يعد كتاب "دور ثورات الربيع العربي في تعظيم أثر الفاعلين الجُدد من غير الدول، من وجهة نظر النخبة السياسية الاردنية" للدكتورة مروة كامل البستنجي، والصادر عن المركز الديمقراطي العربي بألمانيا، أغسطس 2018، مقاربة بين جماعتين من أكثر الجماعات فاعلية سياسية واستغلالا للسياقات الاجتماعية والاقتصادية والدولية لتحقيق أهدافهما في الوصول إلى السلطة بعد انطلاق ما أطلق عليه ثورات الربيع العربي 2011، حيث هدفت الدراسةُ لتحليل دور الثورات العربية (الثورة اليمنية والمصرية) في تعظيم أثر الفاعلين الجدد من غير الدول، وقد استخدمت هذه الدراسة المنهج الوصفي التحليلي، والمنهج الإحصائي لدراسة إسهام الثورتين اليمنية والمصرية في إبراز دور(حركة الحوثيين في اليمن، وجماعة الإخوان في مصر) من وجهه نظر النخبة السياسيّة الأردنية.تكمن المشكلة في تنامي دور الفاعلين الجدد من غير الدول، وزيادة إثرهم بشكل كبير حيث اصبحت هذه الفواعل تلعب دورًا جوهريًا على نطاق السياسة الدولية، وتلخصت المشكلة بالأسئلة التالية ما هو دور الثورات العربية(اليمنية، المصرية) في تعظيم أثر الفاعلين الجُدد من غير الدول في المجالات السياسية ؟ما هي العوامل والدوافع السياسية والاجتماعية التي ساهمت في تعظيم أثر الفاعلين من غير الدول؟ كيف ساعدت الثورات العربية في كل من اليمن ومصر على وصول بعض الفاعلين الجُدد الى السلطة.وتوصَّلَت الدراسة إلى نتائج تبين أن الثورات العربية كان لها دور فاعل في إبراز دور الفاعلين الجدد من غير الدول وأهمها حركة الحوثيين في اليمن التي تمكنت من الاستيلاء والسيطرة على السلطة في عام 2014، كونها الأكثر تنظيمًا في المجتمع اليمني، بالإضافة إلى الدعم الخارجي من إيران، واستغلالها لحالة الفوضى والصراع بين القوى السياسية اليمنية الاخرى، بالإضافة إلى جماعة الإخوان في مصر والتي استطاعت توظيف مواردها السياسية والاعلامية لتحقيق أهدافها في الوصول إلى السلطة في مصر، وبينت الدراسة أن العوامل والدوافع السياسيّة والاجتماعيّة أسهمت في تعظيم أثر الفاعلين الجدد من غير الدول بدرجة عالية.استثمرت الحركة الحوثية في اليمن الظروف السياسية وحالة عدم الاستقرار السياسي والفوضى التي واجهت وتواجه اليمن منذ عام 2011 في الاستيلاء والسيطرة على السلطة في اليمن باستخدام القوة العسكرية، بينما استثمرت جماعة الاخوان في مصر الحركات الاحتجاجية، والثورة المصرية والمرحلة الانتقالية في مصر لتوسيع قاعدتها الشعبية، وتحقيق مكاسب سياسية في الانتخابات البرلمانية والوصول الى السلطة عن طريق صناديق الاقتراع.
مشاركة :