● لقد أحسن الإخوة الموجودون في تركيا عندما انتقدوا في بيانهم مقاطعة بعض النواب لجلسة التصويت على قانون العفو، وذلك لأن الحضور والتصويت هو واجب جميع الأعضاء مهما كانت نتيجة التصويت لأن التسليم باحترام رأي وحكم الأغلبية في الأمور المعروضة على المجلس هو جوهر النظام الدستوري، وفي المجالس السابقة كنا نخسر التصويت أحياناً ونكسبه في أحيان أخرى، وهذا هو الوضع الطبيعي القائم أيضاً في كل برلمانات العالم، ومن الخطأ تعطيل مصالح البلاد وحقوق المواطنين بتعطيل الجلسات بأي وسيلة من الوسائل غير الدستورية. كما أحسن الإخوة بالإشارة في بيانهم أيضاً إلى عدم دستورية تأجيل الاستجوابات المزمع تقديمها وهذا صحيح، وكنت أرجو أن يشيروا أيضاً إلى عدم دستورية الاستجوابات التي قدمت فور تشكيل الحكومة، وتلك التي قدمت حتى قبل قسم الحكومة، لأن الالتزام بالدستور يحتم بيان أحكامه كاملة في هذه المواضيع المطروحة دون انتقائية. الإخوة الموجودون في تركيا استشعروا خطأ أسلوب المعارضة في التعامل مع قضيتهم، وبينوا رأيهم بكل شجاعة، وهناك أيضاً كثير من الكويتيين يشعرون كذلك بخطر قضايا أخرى على وطنهم ومستقبل أبنائهم مثل قضايا الفساد والتزوير في الجناسي والشهادات والعجز المالي والإصلاح الاقتصادي والتعليم وتوفير فرص العمل ويسوءهم خطأ تعامل المجلس معها بتعطيل الجلسات، وإيقاف كل أعمال المجلس بناء على نظرة أحادية هدفها تغيير الرئيسين دون إعطاء هذه القضايا حقها وأولويتها. ● عاصفة الأشرطة التي قُدمت بشأنها بلاغات وقضايا داخل الكويت وخارجها ورياح الاتهامات العاتية التي صرصرت في ساحة الإرادة محاولة تشويه رجال القضاء لم تنجح في تغيير سمتنا ولا في اقتلاع أوتادنا نحن بحمد الله، وذلك لأن منهجنا هو الكتاب والسنّة، ومن المعروف أن مبادئ الشريعة المعروفة توجب التأكد والتثبت من الأخبار قبل تصديقها أو العمل بها، ومنذ اليوم الأول بل الشريط الأول قلنا لا نصدق ولا نبني موقفاً ولا نقوم بأي عمل يجعلنا طرفاً في الصراع الدائر حتى يتم التثبت ومعرفة صحة كل ما هو مطروح من عدمه، وها هي الأيام تثبت بفضل الله صحة منهجنا. نعم هذا هو منهج الإسلام وطريق السلف الذي أخطأ فيه من أخطأ فاستعجل وصدق ونشر وانحاز إلى طرف من الأطراف، فالحياة مليئة برياح الخلافات والفتن وقد تحدث عواصف جديدة في المستقبل، فليكن ما مر علينا هو درس للتثبت من الأخبار والاتهامات مهما كان مصدرها، خصوصاً أن وسائل التثبت وتقصي الحقائق في الكويت متاحة بفضل الله ثم بوجود الحريات ومجلس الأمة وفيها يمكن للجميع أن يتجنب الوقوع في الخطأ مرة أخرى. ● لنغرس أوتاد الدين في نفوسنا وأعمالنا فهو أساس العمل الصحيح والكويت تستاهل.
مشاركة :