رياح وأوتاد: «المنار» وضارتها النافعة أمام مدّعي الحريات

  • 9/24/2018
  • 00:00
  • 13
  • 0
  • 0
news-picture

عرضت قناة "المنار" مقابلة مع أحد الكذابين الذي اشتهر بكذبه واعتدائه على السعودية وتأييده لمذابح سورية، ولكنه توجه هذه المرة نحو الكويت، وأميرنا الذي شهد كل منصف في العالم باعتداله ودوره الإنساني، فانتفض الشعب الكويتي على اختلاف توجهاته كما انتفض كل محبي الأمير في لبنان والعالم وردوا على ذلك الكذاب وتلك القناة. وهذه الحادثة الضارة لا تخلو من عبر ودروس نافعة لأن من العيب أن يغضب إنسان على الإساءة والكذب الذي يوجه له أو لمن يحب، ولا يغضب على الإساءة والكذب الذي يوجه لغيره، فيجب أن يكون الموقف والميزان واحداً. وهذا الكيل بميزانين وقع فيه بعض مدعي الحريات في الكويت الذين دافعوا عن الكويتيين الذين تعرضوا إلى أمير البلاد أو إلى المملكة العربية السعودية أو إلى غيرهم من المواطنين في عقائدهم أو كراماتهم أو حرياتهم، وحاولوا تشويه سمعة الكويت في المحافل الدولية واجتماعات لجان حقوق الإنسان، ثم ادّعوا أن أعمالهم وكتاباتهم هي من قبيل حرية الكتابة والتعبير، في حين هي في الحقيقة مشابهة لما قامت به "المنار". وإن حادثة "المنار" أيضاً هي عبرة للذين يريدون إدخال الكتب إلى البلاد دون رقابة أو قيود بحجة الحريات، لأن بعضها أو كثيراً منها يحتوي على كذب أو إساءة للرموز والثوابت أو فتن طائفية أو قلة أدب أو مخالفة للقوانين، وكان يفترض بهم المناقشة العلمية لمحتوى أي كتاب أو كتب معينة على ضوء ما كتب فيها، وهل يخالف القوانين أم لا؟ إن الكذب الذي مارسته "المنار" يمارس مثله يومياً في وسائل الاتصال الاجتماعي، وفي بعض الكتب، بقصد تشويه سمعة وكرامة أناس أبرياء، فأخيراً كتب أحدهم عن طبيب كويتي إنه أخذ درجة استشاري بالواسطة، ثم ثبت أن ذلك الطبيب لم يحصل على هذه الدرجة، وأن ما كتب مجرد كذبة، وغير ذلك من الأمثلة الكثيرة جداً. لذلك لا بد من إدانة كل كذب ولو كان بسيطاً في نظر كاتبه، وكل إساءة مهما كانت مبرراتها في نظر من كتبها، وهذا هو دور القوانين ودور القضاء أيضاً الذي يجب أن يحمي حقوق الناس وسمعتهم وكراماتهم، ولا يجوز لأي قاض أن يحكم بالبراءة إذا ثبت كذب من كتب بحق أي إنسان بحجة أنه كتب بحسن نية، أو أنه لا يقصد الإساءة، لأن الكذب قد تم ووقع معه الضرر، ولم يتم الاعتذار منه علانية. كان النبي، صلى الله عليه وسلم، يقول وهو يطوف بالكعبة: "ما أطيبك وما أطيب ريحك، وما أعظمك وما أعظم حرمتك، والذي نفس محمد بيده لحرمة المؤمن عند الله أعظم حرمة منك ماله ودمه وأن نظن بِه إلا خيراً". إن الحرية الحقيقية هي التي تحترم حريات وكرامة الآخرين، وتخلو من الكذب والإساءة، أما إذا خلت من الضوابط الشرعية والقانونية، فإنها تصبح مجرد افتراء وانحطاط يستحق الاستنكار والمساءلة القانونية سواء صدر من "المنار" أو من أي كويتي.

مشاركة :