دبي (الاتحاد) وصلنا في مراحل التحقيق إلى محطة الاتحادات الرياضية، والتي تمثل ضلعاً أساسياً في قضية البطل الأولمبي، وطموحات الوصول إلى منصة التتويج، وخرجنا من دائرة الاتحادات بكشف العديد من المشاكل التي لا حصر لها، ما بين ميزانيات ضعيفة لا تساوي مصروفات أسرة في إجازة خارجية خلال الصيف، وبين عقبات وأزمة المدربين الذين يمثلون الجانب الفني في الاتحادات وشروط الهيئة التي تحدد رواتب ضعيفة للمدربين، كما أنها تحدد مدرباً أو اثنين لكل اتحاد بشكل متساوٍ ولا تهتم باتحاد مثل ألعاب القوى يوجد به 47 مسابقة، والسباحة التي بها العديد من المسابقات وتحتاج إلى أكثر من مدرب، وهو مقياس لكل الاتحادات التي تحتاج إلى مدربين في الوقت الذي يخرج من الحسابات التعاقد مع مدربين لياقة أو خبير تغذية أو طبيب نفسي، وهذه الخلطة من المدربين مجتمعة هي سر نجاح البطل الأولمبي. أوجاع الرياضيين حائرة بين الهيئة التي تصرف الميزانية واللجنة الأولمبية صاحبة البرامج والتجهيز للأولمبياد، وهو ما كشفه المسؤولون عن الاتحادات الرياضية، الذين أكدوا أن المواهب لا تلقى الرعاية الكافية والوصول للميدالية الأولمبية أمر صعب في ظل غياب التخطيط والإعداد وعقبات التفرغ الرياضي والكثير من العقبات التي تتحطم عليها أحلام الرياضيين في كل البطولات، وهو ما يعني أن الميدالية الأولمبية تمثل العزف على أوتار المعادلة الصعبة. واعتبر المستشار أحمد الكمالي، رئيس اتحاد ألعاب القوى، أن الحديث عن صناعة البطل الأولمبي، أمر بات مكرراً عقب كل دورة ألعاب أولمبية، قبل أن يخفت الاهتمام بمرور الأيام، ثم يعاد الحديث فيه بنفس تفاصيله عقب الدورة الأولمبية التالية، وهكذا دون رغبة حقيقية في اتخاذ قرارات حاسمة ومعالجات حقيقية يمكن أن تسهم في الوصول إلى ما نطمح إليه، ولكن للأسف في كل مرة نكتفي بـ«الإبر المهدئة» كمسكنات وحلول مؤقتة لم ولن تفيد. وأكد أنه لا يمكن إنكار أن مسألة اختيار البطل الأولمبي تبدأ منذ الصغر، وهو المشروع الذي تحمل اللجنة الأولمبية على عاتقها القيام به من خلال إقامة البطولات بين المدارس، من أجل اختيار المواهب الواعدة من بين طلبة المدارس باعتبارهم أكبر قاعد يمكن الانتقاء منها، ولكن إدارة عملية الاختيار يشوبها العديد من الملاحظات. وأضاف «لا يمكن إنكار أن اللجنة الأولمبية تقوم بدور كبير في هذا المشروع، من حيث إطلاق الفكرة، والتي يعود فيها الفضل إلى سمو الشيخ أحمد بن محمد بن راشد آل مكتوم رئيس اللجنة الأولمبية الوطنية، وهو أمر تستحق عليه اللجنة جزيل الشكر والثناء، ولكن إدارة العملية ككل يشوبها بعض السلبيات، فعلى سبيل المثال من المفترض أن يوضع المختارون تحت تصرف الإدارات المعنية، فلا فائدة من مثل هذا المشروع إذا لم تشعر الاتحادات المعنية أنهم أصحاب قرار ورأي في هذا الاختيار». ... المزيد
مشاركة :