الحفاظ على اللغة العربية وفصاحتها وسلامتها إنما هو الحفاظ على العقيدة والشريعة الإسلاميتين، لأن لغتنا إنما هي لغة القرآن الكريم.. قال تعالى: «وإنه لتنزيل رب العالمين* نزل به الروح الأمين* على قلبك لتكون من المنذرين* بلسان عربي مبين» (سورة الشعراء: الآيات 192-195). والحقيقة أن ثمة أخطاء لغوية يجدها المرء مكتوبة في صحافتنا ومجلاتنا وكتبنا التعليمية وفي اللوحات المعلقة على المحلات التجارية ويسمعها منطوقة وهي ترد على ألسنة الكثير من الناس من دون الانتباه إلى حقيقتها ومضمونها ومن دون التدقيق فيها أو سبر أغوارها ومعانيها الحقيقية. واختلط الحابل بالنابل والصحيح مع السقيم وحشرنا الغث بالسمين والصالح بالطالح والدخيل بالأصيل. فعلينا أن نصحح ما نراه قد شاع واستشرى بين الناس من أخطاء لغوية تعبث بأصالتها وتشوه جمالها. وقد أوردت المصادر العربية أن «أبابكر» رضي الله عنه كان يقول: «لئن أقرأ فأسقط أحب إلي من أن أقرأ فأُلحِّن». إن إصلاح اللغة إنما هو مسؤولية عظيمة.. إنها مسؤولية الدولة ومسؤولية المواطنين أنفسهم. وفيما يلي سنذكر أحد الأخطاء التي شاعت في عصرنا وخاصة في كتابات أصحاب الأقلام والقُرّاء.. فيقولون مثلاً: كلنا آذان «صاغية»، والحقيقة أن هذا الاستعمال غير مقبول لغويًا والصواب أن يقولوا: كلنا آذان «مُصغية»، لأن كلمة «صاغَ»، «صاغية» هي اشتقاق من الفعل الثلاثي: «صغا – يصغو» الذي يعني «مالَ – يميل» إلى كذا. وهو غير معنى الفعل الرباعي: «أصغى، يُصغي» الذي يعني الاستماع. وبطبيعة الحال فإن الآذان تسمع وبالتالي فهي «مُصغية»، وهي لا «تميل» وبالتالي فهي ليست «صاغية». وفقنا الله لسداد القول وصالح العمل.
مشاركة :