوفياتي الصنع لم يضرب طائرته من طراز «إيه - 4 سكاي هوك» أثناء تحليقه فوق هانوي في 26 أكتوبر 1967. ونجا ماكين بنفسه إذ هبط بمظلة في بحيرة صغيرة وسط المدينة لتستقبله عصابة غاضبة كانت على وشك قتله. وتعرض ذراعاه وركبته اليمنى إلى كسور شديدة. ونظراً لأن والده قائد جميع القوات الأميركية في المحيط الهادئ، بقي ماكين أسير حرب أكثر من خمس سنوات. وعُرف الطيار في سلاح البحرية الأميركي جون ماكين خلال سنوات أسره في هانوي أثناء حرب فيتنام بمواقفه الصريحة ورفضه المطلق للمساومات، ما أثار إعجاباً حتى لدى سجانيه الفيتناميين على ما يستذكر أحد هؤلاء. ويعود المدير السابق لسجن هوا لو المعروف بلقبه «هانوي هيلتون»، بالذاكرة إلى سجال نشب بينه وبين ماكين، قائلاً، إنه أعجب بشدة بتمسك الأخير بمواقفه. وبعد عودته إلى الولايات المتحدة عند انتهاء حرب فيتنام، انتخب في مجلس النواب، ثم عام 1986 في مجلس الشيوخ حيث احتفظ بمقعده منذ ذلك الحين. وواجه أصعب انتخابات تشريعية في نوفمبر 2016 إذ لم يغفر له قسم من الناخبين المحافظين انتقاداته لدونالد ترامب. ولم يؤمن كثيراً بالانضباط الحزبي، وهو موقف عززته خبراته السابقة في التمرد كطالب عنيد في الأكاديمية البحرية الأميركية أو كسجين متهور يستفز سجانيه الفيتناميين. وكان ماكين غير التقليدي والمزدري للسلطة والمتعجرف أحياناً هو ذاته الذي قرر خوض انتخابات عام 2000 الرئاسية، لكنه خسر أمام جورج بوش، ثم عاد وفاز بالترشيح الجمهوري للانتخابات الرئاسية عام 2008، لكنه هزم أمام باراك أوباما. كانت إحدى رغبات ماكين الأخيرة واضحة بجلاء تام، إذ أبلغ السناتور الجمهوري فيما كان يكافح سرطاناً في الدماغ، أنه يرفض أن يحضر ترامب جنازته.

مشاركة :