قدَّم الدكتور صالح بن عيضة الزهراني قراءة لعدد من الكتب الإسبانية التي تتحدث عن «إسبانيا والأندلس وعلاقة هذه الهٌويّة بالماضي العربي الإسلامي» بعد رصده لردود فعل الكُتاب الأسبان على هذه الكتب التي لها صدىً واسعًا في الأوساط الثقافية الأسبانية، وافتتح محاضرته بالحديث عن «كينونة إسبانيا» و:»إسبانيا في صورتيها» موضحًا أنه بالحديث عن كينونة إسبانيا هناك إشكالية في فهم الأصول الثقافية الوجودية للثقافة الإسبانية وثقافة الإنسان بشبه الجزيرة الليبيرية، وهذه الفكرة تبلورت على نحو أكثر في مراحل معينة من تاريخ إسبانيا الحديث عندما بدأت تفقد مستعمراتها في أمريكا الجنوبية خاصة مع مطلع القرن التاسع عشر الميلادي، مع وجود بعض الإشكالات الخاصة بإسبانيا عسكريًا، جاء ذلك في محاضرة ألقاها بمجلس حمد الجاسر السبت الماضي وأدارها عبدالله العمري. وقال إن عام 1898 كان تاريخاً كارثيًا بالنسبة لإسبانيا بعد فقدانها كل مستعمراتها بعد صدامها مع الولايات المتحدة الأمريكية على حيازة كوبا وانتصار القوات الأمريكية على إسبانيا فتحولت أمريكا من قوة إقليمية إلى قوة عالمية بينما إسبانيا تراجعت من امبراطورية استعماراتية إلى دولة عادية في جنوب القارة الأوروبية، وهذا يوضح بأن إسبانيا ليس لها مرتكزات مثل ألمانيا وفرنسا. وتحدث عن نشأة جيل في 1898 يحوي مجموعة من المثقفين والأدباء يناقشون هذه المسألة ويضعون إسبانيا في صورتها الحقيقية وهل هي دولة حامية للكاثلوجية المسيحية بنظامها الملكي والإقطاعي أم إسبانيا هي المتنورة والمتقدمة التي يجب أن تلحق فرنسا وغيرها من الدول المتقدمة، متحدثًا عن الفجوة بين الثقافة الفرنسية المتنورة والإسبانية المنكمشة. كما ونشأ في العام 1914 جيلاً ينادي بإسبانيا الأوروبية والأندلس التي يريدها الأسبان وتفاخرهم بالتراث الأندلسي بصورة مغايرة للأندلس في تاريخ العرب حيث يرى ذاك الجيل بأن الأندلسيين هم أسبان تأثروا بالفكر الإسلامي والثقافة العربية، بعد أن وجدوا تعمق الثقافة العربية فيهم. وفي عام 1974 صدر كتاب لأحد المثقفين الكتالونيين حاول أن يكذّب دخول العرب أسبانيا موضحًا بأن الإسلام جاء نظراً لثورة في الداخل ولتشابه الفكر الإسلامي بفكرهم الأسباني القديم. وفي ختام محاضرته تحدث عن كاتب إشبيلي -من الأندلس- متخصص في الدراسات العربية والإسلامية بعنوان: «عندما كنا عرباً» حيث يقول إن الإسلام ظهر في مكة ولم تكن هناك أمة إسلامية إلا بعد تاريخ الفتح الإسلامي في الأندلس، ويقول بأنه إلى الدولة العباسية لم تكن هناك ما ينادي بالكتلة الإسلامية خاصة أنه يتحدث عن المصادر التي كُتبت في الفترة ذاتها، وبعضها مصادر لاتينية كانت تشير إلى وجود تعدد في المكون الثقافي والبشري لكنه لا يشير إلى قوة إسلامية، والاعتماد على ما كتبه الإدريسي أو ابن القوطية هي مصادر متأخرة، ويشير المؤلف بأن كتابة العرب للتاريخ مليئة بالأساطير، وأشار المحاضر إلى أنه سيعقب هذا الكتاب العديد من الكتابات خاصة في الجانب الأدبي والروايات التي تستلهم الماضي العربي بعد سقوط غرناطة والعنصرية التي مُورست ضد العرب.
مشاركة :