تزايدت تصريحات رافضة لخطة رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي للانسحاب من الاتحاد الأوروبي (بريكزيت)، فيما حذر أبرز المفاوضين الأوروبيين ميشال بارنييه من أن قبولها يعني «نهاية المشروع الأوروبي». ورأى 20 نائباً، بينهم الوزير السابق المكلّف ملف «بريكزيت» ديفيد ديفيس، أن الموافقة على الخطة «أسوأ من البقاء في الاتحاد»، متعهدين التصويت ضد ماي، في وقت شنّ وزير الخارجية السابق بوريس جونسون هجوماً عنيفاً عليها، مرجّحاً أن تشكّل خطتها استسلاماً لبروكسيل. ونقلت صحف بريطانية عن بارنييه قوله أمس: «السماح لبريطانيا باختيار ما تريد (من قوانين وأنظمة) ستكون له مضاعفات ضخمة على الاتحاد الأوروبي ويشكّل خطراً على مشروع أساسي أنشئ من أجله، والأفضل أن تبقى المملكة المتحدة عضواً في السوق الموحدة». وأضاف: «إذا قبلنا بما تختاره (لندن)، ستطالبنا دول أخرى غير أعضاء في الاتحاد بالتعامل معها بالمثل، وستكون بذلك نهاية السوق المشتركة والمشروع الأوروبي برمته. يصفونني غالباً في المملكة المتحدة بأنني دوغمائي. لكنني أتحدث بما تمليه علينا مصالحنا الأساسية». وجاءت تصريحات بارنييه رداً على تعهد ماي أنها لن تتراجع عن خطتها، قائلة: «لن أقبل بما هو أقلّ منها، ولن أستسلم للذين يسعون إلى إعادة الساعة إلى وراء، من خلال استفتاء جديد يطرح السؤال ذاته مرة أخرى، ما يشكّل خيانة لديموقراطيتنا». وعلّق ناطق باسم الحكومة البريطانية على تصريحات بارنييه، قائلاً: «نحن واثقون من أننا قدمنا خطة محددة وبراغماتية لمصلحة المملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي. عرضنا يوازن بين الحقوق والواجبات ويتوافق مع طموحاتنا ويؤسس شراكة خاصة بيننا بعد بريكزيت، ويحافظ على دستور المملكة. ولا طرح آخر يقدّم ما قدمناه». لكن ديفيس الذي يدعم بقاء ماي في منصبها، قال لصحيفة «ذي تايمز» إن «التخلّي عن خطتها ممكن من دون تغيير القائد». ورأى أن قبول خطتها «أسوأ من البقاء في الاتحاد»، مؤكداً أنه سيصوّت ضد أي اتفاق يستند إليها. أما بوريس جونسون فكتب في صحيفة «ذي ديلي ميل»، منتقداً ماي: «بدأنا جولة أخيرة من هذا المهرجان الدولي لصراع البزاق (مفاوضات بريكزيت)، فخرج من الزوايا دومينيك راب (وزير بريكزيت) وميشال بارنييه يستعرضان قوّتيهما ويضربان على صدريهما. وآمل بألا تكونوا مثلهما». وتابع: «أفترض أنهما ما زالا يتظاهران بأن هناك عراقيل في المفاوضات، مثل السوق الموحدة أو حرية التنقل، لكن الحقيقة أن الاتحاد الأوروبي استخدم كل حيلة ممكنة، ووافقت المملكة المتحدة على دفع 40 بليون إسترليني من أموال الضرائب إلى بروكسيل» لاستكمال «الطلاق». وزاد: «في موافقتنا على تشيكرز، نكون ذهبنا إلى المعركة رافعين راية بيضاء». وعلّق ناطق باسم رئيسة الوزراء على مقال جونسون، معتبراً أن «لا أفكار فيه للردّ عليها». وتابع: «ما نحتاجه الآن هو قيادة جدية وخطة جدية، وهذا ما تتمتع به البلاد بوجود رئيسة الوزراء والخطة».
مشاركة :