البصرة مدينة عراقية في الضفة اليمنى من شط العرب، أي من الجهة الغربية منه، بناها عُقبة بن غَزوان في زمن الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه سنة 636م. تلتقي بالبصرة الطُرق البرية والمائية من المراكز التجارية لموقعها الاستراتيجي. كانت منذ تأسيسها مركزاً ثقافياً عرف فيها أهل الأدب وعلوم اللغة والفقهاء.. في الحرب العالمية الأولى ربطها الألمان بالعاصمة بغداد بسكك الحديد.. فيها غابات النخيل والزراعات المختلفة وفيها مصادر الدخل القومي من الاكتفاء الغذائي، وفيها بعد ذلك، ومن تحتها، النفط والغاز والتجارة البحرية والبرية وكانت مطمعاً لبلاد فارس وتركيا وطريقاً للغزاة المغول وقبلها جحافل بلاد الروم. وفي العصور الحديثة تكالب عليها الألمان والإنكليز.. ولكونها تَحتضن معظم مداخيل الاقتصاد والخطوط التجارية وطريق الهند الذي تهافت الغرب عليها. صار إقليم البصرة مصدر الرزق لكل أقاليم العراق فكَّر شعبُها في جعلها دولة مستقلة بدافع منها أو من الدول الأخرى الطامعة فيها.. ولكونها الطرف الأول لطريق الهند المائي، تكالبت عليها الأطماع ودارت فيها حروب عديدة. واحتلتها بريطانيا عن طريق شبه جزيرة الفاو سنة 1914.. وقبلها كان الاحتلال التجاري بواسطة شركات إنكليزية.. ريدر فسر، أستاذ وباحث في المعهد النرويجي للشؤون الدولية، يحمل شهادة دكتوراه من جامعة إكسفورد، له العديد من الكتب حول تاريخ جنوب العراق أطلعكم على جانب من كتابه «البصرة وحلم الجمهورية الخليجية» ترجم هذا الكتاب الأستاذ سعيد الغانمي سنة 2008 طبع في كولونيا – ألمانيا. * * * يتناول هذا الكتاب تاريخ البصرة القريب من أواخر العهد العثماني.. وعن الحركة الانفصالية أثناء الانتداب البريطاني عام 1921. انقسم المواطنون البصريون إلى انفصاليين ووطنيين يرفضون الانفصال. فكرة الانفصال نبعت من الاستعمار البريطاني لتحريكهم بعض الوجهاء وتجار البصرة.. وتحريك سكان البصرة المقهورين في الجنوب رغم ما يجري من تحتهم من نفط وغاز وأنهار وزراعة والمواصلات البحرية والبرية.. والإنكليز يحركون الشعوب بالمذهبية والقبلية.. وكلما سكنت الأوضاع الاجتماعية، حركتها الإشاعات التي تؤجج الشارع منذ استقلال العراق عام 1932 إلى سقوط الملكية ثم إلى انهيار نظام البعث عام 2003، وانتفاضة الشعب بعد الحرب الإيرانية العراقية التي ذهبت بالمال والأرواح وحرب غزو الكويت وحرب إخراج جيوش العراق منها. الانفصالية في الجنوب كانت تهدد الوحدة العراقية التي عرفت عبر التاريخ منذ الفتح الإسلامي. الحركات الانفصالية في القرن العشرين تعددت وأخذت تتأجج نيرانها ثم تخبو لتبقى تحت الرماد وتوقدها رياح الفتن الطائفية والعشائرية، تحركها خيوط الاستعمار وكانت الآلة الاستعمارية البريطانية مهيأة لدعم انفصال البصرة وانفصال الزبير، لتكون إمارة مستقلة، وتعددت الاتفاقيات التي استغلها العامة لإثارة الانقسامات منها: اتفاقية عام 1929 بين العراق وإيران، واتفاقية نجد والعراق 1931، والعراق وسوريا الحدودية 1933 واليمن والسعودية 1934. هناك كتاب وطني وضعه حنا بطاطو عنوانه: الطبقات الاجتماعية والحركات الثورية في العراق.. من أجل وحدة العراق، خاصة بعد أن مدت خطوط سكك الحديد.. كانت الكويت تمتلك حقول زراعة النخيل والحبوب، انظر كتاب: الاستاذ يوسف محمد النصف «نخلتك» بطبعات عديدة يروي تاريخ الاستثمارات الكويتية في زراعة حقول النخيل في جنوبي العراق والفاو، وتتولى تصدير التمور والحبوب إلى أفريقيا، شرقاً وجنوباً والهند الكبرى. زرت الاستاذ عبدالمجيد القصاب في مجلسه الذي يضم الأدباء والكتاب في بغداد وكان معي أخي خالد خلف وعدنان الراوي فقال أرحب بالإخوان، وليس مجاملة عندما خرج اليهود والكويتيون توقفت التجارة في العراق، والكويتيون طوروا الزراعة وتصديرها.. عبدالله خلف
مشاركة :