الدكتور مرزوق بن تنباك

  • 10/2/2018
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

شاهدت عدة لقاءات تلفزيونية مع الدكتور مرزوق بن تنباك، فإذا هو يتحدّث بلغة فصيحة سهلة، تُرضي الخاصة ولا تصعب على غيرهم، إن كان في هذا العصر خاصة وعامة.. أعتقد أن عصر العامة انتهى أو كاد..   يمتاز الدكتور مرزوق بالشجاعة في الرأي، والصدق في اللهجة، وتُحس بحرصه على نهضة العرب والمسلمين، وفق أُسس علمية موضوعية، وقد ترأس فريق عملٍ جاد لإصدار (موسوعة القيم ومكارم الأخلاق العربية والإسلامية) وهي موسوعة تشمل جميع القيم الجميلة في الحياة، مع تعزيز كل قيمة بما ورد في وصفها والحض عليها من آيات كريمة، وأحاديث شريفة، وأشعار بليغة، وأمثال وحكم، وبعض قصص العرب، دون مواعظ مباشرة، أو أسلوب (إيّاك وإيّاك..) والموسوعة نابعة من قول الرسول صلى الله عليه وسلم:  (إِنَّمَا بُعِثْتُ لِأُتَمِّمَ مكارم الأَخْلاَقِ). قلت: وإذا فحصنا جميع أمراضنا الاجتماعية والاقتصادية وجدناها تعود لسوء الأخلاق وضعف القيم، قبل أن تعود للجهل، بل إنّ معظم الفاسدين إدارياً وماليّاً بارعون في الإدارة وعلومها إلى حدّ أن بعضهم استغل تلك البراعة في تكوين (شبكة فساد) يصعب الوصول إليها.. وإنما يعود ذلك لفساد الأخلاق وضعف القيم الدينية والإنسانية والوطنية وليس للجهل. ورد في مقابلة ممتعة مع الدكتور مرزوق، أجراها الزميل خالد السعيد في مجلة (اليمامة) ما يلي:  (تطوُّر العقل البشري مرَّ بثلاث مراحل: السحر، الدين، العلم. في أي مرحلة من المراحل الثلاث تجد العرب؟أظن العرب في هذا الوقت يعيشون خارج كل المراحل التي أشرتَ إليها؛ هم في مرحلة الفتنة وفي مرحلة الفوضى وحروب العصابات والطوائف، وإذا أردت أن تضعهم في مرحلةٍ ممّا أشرت إليه فضعهم في مرحلة السحر، لأنه أقرب إلى التخيُّل والأوهام منه إلى الحقيقة والعلم والدين، وهم في مرحلة الأوهام والتخيلات لم يغادروها بعد، هذا ما هو واضح في تصرفات العرب وفي أعمالهم وممارساتهم التي عجزت العقول عن تفسيرها. وفي لقاء مع (سبق) ورد سؤال طريف:  ما تعليقك على من يقول عنك: “ابن تنباك لا يزال مُفكِّراً تقليدياً مثل نار «عرفجة» تشبّ وتطفي بسرعة»؟. ما دمت تنقلنا بسؤالك إلى ثقافة الصحراء التي لا يعرفها أكثر قرائك حالياً، فنبات العرفج هو الوقود المُلتهِب الذي يُشعل النار في جَزْلِ الحَطَب، وما أطرحه لا يعدو أن يكون رأياً أعرضه ولا أفرضه، وأسكت عندما لا أجد من يقبله، أو جواباً لسؤال، ويُطلب الإجابة عليه، ولا تنسى أنني لا أملك قناة فضائية). يجمع الدكتور مرزوق بين السَّمْت وروح الفكاهة، والتفكير بصوت أديب، وهذه الصفات الطيبة نادرة الاجتماع إلّا في الأفذاذ.

مشاركة :