الكتب الصامتة تكسر حاجز اللغة وتحفز على الإبداع

  • 4/15/2019
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

أكد عدد من الناشرين أن إدخال فئة “أفضل كتاب عربي صامت” ضمن فئات جائزة اتصالات لكتاب الطفل، سيسهم بشكل كبير في تشجيع الناشرين والرسامين العرب على الاهتمام بهذا النوع من الكتب التي تمتلك قوة سردية بصرية كبيرة تساعد على محو الأمية البصرية. وثمنوا الجهود التي يبذلها المجلس الإماراتي لكتب اليافعين من أجل الارتقاء بأدب الطفل العربي وتشجيع الناشرين والمؤلفين على رفد مكتبة الطفل العربي بكتب ذات قيمة عالية. وكانت جائزة اتصالات لكتاب الطفل – التي ينظمها المجلس الإماراتي لكتب اليافعين وترعاها اتصالات – أعلنت مؤخرا إدخال فئة “أفضل كتاب عربي صامت” ضمن فئاتها الست وخصصت لها جائزة مالية قيمتها 100 ألف درهم يمنح 40 بالمئة منها للناشر فيما تمنح الـ60 بالمئة للرسام أو بالتساوي بين الرسام وصاحب الفكرة أو المؤلف. ويأتي استحداث هذه الفئة تماشيا مع توجه العالم نحو نشر هذا النوع من الكتب التي تمتلك لغة بصرية تفتح حدود التعبير الفني وتطلق العنان لخيال الأطفال. أدب كالموسيقى سردية بصرية كبيرة تساعد على محو الأمية البصرية سردية بصرية كبيرة تساعد على محو الأمية البصرية قالت الدكتورة اليازية خليفة مؤسس ومدير الفلك للترجمة والنشر إن “الفلك للترجمة والنشر أول دار نشرت كتابا صامتا على مستوى الخليج وكان ذلك في العام 2016 وحمل الكتاب عنوان ‘أنا والنحلة’ للرسامة البريطانية أليسون جاي، ولاقى رواجا واسعا بين القراء الصغار والكبار على حد السواء، وفي العام 2017 نشرنا كتابين كوريين صامتين هما ‘فتى الطائرة الورقية’ و’العم فيفو والمئة قطرة"”. وأضافت “لم نكتف بالكتب الصامتة الأجنبية حيث أصدرنا في 2018 كتابين صامتين إماراتيين هما ‘حلقي! حلقي!’ للرسامة علياء البادي و’آه! إنه ينتفخ!’ للرسامة عائشة البادي، وجاء الكتابان ضمن أول سلسلة كتب صامتة إماراتية تم العمل عليها ضمن ورشة ‘كيف تؤلف كتبا صامتة’ بتنظيم وإشراف المجلس الإماراتي لكتب اليافعين وشهدت الدورة الماضية من معرض الشارقة الدولي للكتاب إطلاق كتابي الصامت الأول الذي حمل عنوان ‘أبي لا تكسر قلبي!’ والذي عملت عليه خلال ورشة عمل المجلس أيضا”. وقالت خليفة “ما من شك في أن إدراج فئة الكتب الصامتة سيشجع الناشرين والرسامين العرب على الاهتمام بهذا النوع من الكتب وأنا آمل أن يدفع ذلك ناشري أدب الطفل العربي لخوض التجربة ونشر إصدارات صامتة ولكن الأهم من ذلك هو تعريف وتوعية الأسر بأهمية هذه الكتب وأن يعرفوا كيفية التعامل والتفاعل معها”. وأوضحت أن الكتب الصامتة تعتمد على الخيال والذاكرة البصرية للقارئ ويتخطى هذا النوع من الكتب الفوارق الجغرافية واللغوية بين البشر وهو ما ساهم في ازدياد رواجها في الدول الأوروبية لاسيما مع ارتفاع معدلات الهجرة والمشاكل اللغوية والنفسية لهؤلاء الأطفال فكانت بمثابة حل لتجاوز الصدمات التي تعرضوا لها بسبب الهجرة أو مخالطة مجتمع جديد. ويساهم هذا النوع من الكتب في تعزيز ثقة القراء الصغار بأنفسهم، كما تعكس ما في أعماقهم عند سرد القصة بطريقتهم الخاصة وبالتالي تسمح لهم بإطلاق خيالهم وإبداعهم من غير قيود. الكتب الصامتة تعتمد على الخيال والذاكرة البصرية للقارئ ويتخطى هذا النوع من الكتب الفوارق الجغرافية واللغوية بين البشر من جانبها قالت نور عرب كاتبة قصص الأطفال ومؤسسة دار نور للنشر إن جوهر الكتب الصامتة يكمن بكونها المحرك الرئيس لتحفيز خيال الطفل فهي كالموسيقى تصل القلوب من غير جواز سفر من غير حدود للفكرة فكل طفل يعكس معانيها بأسلوبه الخاص وهذه الخصوصية في قراءة القصة الصامتة التي يتفرد بها كل طفل تعتبر المحرك لاكتشاف الرسومات بأكثر من معنى بما يعكس خيال الطفل الواسع ويحفزه للقراءة الإبداعية التي تتجاوز حدود الكلمات. وأضافت “تشجيع الناشرين والرسامين