توفي السيناتور الأميركي جون ماكين، المحارب السابق وأحد أعمدة السياسة الأميركية، أمس السبت عن عمر 81 عاماً بعد أن خسر معركته مع سرطان الدماغ. وأعلن مكتب السيناتور الجمهوري في بيان أنه توفي محاطاً بزوجته سيندي وعائلتهما. وأضاف البيان إن المحارب السابق الذي يحظى باحترام كبير في بلاده «خدم الولايات المتحدة الأميركية بإخلاص لمدة 60 عاماً». وتوفي عضو مجلس الشيوخ عن ولاية أريزونا غداة إعلان عائلته أنه قرّر التوقّف عن تلقّي العلاج من الغليوبلاستوما، وهو نوع من سرطان الدماغ شديد الخطورة نسبة النجاة منه متدنية للغاية، كان يعالج منه منذ يوليو 2017. وفوق مبنى الكونغرس نكست الأعلام تكريماً لماكين. وسيسجى جثمانه في باحة مبنى الكونغرس قبل مراسم جنازته التي ستجري في كاتدرائية «ناشونال كاثيدرال»، بحسب ما ذكرت صحيفة نيويورك تايمز. وسيوارى في الأكاديمية الحربية في أنابوليس بولاية ميرلاند. سياسيو أميركا وتوالت ردود فعل الطبقة السياسية الأميركية، تكريماً لذكرى ماكين الذي كان من ركائز الحزب الجمهوري والذي أغضب كثيرين ينتمي بعضهم إلى دائرته السياسية. وقال الرئيس الديمقراطي السابق باراك أوباما الذي هزم ماكين في الانتخابات الرئاسية في 2008 «جون وأنا كنا ننتمي إلى جيلين مختلفين، كانت لدينا أصول مختلفة تماماً، وتواجَهنا على أعلى مستوى في السياسة، لكننا تَشاركنا، على الرغم من اختلافاتنا، ولاءََ لما هو أسمى، للمُثل التي ناضلت وضحّت من أجلها أجيال كاملة من الأميركيين والمهاجرين». ودعا زعيم الأقلية الديمقراطية في مجلس الشيوخ تشاك شومر إلى إطلاق اسم جون ماكين على مبنى في الكونغرس حيث كان مكتبه. أما الرئيس دونالد ترامب الذي كان على خصام علني مع ماكين، فاكتفى بتقديم تعازيه في تغريدة مقتضبة لم يذكر فيها بتاتاً حياة ماكين أو مساره السياسي. وكتب ترامب «أقدم تعازيّ وأصدق احترامي لعائلة السناتور جون ماكين. قلوبنا وصلواتنا معكم!». وكان ماكين أعلن أنه لا يرغب في أن يشارك ترامب في جنازته، بحسب الإعلام الأميركي. بالمقابل، أصدر معظم أفراد الطبقة السياسية، من حاليين وسابقين، بعد دقائق من إعلان وفاة ماكين، بيانات عدّدوا فيها بعضاً من مآثره، فأشاد الرئيس الجمهوري الأسبق جورج بوش الابن خصوصاً بـ«رجل ذي قناعة عميقة ووطني لأعلى درجة». واعتبر الرئيس الديمقراطي الأسبق بيل كلينتون أن ماكين «غالباً ما وضع الانتماء الحزبي جانباً» من أجل خدمة البلاد. كذلك قال آل غور، نائب الرئيس في عهد كلينتون «لطالما قدّرت واحترمت جون» لأنه كان دوماً يعمل «في سبيل إيجاد أرضية تفاهم مهما كان ذلك صعباً». نعي سعودي وبحريني تقدم السفير السعودي لدى الولايات المتحدة الأمير خالد بن سلمان بـ«خالص التعازي» للشعب الأميركي في وفاة السناتور ماكين. وكتب ابن سلمان، على حسابه في «تويتر»، «ماكين كان بطلاً، كرس حياته لخدمة بلاده، ودعم الأمن والسلام العالمي، وكان صديقاً عظيماً للمملكة، رجل دولة جدير بالاحترام والثقة. سنفتقده». ونعى وزير خارجية البحرين الشيخ خالد بن أحمد السيناتور الأميركي. وغرّد ابن أحمد على صفحته الرسمية في تويتر إن ماكين مقاتل رمز لبلده، مضيفاً إنه السياسي والسيناتور الذي يحظى باحترام العالم. دولياً، قال رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو إن حياة ماكين وخدمته العامة.. شكلتا مصدر إلهام للكثيرين. وأشاد به رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو وقال إنه مواطن أميركي رائع.. لم يتغير دعمه لإسرائيل أبداً. وقال الأمين العام لحلف شمالي الأطلسي ينس ستولتنبرغ إن ماكين سيُذكر بأنه مؤيد للتقارب الأطلسي وداعم للحلف، بينما قال وزير الخارجية الألماني هايكو ماس إن ماكين مثل أميركا يمكن الاعتماد عليها.. يتولى المسؤولية عن الآخرين انطلاقاً من القوة ويدافع عن القيم والمبادئ. كما وصفته صحيفة تشاينا ديلي بأنه عملاق السياسة الأميركية.. وضمير الحزب الجمهوري. ونعت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل السيناتور الأميركي. وأشادت بمآثر ماكين الذي وصفته بأنه مقاتل لا يكل من أجل تحالف قوي عبر الأطلسي. وأشاد وزير الخارجية الألماني هايكو ماس بماكين، وكتب في تغريدة على تويتر: كان يعمل من أجل أن تكون الولايات المتحدة شريكاً وثيقاً، وموثوقاً به. ووصفت وزيرة الدفاع الألمانية أورزولا فون دير لاين ماكين بأنه كان شخصية مباشرة بشكل مبهر، وشجاعة ولا تقهر. فيتنام عندما وصل نبأ وفاة السيناتور الأميركي جون ماكين إلى فيتنام، الدولة التي شارك في قصفها في يوم من الأيام، والتي قضى فيها خمسة أعوام بمعسكر سيئ لأسرى الحرب، نعاه الكثيرون. وكان خبر القرار الذي اتخذه ماكين الجمعة الماضي بوقف تلقي علاج السرطان، تصدر عناوين أغلب الصحف في فيتنام. وعندما كان عضواً شاباً في الكونغرس، قام ماكين بأول زيارة له إلى فيتنام في عام 1985، بعد 10 سنوات من انتهاء حرب فيتنام وقبل 10 سنوات من تطبيع العلاقات بين واشنطن وهانوي. ثم عاد إلى فيتنام بصورة دورية لسنوات، كان آخرها في عام 2017، حيث أجرى مفاوضات بشأن إنهاء الحظر المفروض على الأسلحة.طباعةEmailÙيسبوكتويترلينكدينPin Interestجوجل +Whats App
مشاركة :