البحرين تخوض غمار الثورة الرقمية (2-2)

  • 9/16/2018
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

من سيتحكم بـ«إنترنت الأشياء»؟ وما الوظائف التي سيوفرها؟ هيئة الحكومة الإلكترونية: البحرين مهيأة لأي تحول تكنولوجي يطرأ عليها الآن وأنت تستعد للنوم، تقوم من خلال هاتفك بإغلاق جميع الأبواب الخارجية المزودة بأقفال إلكترونية مرتبطة بالإنترنت تسمح لك بتحديد أوقات القفل والفتح أوتوماتيكيًا وتحديدا في حال حاول أي شخص فتح الباب بغيابك.. لم يمر سوى سنوات قليلة ماضية حين رأينا الإمكانات الحقيقية لإنترنت الأشياء، فقد أصبح مفهوم تطوّر شبكة الإنترنت اللاسلكية أكثر انتشارًا، وتطوّرت الحسّاسات المدمجة بشكل رهيب، وبدأ الناس في فهم التكنولوجيا التي يمكن أن تكون وسيلةً شخصيّةً، وكذلك مهنيّةً. من سيتحكم بإنترنت الأشياء؟ على عكس العصرين السابقين عصر الحاسوب والأجهزة المحمولة، فإن إنترنت الأشياء ليس منتجًا أو نظامًا ستنتجه شركة وستبيع منه لملايين المستهلكين. إنترنت الأشياء هو مفهوم جديد لكيفية عيشنا وإدارتنا لأعمالنا باستخدام شبكة الإنترنت. لذلك لن تجد شركة تسيطر على هذا السوق. ولكن بالأخذ بالمعطيات الحالية، فإن أكثر 4 شركات مرجح أن يكون لها ولتقنياتها شأن كبير في هذا السوق هي: سيسكو: إنترنت الأشياء هي شبكة من الأجهزة المتصلة، وعندما نقول شبكة فإن لسيسكو الكلمة العليا في هذا المجال. سيسكو من أوائل الشركات التي استثمرت في تقديم حلول لقطاع الأعمال في مجال إنترنت الأشياء ولها دراسات مهمة جدًا في هذا المجال. مايكروسوفت: بوجود نظام تشغيل (ويندوز) يعمل على مليار ونصف الجهاز ومنصة حوسبة سحابية (أجور) هي الأفضل والأقوى لقطاع الأعمال، أضف إلى ذلك إطلاق مايكروسوفت لنسخة خاصة من ويندوز موجهة لإنترنت الأشياء، بذلك تمتلك مايكروسوفت ما يؤهلها لقيادة قطاع البرمجيات والحلول السحابية في سوق إنترنت الأشياء. قووقل: بخبرتها الثرية في قطاع المستهلكين ومجالي البيانات الضخمة Big Data وذكاء الأعمال BI أضف إلى ذلك هيمنتها على عصر الجوال الذي نعيشه الآن، تملك جوجل الأدوات اللازمة لصناعة حلول ذكية يستفيد منها المستهلكون وقطاع الأعمال على حدِ سواء. شركات الاتصالات: عدد الأجهزة التي ستشكل مشهد سوق إنترنت الأشياء خلال 5 سنوات سيكون ضعفي أجهزة الجوال والحاسب والأجهزة اللوحية التي تعمل اليوم مجتمعة! من سيصنع معالجات هذا العدد الضخم من الأجهزة؟ ببساطة شركات الاتصالات ستكون المشارك الأكبر في مجال العتاد Hardware. البحرين والتحول تواصلت لقاءات (أخبار الخليج) بالمختصين في هذا الشأن، حيث أشار الرئيس التنفيذي لهيئة الحكومة الإلكترونية، محمد القائد، أن إنترنت الأشياء سيعتمد بشكل رئيسي على تقنية الجيل الخامس، والبحرين تهيء نفسها لإتاحة هذه التقنية بالتحديد، وبذلك، ستكون البحرين مهيأة لأي تحول تكنولوجي يطرأ عليها. وأضاف القائد، عالميًا لا يوجد أي سقف محدد لهذه التقنيات الحديثة، ولكن نقوم بدورنا في هيئة الحكومة الإلكترونية بالعمل مع هيئة تنظيم الاتصالات، والشركات التابعة لها، والأجهزة المعنية في الدولة، بأن نفضي الترددات المطلوبة للجيل الخامس فهي الأساس لنجاح عملية إنترنت الأشياء، وهناك شركات موجودة أيضًا في البحرين يمكنها أن تسهم بشكل فاعل في دخول هذه التكنولوجيا مثل هواوي وسيسكو. وعلى صعيد متصل، لفت رئيس جمعية البحرين لشركات التقنية، عبيدلي العبيدلي، الى أن البحرين مهيأة لهذا التحول، مشيرًا إلى البنية التحتية الجيدة، ووجود الحكومة الإلكترونية، ولكن إنترنت الاشياء لا يحتاج فقط إلى استعداد الجهات الحكومية والرسمية، بل حتى استعداد المواطنين أنفسهم! مدير مركز نظم المعلومات في الجامعة الأهلية، أستاذ مساعد، د. حسن رزاقي، تحدث أيضًا لـ(أخبار الخليج)، وأكد أن البحرين مهيأة بشكل شبه كلي