تسببت وفاة مفاجئة لراهب قبطي أمس تثار شبهات حول أنها نتيجة انتحاره بتناول السم في زيادة أجواء الانقسام داخل الكنيسة القبطية المصرية بين تيارين ينتمي أحدهما إلى البابا السابق شنودة الثالث وينتمي الآخر إلى الأب الراحل متى المسكين ويحظى بحماية البابا تواضروس. وأعلنت الكنيسة القبطية الأرثوذكسية وفاة الراهب زينون المقاري. وأوضحت الكنيسة في بيانها الرسمي أن الراهب تم نقله إلى مستشفى سانت ماريا بأسيوط عقب تعرضه لأزمة صحية مفاجئة. وقالت الكنيسة إن النيابة حاليًا تواصل تحقيقاتها لمعرفة سبب الوفاة، التي حدثت بعد ساعات من وصوله إلى دير المحرق بأسيوط تنفيذاً لقرار أصدره البابا بإبعاده عن دير أبومقار الذي شهد الشهر الماضي جريمة قتل رئيسه على أيدي راهبين. وقالت مصادر الكنيسة إن رهبان دير المحرق اكتشفوا فجراً ان زميلهم الجديد يعاني آلاماً مبرحة في البطن فنقلوه إلى المستشفى لكنه توفي، معبرة عن توقعها أنه تناول السم منتحراً. وفور الإعلان عن الحادث الجديد تجددت الاتهامات بين الأقباط على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي وسط شعور بالصدمة، بالنظر إلى أن زينون كان أحد الرهبان الذين استعان بهم البابا شنودة للسيطرة على دير أبومقار بعد وفاة خصمه التاريخي الأب متى المسكين الذي كان وتلاميذه يتركزون في هذا الدير الواقع في صحراء وادي النطرون. وقال مصدر أمني لـ "الجريدة" إن الراهب زينون أثيرت حوله شبهات في حادثة مقتل رئيس دير أبومقار بل إن أحد الرهبان اتهمه صراحة في التحقيقات بالتورط في الجريمة، وكان أحد أربعة تقرر ابعادهم عن الدير رغم عدم توجيه اتهام رسمي لهم. كما أن المقاري، أب اعتراف للراهب إشعياء المقاري المتهم الرئيسى في قضية مقتل رئيس الدير مع زميله فلتاؤس الذي حاول الانتحار وفشل بعد اتهامه في القضية ومازال يتلقى العلاج حتى اليوم في عنبر المحبوسين بمستشفى القصر العيني. ورفض المصدر الإجابة عن سؤال حول احتمال انتحاره أو مقتله مطالباً بانتظار نتيجة تحقيقات النيابة التي باشرت سماع الشهود وطلبت تشريح الجثة. في سياق آخر، ركّز الرئيس عبدالفتاح السيسي، خلال كلمته أمام الدورة 73 للجمعية العامة للأمم المتحدة، على قضية الإرهاب والدول الداعمة له، معتبراً أن انهيار الدول الوطنية هو السبب الرئيسي لانتشار الارهاب والحروب والجرائم المنظمة. وقال إنه لا مجال لحديث عن تفعيل النظام الدولي إذا كانت وحدته الأساسية، وهي الدولة الوطنية القائمة على مفاهيم المواطنة والديمقراطية والمساواة، مهددة بالتفكك، مشدداً على أن تفكك الدول تحت وطأة النزاعات الأهلية والارتداد للولاءات الطائفية بديلا عن الهوية الوطنية هو السبب في النزاعات المسلحة وتفشي الاتجار بالبشر والهجرة غير الشرعية، والجريمة المنظمة والتجارة غير المشروعة في السلاح والمخدرات. الأمر الذي يخلق بيئة خصبة للإرهاب وتفاقم الصراعات الطائفية. وأكد السيسي أنه لا مخرج من الأزمة في سورية والكارثة التي تعيشها اليمن، إلا باستعادة الدولة الوطنية، والحفاظ على سيادتها وسلامة مؤسساتها وتحقيق التطلعات المشروعة لمواطنيها، لافتاً الى أن مصر داعمة للحل السياسي الذي تقوده الأمم المتحدة في هذين البلدين، وترفض أي استغلال للأزمتين السورية واليمنية كوسيلة لتحقيق أطماع وتدخلات إقليمية، أو كبيئة حاضنة للإرهاب والتطرف والطائفية، وكذلك الأمر للأزمة الليبية.
مشاركة :