العين: هديل عادل الكتب الصامتة هي ببساطة كتب لا تحتوي على أي كلمات أو نصوص مكتوبة، تعتمد على قوة الصورة المستخدمة في رواية القصص، وهذه الكتب الخالية من الكلمات والغنية باللغة البصرية، قادرة على سرد حكايات بسيطة متسلسلة أو معقدة، وهي كغيرها من الكتب تخاطب الكبار والصغار، بغض النظر عن لغتهم أو قدراتهم اللغوية، وأثبتت هذه الكتب قدرتها على مخاطبة القراء، ومنحهم المساحة الكافية لإطلاق العنان لمخيلاتهم لابتكار نصوصهم الخاصة، من خلال ما يستوحونه من الصور والرسومات، كما أثبتت الكتب الصامتة فائدتها بشكل خاص للذين يعانون من صعوبات في القراءة، والمهاجرين واللاجئين لعدم حاجتها إلى ترجمة.يقول محمد الجسمي (طالب جامعي): بداية لم أكن أعرف ما المقصود بالكتاب الصامت، وهذا ما أثار فضولي ودفعني لحضور معرض الكتاب الصامت الذي نظمته دائرة الثقافة والسياحة في العين، وكنت أحدث نفسي، أنه بالتأكيد ليس كغيره من معارض الكتاب التي نعرفها، وهذا ما وجدته بالفعل، فهو ليس معرضاً لبيع الكتب، ولكنه معرض لتعريف الجمهور والمجتمع بالكتاب الصامت، وبالنسبة لي قبل أن أتصفح الكتب المعروضة في أجنحته، اطّلعت على كتيب المعرض، وفهمت معنى ومغزى وجود هذه النوعية من الكتب، ومن ثم بدأت رحلتي في التعرف عليها وجهاً لوجه، ولأنها كتب لا تحتوي على أي كلمات أو نصوص، اعتقدت أنها ستكون سهلة في تصفحها وفهمها ، ولكني فوجئت بأنها تحتاج إلى تركيز أكبر، لأن الكلمات تساعدنا في فهم المعنى، بينما هذه الكتب تمنح من يتصفحها الفرصة لممارسة مهارة التخيل خارج حدود التعبير اللفظي.وجد نهيان سلطان (7سنوات) في الكتب الصامتة ضالّته ، لأنه يحب القصص كثيراً ، ولكنه لا يستطيع قراءتها بمفرده، يقول : تعجبني لأنها مليئة بالرسومات الرائعة ، التي تحكي لنا أحداث القصة، وهي بالنسبة لي واضحة، أستطيع أن أتخيل معنى هذه الصور، وأتمنى أن أجد في المكتبات المزيد من كتب القصص الصامتة .ترى غدير الشيكيلي (طالبة جامعية) في قراءة الكتب الصامتة متعة كبيرة ، وفرصة لإثراء تجارب القراء، قائلة : لكل شخص انطباعاته ورؤيته الخاصة، ولهذا يرى كل منا الأحدث والمواقف من زاويته، وهذا ما ينطبق على حالة قارئ هذه النوعية من الكتب، فبالرغم من أننا جميعاً نتصفح نفس الكتاب، ونرى نفس الصور، ولكن لكل منا تحليلاته وتفسيراته الخاصة، ومن هنا تصبح القصة الواحدة قصصاً مختلفة في أحداثها وأبطالها ونهايتها، التي يحددها القارئ كما يراها في مخيلته، وفي اعتقادي هذا قمة الإبداع والإثراء للكاتب والقارئ.ألهمت فكرة الكتب الصامتة ميثة البادي (مهندسة معمارية) لتوظيف مهارتها في الرسم في تأليف قصص قصيرة، تقول : عندما سمعت عن فكرة الكتب الصامتة، بحثت عنها في الإنترنت، وجدت أنها تعتمد على الرسومات والصور في توصيل المعنى، وعندما اطّلعت على نماذج مختلفة منها، خاصة قصص الأطفال، تحمست للاستفادة من مهارتي في الرسم، وتوظيفها في تأليف قصص هادفة وممتعة للأطفال.وتقول أماني عادل (معلمة): أجمل ما في هذه الكتب أنها لا تعتمد على الكلمات في توصيل المعنى، أيضاً في مرحلة رياض الأطفال نحن بحاجة إلى تقوية المهارات البصرية للطفل، ومنحه المساحة الكافية لإطلاق العنان لمخيلته عبر مشاهداته وما يستوحيه من الصور والرسومات التي تتضمنها الكتب الصامتة، ومن هنا فإننا كتربويين وأولياء أمور نتمنى تطوير تجربة إنتاج الكتب الصامتة، والبحث عن مواضيع وأفكار تتناسب مع قدرات الأطفال.أما مهند سليمان (14 سنة)، فيرى في تجربة قراءة الكتب الصامتة متعة وتحدياً كما يقول ، موضحاً : محاولة فهم أحداث وأسرار القصص الصامتة تحتاج إلى تركيز عميق في دلالات ومعاني الرسومات والصور، حتى نستطيع فهم الأحداث وربطها ببعضها البعض، وهذا فيه تحدٍّ كبير لقدرة القارئ على التعمق في الفكرة التي يناقشها مؤلف القصة في كتابه، وبالنسبة لي استمتعت كثيراً بهذا التحدي .وترى ريم محمد (12 سنة) في الكتب الصامتة فرصة كبيرة لتقوية علاقتها بالكتاب، قائلة : أكثر ما يجذبنا في القصص هي الرسومات والصور، لا الكلمات والنصوص الطويلة ، وعندما يقع كتاب مصور بين يدينا، فإننا بالتأكيد سنتصفحه، ونحاول أن نفهم معنى هذه الصور.
مشاركة :