البعض منا كان يظن والعض مع الاسف مازال يظن أن هذا الفائض من مخرجات التعليم كان إنجازاً ودليلاً علي نجاح الخطط، وما دروا أن هذا إخفاقاً ودليلاً علي فشل الخطط. إذ أن (الفائض) في الخطط هو الوجه الآخر (للنقص) كلاهما يدل علي سوء التخطيط، وفشل الخطة المعنية. لماذا ؟ لان الخطط توضع لتحقيق هدف (محدد)، أو لتلبية إحتياج معين، فإذا نقص مردودها بشكل حاد عن توفير الإحتياج المحدد بكم ونوع معين، أعتبر هذا النقص دليلاً علي سوء التخطيط وفشل الخطه التي وضعت وفق إفتراضات خطأ. وكذلك الأمر إذا ما زاد، وفاض مردودها عن الإحتياج المحدد، مما يدل علي الإفتراضات التي علي ضوءها وضعت الخطة كانت خطأ. لان هذا (الفائض) من المردود ستترتب عليه نتائج إقتصادية وإجتماعية سلبية. وهذا ما حدث بالفعل في مجال العملية التعليمية. لقد إنعكس سلباً هذا الفخ العشوائي لمخرجات التعليم الفائضة عن حاجة سوق العمل في الحقل التعليمي دون إعداد ملائم، علي مستوي أداء المعلمين، وبالتالي علي العملية التعليمية برمتها، وعلي مستوي مخرجات العملية التعليمية. لقد تم أولاً إهمال شبه تام للدور (التربوي) للمعلم، الذي كان يكمل الدور التربوي للمنزل والعائلة، وإنحط دورة إذ إقتصر علي المهمة التلقينية. حتي كاد المعلم الذي (كاد أن يكون رسولاً) أن يصبح ببغاءً يلقن تلاميذه، ما لقنته له المناهج، وغاب دوره كملهم، ومجسد للقيم الفاضلة المثالية العليا في نظر تلاميذه، وكنموذج، وقدوه تقتدي، إلي مجرد شخص لا يجسد أى شئ ، أشبه ما يكون بالمسجل الذي يدار وقت الحصة الدراسية ليلقي علي مسامع تلاميذه ما حفظة من دروس، دون إبداع، وإبتداع وسائل شخصيه لإيصال المعلومة بالشكل المؤثر، الذي يجعلها جزء من ذاكرة التلميذ ونبراساً يستعين به في مقبل حياته. ولا يستطيع أن يعرف قيمة هذا الدور المؤثر للمعلم القدوة إلا أولئك الذين إلتحقوا بالتعليم في الزمن القديم، الذي إستطاع السلف الصالح من المعلمين في الزمن الماضي، من ممارسته، ومدي فضلهم في غرس الكثير من القيم الصالحة والنبيلة في نفوس طلابهم، ومدي تأثير هذه القيم في المحافظة علي التوازن النفسي لتلاميذهم.
مشاركة :