أهي حقاً جامعاتٌ بلا جدران؟ - عبد الله بن إبراهيم الكعيد

  • 12/27/2014
  • 00:00
  • 28
  • 0
  • 0
news-picture

في عصرنا هذا تعددت وسائل اكتساب العلوم والمعارف والمهارات ولم تعد قاصرة على المدارس والمعاهد والجامعات بوسائلها التقليدية. فها هي الحياة المعاصرة بما فيها من تجارب وتبادل للخبرات والثقافات بين البشر يعتبرها البعض جامعة كبرى لمن يتدبّر ويتأمل ويبحث في شؤونها ومكوّناتها. شبكة الإنترنت هي الأخرى جامعة عالمية مفتوحة للجميع تحوي مكتبات هائلة ومخازن معلومات ورسائل جامعية بالإضافة إلى البحوث في كل العلوم والفنون والآداب ما لا يوجد مُجتمعاً في مكتبة أيّ جامعة في الكون. ثم وسائل الإعلام المختلفة التقليدية منها والإلكترونية بالفعل تُشكّل جامعة بلا جدران حسب وصف المفكّر التونسي الراحل العفيف الأخضر الذي يقصد الوسائل المرئيّة تحديداً. سأقف عند هذا القول في محاولة لكشف موافقته على وسائل إعلام الحاضر. فأيّ إعلام كان يعنيه المفكر الراحل؟ هل إعلام الإثارة والأكاذيب والسماجة؟ أم إعلام الوعظ الساذج المُسطّح للعقول؟ أو هو إعلام هز الخصور والأرداف وبرامج ال(هشّك بشّك)؟ بالمقابل هل هو إعلام ناشيونال جيوغرافيك بقنواته الوثائقية عن العلم والطبيعة والحضارة والتاريخ. أم الإذاعات الموجهة للتثقيف والتعليم ورفع مستوى الذائقة بالفنون والآداب والموسيقى بجانب المطبوعات الجادة بموادها العلمية والثقافية والإخبارية؟ أو هو إعلام لم نسمع بهِ أو نراه؟ منذ أزمان طويلة ماضية اخترع أهل الغرب (إن صحت التسمية) وسائل الاتصال والإعلام ثم طوّروها مؤخراً لما يُسمى بالوسائط المتعددة واستخدموها لما اُخترعتْ من أجله فحق تسميتها بالجامعة بلا جدران. تلقّف أهل الشرق بما فيهم (بعض) العربان تلك الاختراعات وحوّلوها إلى ما يُشبه الكباريهات ومدارس قميئة لإفساد الأخلاق وتهشيم الذوق العام. لمراسلة الكاتب: aalkeaid@alriyadh.net

مشاركة :