الانتخابات البرلمانية على الأبواب، وفي الشهر القادم يتم فتح باب التسجيل للترشح في هذه الانتخابات. إنها حالة من الأجواء الصحية التي تعيشها البلاد، شاء من شاء وأبى من أبى. وأريد هنا أن أؤكد ما ذكره رئيس تحرير «أخبار الخليج» الأستاذ الفاضل أنور عبدالرحمن، حينما أشار في مقاله المنشور قبل أيام تحت عنوان «أبدًا لن ننسى!» إلى أن التجربة الديمقراطية في البحرين رغم حداثتها، فإنها اتسمت بكثير من الوعي والنضج والتقدم المستمر. البعض لديه ملاحظات حول أداء النواب، لكن البعض الآخر يرى أن ذلك الأداء لم يكن سيئًا، وأن التجربة البرلمانية الأخيرة كانت على الأقل خالية من سطوة التخندقات والتكتلات التي لا تفرز إلا مواقف ضيقة لا تخدم مصلحة الوطن وإنما تخدم مصلحة الفئة، وهو ما لا أعتقد أنه أمر جيد في أي تجربة برلمانية. ولأننا قد دخلنا فعليًا في أجواء الانتخابات، والتي سوف تزداد سخونتها مع كل يوم يمر باتجاه تاريخ الاقتراع، فإنني لا أفضل أن تلعب الصحافة دور المتفلسف على الناخبين، وخصوصًا مسألة تكرار النصائح التي تتحدث عن ضرورة انتخاب من يمثل الناخبين فعلاً، وذلك لأن الناخب البحريني بات أساسًا على درجة من الوعي التي تؤهله للحكم والاختيار. إلا أن الضروري وفق تقييمي هو التحذير من بعض الظواهر العامة التي ربما بدأنا نلحظ شيئًا منها خلال الأيام الماضية، ومن بينها اللعب على وتر حاجة الناس، واستغلال أي نوع من أنواع العمل الخيري لتحقيق مكاسب انتخابية. في رأيي أن عدم الانتباه الشديد والرقابة اللصيقة والدقيقة لمثل هذه السلوكيات التي يمارسها البعض بشكل ممنهج أحيانًا قبل وأثناء أجواء الانتخابات هو ما قد يعرض التجربة البرلمانية لخطر الوقوع في يد من يستغلها استغلالاً غير محمود. ولذلك، فإنني أشد على يد جميع الجهات المعنية بالرقابة والملاحظة والرصد، بأن تكثف من جهودها لمكافحة استغلال الحاجة لدى الناس، أو تسخير العمل الخيري، لصالح مكاسب انتخابية تخدم الفئة وليس الوطن.
مشاركة :