للدخول في عالم إنترنت الأشياء، وبدليل وجود خدمة الإنترنت في البلاد على مدار الساعة، وتوفر خدمة الإنترنت بسرعات عالية، مما ينتج سهولة نقل وتبادل للمعلومات بين المستخدمين، علاوى على وجود أجهزة إلكترونية الحديثة على مستوى الفرد في السوق البحريني، والتي تشمل الهاتف النقال، الأجهزة الترفيهية والأجهزة المنزلية والتي يستطيع المستخدم من خلال تلك الاجهزة الربط بالإنترنت بسهولة ويسر. وأضاف رزاقي، أن توفير أجهزة تقنية ذات مواصفات عالية الجودة في السوق البحريني، سوف يساعد أيضًا على دخول إنترنت الأشياء في البحرين ورقمنتها. وبالنسبة إلى التحديات التي تواجهها، فقد أشار رزاقي، إلى مسالة أمن المعلومات عدة مستويات كما يلي: على مستوى شركات الاتصالات(ISP) المزودة للخدمة، وطرح تساؤلاً مهمًا وهو: هل شركات الاتصالات (ISP) المزودة لخدمة الإنترنت في البحرين لديها تقنيات تمكنها صد التهديدات المعلوماتية الخاصة بالإنترنت والتي تمر عبر خادمات (Servers) الخاصة بتلك الشركات والاتية من داخل البحرين أو خارجها؟ ثانيًا، على مستوى مؤسسات الدولة هل هناك قوانين خاصة بالجرائم الإلكترونية في الدولة ومدى جدية تلك القوانين في التطبيق في حالة اكتشاف سوء استخدام لتقنية إنترنت الأشياء؟ ثالثًا، على مستوى الافراد (المستخدمين) مدى وعي المستخدم بخصوص المخاطر المحيطة بإنترنت الأشياء، وخصوصا في حالة اختراق الأجهزة المستخدمة من قبل المستخدم؟ وهل يستطيع المستخدم تفادي تلك المشكلة؟ وأخيرًا، على مستوى الأجهزة المتوافرة في السوق: مدى جودة تلك الأجهزة المستخدمة في عالم الإنترنت الأشياء، وهل تلك الأجهزة بإمكانها التصدي لعملية اختراقات وسرقة المعلومات؟ الوظائف المتاحة سوق سيبلغ حجم الإنفاق فيه أكثر من 600 مليار دولار خلال 5 سنوات لا بد أن الفرص فيه أكبر من أي سوق عرفه التاريخ. ولكن ما فرصة عملك في هذا المجال، وما الوظائف الشاغرة التي من الممكن أن تشغلها؟ مبرمج: البرمجة في مجال الحوسبة السحابية، المنصات السحابية ستكون هي الحاضن الرئيسي لكل البيانات التي ستتبادلها الأجهزة في عالم إنترنت الأشياء. مهندس نظم: بناء وهيكلة الأنظمة السحابية والفروقات بين إدارة الأنظمة في مراكز البيانات المحلية وبين الأنظمة على السحابة. مدير قواعد بيانات: ستحتاج الشركات الى خبراتك في كيفية التعامل مع الكم الهائل من البيانات التي تملأ خوادمهم بسبب تبنيهم لحلول (إنترنت الأشياء). مستشار تقنية معلومات: تخصص أكثر في الحوسبة السحابية والبيانات الضخمة وذكاء الأعمال، ستحتاج الشركات والحكومات لمشورتك في بناء أنظمة متفاعلة مع عالم إنترنت الأشياء عبر هذه التقنيات. مستهلك: وسع محفظتك، كن مستعدًا لإنفاق المزيد، فمعظم ما تراه الآن ترف لا داعي له من السيناريو السابق الذكر، سيكون خلال 10 سنوات شيئا أساسيا في حياتك، تمامًا كالهاتف المحمول الذي تحمل أحدث موديل منه في جيبك اليوم! قلق مستمر وفي مناسبات عديدة، أبدت جهات مستقلة وحكومية قلقها من التداعيات الأمنية التي قد تنجم عن الانتشار الواسع لتقنيات (إنترنت الأشياء)، وقيامها بتسجيل كل صغيرة وكبيرة عن تحركات وأفعال الأشخاص المُحيطين بها، أو المستخدمين لها، في حين يرى بعض الخبراء الأمنيين مشكلات أكبر قد تترتب على دمج تقنيات الذكاء الاصطناعي مع (إنترنت الأشياء)، أو ربط الأجهزة المُتصلة بالإنترنت بشبكة ذكية مركزية. ويخشى البعض من أن يؤدي دمج الذكاء الاصطناعي مع (إنترنت الأشياء) إلى مخاطر كبيرة تهدد حياة الإنسان، وخصوصًا في حال تم النجاح بجلب أهم الصفات التي ينفرد بها الدماغ البشري إلى هذه التقنيات، والتي يأتي (الوعي) في مقدمتها، أي أن تُصبح هذه التقنيات قادرة على فهم العالم من حولها بشكل مُشابه للإنسان، وبالتالي لا يمكن لأحد تصور ردود الأفعال المُحتمل اتخاذها من قبل هذه التقنيات.

مشاركة :