اقتطفت شطراً من روايتها من بحر روائية عربية عالمية (إننا نكتب الروايات لنقتل الأبطال لا غير) الروائية أحلام مستغانمي ثم رشفت حبر قلمها من واقع مرير.. لعلاقة حب نشبت بين ضلوع طفل تعلق قلبهُ بصديقة أختهِ الكبرى - لتجمعهم الأقدار على صهيل الغربة فتتنقل نبضات قلبيهما في أرجاء أستراليا.. محلقةً بعواطفهم مع نغمات الحب.. المنطلقة من المذياع بصوتي عبدالحليم حافظ، وفيروز - ما أن تشتد العلاقة بينهما حتى تفرض السلطة الاجتماعية رفضها لتلك العلاقة المقدسة..خوفاً من أن تنهار علاقات أخرى مترابطة ومتشابكة بسبب الأعراف، والتقاليد الاجتماعية - سرد مشوق يطوف بك في ألوان الطيف البشرية من جمال الدهشة، واللغة، والسرد الممتع، وأنماط الشخصية المتباينة للإنسان. تتحدث لليمامة الروائية ندى الحائك عن بداياتها مع روايتها الأولى (مهاجر في غربة العشق) لتجد نفسك في رحلة داخل قارب صغير عَلق بسماح مع ليث في وسط اليم فلم يتمكنا من النزول أو مواصلة رحلة حبهم داخل ذلك القارب - الذي عصفت بهِ رياح نبش قُشور (الفوارق) المشكلة النهايات المؤلمة. . كيف تكون الهجرة والغربة في العشق؟ - عندما تأخذنا مشاعرنا إلى أمكنة لم يقر بها إنسان. . متى بدأت هوايتك الكتابية... ومتى نمى ذلك عندك؟ - بدأت بشذرات أخطها بين كتبي المدرسية خلال الحصص الدراسية، غالباً ما كنتُ أريها أختي لأسمع رأيها بها.. وكانت تشجعني وما زالت. صعوبات النشر . ما الصعوبات التي واجهتك مع دور النشر؟ - لم تكن صعوبات بقدر ما هي عدم ثقة بالكتّاب الصغار، ولاسيما أنني قدمتُ روايتي دون الاستعانة بشخص له خبرة في المحيط الثقافي في البلد. . ألا ترين أن حجم الرواية كبير لروائية لا تزال في أول الطريق؟ قد - يكون ذلك هو سبب عدم تجاوب بعض دور النشر لكِ؟ - لا أظن أن حجم الرواية كبير.. أعتقد أنه يجب أن يكون هذا حجمها لخدمة الأحداث والحبكة التي رسمتها للرواية.. ومن ناحية أنا لم أشعر أنها طويلة خلال كتابتي لها. لا أعتقد أن يكون هذا هو السبب في عدم تجاوبهم معي. اغتراب الروح . هل عرفتِ بداياتك بقصص قصيرة أو خواطر ونشرتها من خلال مواقع التواصل الاجتماعي؟ - في الحقيقة كانت بداياتي من خلال الخواطر لكنني ركنتها قليلاً لأتجه إلى الرواية.. القصص القصيرة بدأتُ كتابتها بعد خوضي مجال الرواية.. كانت محاولات شهدتها المنتديات ولم أتجه لمواقع التواصل كالفيس بوك والتويتر. . ما القضايا التي عالجتِ من خلال روايتك؟ - اغتراب الروح والحب على حساب الأوضاع الاجتماعية. . لماذا الوطن العربي هو المكان؟ هل ذلك هروب من ردود فعل البيئة الاجتماعية؟ - ليس هروباً بالعكس، كان بإمكاني أن أضعها في إطار مجتمع محدد لكن شعرتُ أني هكذا أقيد الحبكة في إطار واحد..أعتقد أن طرح هذه القصة خلال مساحة مكانية أوسع تُشعر القارئ بواقعيتها أكثر.. بإمكان أي قارئ يقرأها من الوطن العربي ويشعر فعلاً أنها حدثت في بلده، في مدينته..أو ربما يشعر بأنها قد حدثت له هو.. . كم من الوقت استغرقتِ لكتابة 446 صفحة؟ - تقريباً ستة أشهر للمسودة الأولى ثم شهرين للمراجعة والتنقيح.. نهاية العلاقة . هل أنت متعمدة نهاية العلاقة بين سماح وليث بطريقة مأساوية أم أن تلك فرضية الواقع؟ - لم أتعمدها وليست فرضية الواقع أيضاً.. هناك قصص تشبه قصة سماح وليث وهناك أيضاً من تغلبوا على العقبات التي واجهت شخصياتي وعاشت بهناء.. طريقة سير الأحداث تحكّم بها دواخل الشخصيات الموجودة في الرواية وليس فقط سماح وليث. هي نتاج التأثر بالموجودات حولهم. . ترفعين عنصر التشويق في سياق الحدث ثم تدخلين القارئ في متاهة في رأيك هل ذلك هو الفن الروائي؟ - أعتقد أن التشويق ثم إدخال القارئ في متاهة كما قلتِ شيء جيد ويخدم الرواية حتى يظل القارئ متعلقاً بها ويظل يتساءل إلى النهاية عما يحصل وكيف حصل هذا وهكذا بشرط ألا يضيع الكاتب هو أيضاً في هذه المتاهة وتضيع الرواية .. كثير من الكتّاب يتبعون هذا الأسلوب..بشرط أن يخدم القصة بشكل جيد. من وجهة نظري أعتقد أنه فن. . في رأيك هل المرأة الأقدر على مناقشة مشاكل المرأة؟ - أعتقد نظراً لتشابه السيكولوجية.. أبرز الروايات . ما أبرز الراويات العربية والغربية التي قرأت قبل بداية الكتابة؟ - قبل بداية الكتابة كنت متجهة أكثر للأدب الإنجليزي الكلاسيكي.. جين أوستن.. تشارلز ديكنز.. الأخوات برونتي.. كانت قراءاتي متباعدة نظراً لظروف الدراسة، وانشغالي غالباً في قراءاتي تلك الفترة كان الأدب المترجم أكثر حضوراً من الأدب العربي وأكثر رواية أثرت بي كانت الخيميائي لباولو كويلو.. الآن أصبحت قراءاتي متوازنة ومتنوعة. . من قرأ لك قبل النشر وكيف كانت ردود فعلهم؟ - أختي قرأت لي وما زالت تقرأ لي ويهمني رأيها كثيراً.. تشجعني دوماً وتخبرني أن أكف عن الشك في موهبتي «المذهلة» حسب قولها لكنني أقع في فخ الشك هذا وألجأ إليها لتنتشلني منه. حفل التوقيع . كيف شهدتِ حفل توقيع روايتك في نادي نجران الأدبي الثقافي؟ - لم يكن حفل توقيع خاص بي.. كان حفل توقيع الكاتبة وفاء فهد وهي أيضاً من منطقتي وبالطبع لم أكن أعلم أن هناك من يدعم المواهب الطموحة.. على أي حال استمتعت جداً بحفل التوقيع الذي خصصوا لي فيه جزءاً منه لأتكلم عن تجربتي وأوقع عدداً من النسخ التي جلبتها معي.. . ما طموحاتك المستقبلية بعد روايتك الأولى؟ - الطموحات كثيرة.. وأتطلع إليها بحق لكن حالياً تكفيني فقط متعة الكتابة ومتعة النشر الورقي.. ربما طموحي الحالي أن أستمر فقط بالكتابة.. فهو الشغف الذي لا يضاهيه شغف بالنسبة لي. معرض الرياض . كيف شهدت إقبال الزوار عليها في معرض الرياض الدولي للكتاب الأخير كونها عرضت في الأيام الأخيرة من المعرض؟ - في الحقيقة لم أكن موجودة آخر أيام المعرض لأني اضطررت للسفر على عجل لكن مدير دار فضاءات الأستاذ والأب الروحي/ جهاد أبو حشيش طمأنني وأخبرني أنها بين أيد أمينة.. وأنا أثق بكلامه كلياً إذ إنه تم بيع جميع النسخ المتوافرة في معرض البحرين الذي تلا معرض الرياض. . في رأيك ماذا تحتاج صاحبات الملكات الإبداعية الأدبية لإثبات مواهبهن؟ - الجدية، والتفرد.. بالإضافة إلى العمق. . هناك تهافت على كتابة الرواية فهل تمكنت المرأة السعودية من إثبات حضورها؟ - أعتقد أنها ما زالت تحاول إثبات حضورها من خلال قراءاتي.
مشاركة :