العرب على الاهتمام بهذا النوع من الكتب أمر مهم كما أن هناك ضرورة لتوعية الأسر على اقتناء الكتب الصامتة حتى ولو امتلك أطفالهم القدرة على قراءة الكلمات، فالفن البصري رسالة سامية يعبر بنا إلى وجدان الفنان ويحمل في طياته قيما إنسانية تخترق قلب المتلقي من دون استئذان. وإن إدخال فئة أفضل كتاب صامت عربي ضمن فئات جائزة اتصالات لكتاب الطفل عامل مهم جدا في تشجيع الناشرين والرسامين العرب على الاهتمام بهذا النوع من الكتب بشكل أكبر”. وفي حديثه عن جائزة اتصالات لكتاب الطفل قال أشرف محمد شاهين صاحب دار البرج ميديا للنشر والتوزيع “تعد جائزة اتصالات لكتاب الطفل بذرة للإبداع ومحفزا كبيرا لنا كناشرين مهتمين بأدب الطفل لاسيما وأنها تفي بغرض تطوير إنتاج كتب الأطفال واليافعين في العالم العربي ودعم قدرات العاملين في صناعة هذه الكتب من مؤلفين ورسامين ومخرجين مما يخلق روح المنافسة لإخراج أعمال مميزة تليق بالجائزة”. وأضاف “وضعنا هدف إصدار كتب صامتة ضمن خطة نشرنا للعام 2019 ونعمل حاليا على اختيار رسامين متخصصين لتقديم أعمال ذات محتوى مميز حيث يقدم الكتاب الصامت المعلومات والقصص لجمهوره من الأطفال عن طريق سرد بصري للأحداث والمعلومات يتضمن رسومات وصورا فقط مما يجعله عملا عالميا يثري بكنوزه كل من يرغب بقراءته متجاوزا حاجز اللغة”. وقال إن الكتاب الصامت يعطي مساحة حرية للطفل ليتفكر بمعنى وأبعاد الصور والرسومات المقدمة له ولينقله من أسلوب التلقين المباشر إلى التحليل والنقد، ثم استخلاص المعلومة النهائية لينمي بذلك مهارة التفكير النقدي عند الطفل. فعاليات للكتب الصامتة حدود الكلمات خيال يتجاوز حدود الكلمات لا يعد إدخال فئة “أفضل كتاب صامت عربي” إلى فئات جائزة اتصالات لكتاب الطفل المرة الأولى التي يظهر فيها المجلس الإماراتي لكتب اليافعين اهتمامه الكبير بهذا النوع من الكتب، فقد سبق ونظم عام 2017 الدورة الثانية من “معرض الكتب الصامتة”، كما نظم في 2018 الدورة الثالثة من المعرض التي استضافتها مدينة العين، إذ وفر المعرض في دورتيه الثانية والثالثة للأطفال والفنانين والمصممين والرسامين وناشري الكتب في المنطقة فرصة الاطلاع على عالم نشر الكتب الصامتة. وخلال العامين الماضيين نظم المجلس سلسلة من ورش العمل المتخصصة للناشرين والرسامين بجانب مجموعة من الفعاليات المتعلقة بالكتب الصامتة استعرض فيها أهمية الدور الذي تلعبه الكتب الصامتة في إثراء المخزون المعرفي للأطفال وما يحققه حضور الرسومات في الكتب من تعزيز للمضمون الأدبي الذي يستهدف الأجيال الجديدة. وأبرزت هذه الورش والأنشطة المكانة التي وصلت إليها هذه الفئة الخاصة من الكتب التي تعتمد بشكل كبير على ذكاء الأطفال في ترجمة المضامين وسلطت الضوء على أحدث الأساليب المتبعة في هذا المجال. وفي الدورة السابعة من مشروع “كتب – صنعت في الإمارات” الذي ينظمه المجلس بالتعاون مع معهد “غوته” – منطقة الخليج وبرعاية من مبادرة ثقافة بلا حدود نظم المجلس الإماراتي لكتب اليافعين المزيد من الورش لدعم الرسامين لإصدار المزيد من الكتب الصامتة العربية انطلاقا من رؤيته بأهمية الكتب الصامتة في تقريب المسافات بين الشعوب ونقل حضارات وثقافات الأمم ونشر رسائل المحبة والسلام بينها. وفي مايو 2018 أعلن المجلس عن دعمه إصدار أول ثلاثة كتب صامتة إماراتية والتي جاءت ثمرة لسلسلة من الورش الفنية التي نظمها المجلس ضمن فعاليات الدورة الثانية من معرض الكتب الصامتة ويحمل الكتاب الأول عنوان “نهار وليل” للكاتبة والرسامة الإماراتية عليا الشامسي وصدر عن دار الهدهد للنشر والتوزيع. أما الكتاب الثاني فجاء بعنوان ”حلقي! حلقي!” وهو من تأليف الكاتبة والرسامة الإماراتية علياء البادي وصدر عن الفلك للترجمة والنشر في حين حمل الكتاب الثالث عنوان “آه! إنه ينتفخ!” للكاتبة والرسامة عائشة البادي وهو صادر أيضا عن الفلك للترجمة والنشر.

مشاركة :