فقدت مؤشرات الأسهم العالمية كلها، قدرتها على الصمود في وجه المتغيرات التي طرأت يومي الخميس والجمعة، لتنتهي كلها على خسائر متفاوتة وسط غياب الحافز على مزيد من التفاؤل رغم اقتراب موعد نتائج الشركات.وكانت تداولات الأسهم قد انطلقت الاثنين بزخم قوي غذاه نجاح مفاوضات «نافتا»، ما عزز الشعور بالتفاؤل حول تراجع حدة الحرب التجارية وإمكانية حل النزاعات بالتفاوض، كما لعبت التقارير الاقتصادية الأمريكية، واستمرار زخم الدولار دوراً مشجعاً في منح المستثمرين شعوراً باستمرار مهرجان الأرباح، خاصة في حال كشفت أرباح الشركات للفصل الثاني من العام، عن أرقام مطابقة لتوقعات المحللين التي تدور حول 21%.إلا أن الأسبوع شهد تطورات معاكسة بدأت مع الارتفاع غير المتوقع في معدلات العائد على سندات الخزانة الأمريكية، حيث تجاوزت نسبة العائد على سندات السنوات العشر حاجز 3%، وصمدت فوقه مع ارتفاع مستمر بشكل يومي لتُنهي الأسبوع عند 3.23%، وهو أعلى مستوى تسجله منذ سبع سنوات، وزاد من حدة الارتفاع تدني معدلات الأجور التي كشف عنها تقرير الوظائف المخيب للآمال يوم الجمعة، والذي كشف عن تحقيق 134 ألف وظيفة خارج القطاع الزراعي، مقارنة مع توقعات طومسون رويترز، عند 185 ألف وظيفة.وزاد الطين بلة قطاع التقنية الذي شهد تراجعاً قوياً يوم الجمعة على خلفية فضيحة التجسس التي كشفتها بلومبيرج في رقائق دقيقة تزرع في معدات «أمازون» و«أبل» في مصانعها في الصين، وقد شهدت أسهم موردي أبل تراجعاً لافتاً في تداولات الجمعة، قاد أسهم التقنية هبوطاً إلى مستويات أثارت رعب المستثمرين المحبطين من تقرير الوظائف وانعكاسات كامل الصورة على أداء الأسهم خلال الربع الأخير من العام. ولم يفلت أي من المؤشرات الرئيسية العالمية من الخسائر، حيث انقسمت مسارات الأداء قسمين، غطى القسم الأول الأيام الثلاثة الأولى باللون الأخضر، بينما غطى اللون الأحمر المؤشرات في اليومين الأخيرين، وأفلت من الخسارة مؤشر شنجهاي فقط، لكن أرباحه الأسبوعية بلغت 0.85% فقط، مغلقاً عند 2821.35 نقطة، وتصدر قائمة الخاسرين مؤشر ناسداك الذي أثقلت كاهله أسهم التقنية وكبدته 3.21%، ليغلق عند 7788.45 نقطة، تلاه مؤشر فايننشال تايمز في لندن، الذي تراجع بنسبة 2.55%، أما بقية المؤشرات فكانت خسائرها بين 1 و2%.وهبطت الأسهم الأمريكية أول أمس الجمعة، متضررة من زيادة أخرى في عوائد سندات الخزانة في أعقاب تقرير إيجابي بشأن الوظائف في الولايات المتحدة، جاء تتويجاً لأسبوع من البيانات القوية، وأنهى المؤشر داو جونز الصناعي جلسة التداول في بورصة وول ستريت منخفضاً 180.43 نقطة، أو 0.68%، إلى 26447.05 نقطة، في حين هبط المؤشر ستاندرد آند بورز 500 الأوسع نطاقاً 16.04 نقطة، أو 0.55%، ليغلق عند 2885.57 نقطة. وأغلق المؤشر ناسداك المجمع منخفضاً 91.06 نقطة، أو 1.16%، إلى 7788.45 نقطة، وأنهت المؤشرات الثلاثة الأسبوع على خسائر، مع هبوط ناسداك 3.2% وستاندرد آند بورز 0.98% وداو جونز 0.04%، وسجل المؤشر ناسداك أكبر انخفاض أسبوعي من حيث النسبة المئوية منذ مارس/آذار.وفي القارة العجوز، تكبدت الأسهم الأوروبية الجمعة، أكبر خسارة أسبوعية في شهر، في ظل استمرار المخاوف بشأن احتمال رفع أسعار الفائدة الأمريكية بوتيرة أسرع من المتوقع لمنع نمو تضخمي للاقتصاد، بعد أن هبط معدل البطالة في الولايات المتحدة ليقترب من أدنى مستوى في 49 عاماً.ومع تراجع المؤشرات الرئيسية للأسهم الأمريكية، أغلق المؤشر الأوروبي ستوكس 600 منخفضاً 0.8%، وانخفض المؤشر داكس الألماني 1.1%، بينما هبط المؤشر فايننشال تايمز البريطاني 1.4%، مسجلاً أكبر خسارة أسبوعية في ستة أشهر.ومن بين الأسهم التي سجلت تحركات كبيرة، بنك دانسكه الذي يواجه تحقيقاً جنائياً أمريكياً بشأن فضيحة غسل أموال بقيمة 200 مليار يورو (230 مليار دولار) في فرعه في إستونيا، وهبطت أسهم أكبر بنك في الدنمارك 6.2%، بعد خفض كريدي سويس تصنيفه لها.وعلى الرغم من أن قطاع البنوك يستفيد في العادة من ارتفاع أسعار الفائدة وزيادة العوائد، إلا أن مؤشره أغلق منخفضاً 0.9%، وخسرت أسهم يونيلفر 0.6%، بعدما أعلنت إدارة الشركة عن تحول كبير، لتسحب مقترحاً لنقل مقر الشركة إلى هولندا.وتراجعت أسهم كيرينج الفرنسية 2%، بعد أن تراجع قطاع المنتجات الفاخرة الأوروبي بفعل مخاوف بشأن السوق الصيني.لكن رئيس جوتشي، التابعة لكيرينج، طمأن موظفي متاجره بشأن تباطؤ وشيك في وتيرة نمو المبيعات وفقاً لرسالة داخلية بالفيديو، وأغلقت أسهم سنتامين منخفضة 16% بعدما خفضت الشركة المستوى المستهدف لإنتاجها السنوي. (وكالات)
مشاركة :