ضمن جهود إسرائيل لتحسين التواصل الأمني مع روسيا في سوريا، بغية استمرار استهدافها للمواقع التي تنتشر فيها إيران، أعلن رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو، أمس، أنه سيلتقي الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، قريباً لبحث مواصلة التنسيق الأمني في شأن سوريا، لكنه لم يحدد موعداً للقاء، وفق ما نقلت وكالة رويترز. ويأتي حديث نتانياهو عقب تسليم موسكو منظومة «إس – 300» للنظام السوري، بعد أن حمّلت إسرائيل مسؤولية تحطم طائرة تابعة لها بنيران قوات النظام، خلال غارة إسرائيلية على الساحل السوري، في سبتمبر الماضي. وعلى الخط، دخل البيت الأبيض، قائلاً إنه يأمل أن تعيد روسيا النظر في قرار تسليم النظام السوري «إس – 300». وكان مستشار الأمن القومي الأميركي جون بولتون قال إن تسليم المنظومة سيمثل «تصعيداً خطيراً» في الحرب الممتدة منذ سبعة أعوام في سوريا. من جهتها، ذكرت صحيفة هآرتس الإسرائيلية أن الأزمة بين تل أبيب وموسكو لم تنتهِ بعد، مردفة أنه «حتى مع تكرار كبار المسؤولين استمرار إسرائيل في التصرف بحرية في الأجواء السورية، إلا أنه لم تُنفذ أي طلعة عسكرية جديدة منذ أن جرى إسقاط الطائرة الروسية فوق اللاذقية». وانتقدت الصحيفة الآراء التي ترى إمكان تجاوز سلاح الجو الإسرائيلي «إس – 300»، لافتة إلى أن الأمر ليس لعبة أطفال، وإلى أن العقبة الأكبر التي تواجه إسرائيل هي إستراتيجية، والسبب انزعاج بوتين من الهجمات المتكررة التي تقوم بها إسرائيل، بعد سيطرة نظام الأسد على جنوبي سوريا وتعزيز قبضته على بقية البلاد. ميدانياً، أفادت شبكة اورينت نيوز بانسحاب مفاجئ للميليشيات الإيرانية من بعض المناطق الخاضعة لسيطرتها شرقي محافظة دير الزور، وتسليمها للروس. كما أوضحت شبكة فرات بوست أن الميليشيات الإيرانية المساندة لـميليشيا أسد قامت بسحب جميع عناصرها من مدينة الميادين وبلدة محكان، إلى مدينة البوكمال، لتحل محلها قوات تابعة للروس. وكانت تعزيزات عسكرية روسية وصلت إلى الميادين ظهر السبت، من دون معرفة ما إذا كان هناك اتفاق جديد بين إيران وروسيا حول المناطق الواقعة على الضفة اليمنى من نهر الفرات، لا سيما أن تلك الميليشيات تسيطر على كامل الضفة منذ أواخر العام الماضي عقب المعارك مع تنظيم داعش. وفي إدلب، ذكرت وكالة الأناضول أن عدداً من عناصر داعش لقوا مصرعهم، إثر هجوم شنوه على أحد مقرات فصائل الجبهة الوطنية للتحرير في ريف المحافظة. وبث جيش الأحرار- أحد الفصائل التابعة لـ«الجبهة»- صوراً، قال إنها لعدد من عناصر التنظيم جرى قتلهم أثناء مهاجمة مقر له في قرية الطلحية في الريف الشرقي لإدلب، حيث تظهر الصور أكثر من 5 جثث للتنظيم، بلباسهم وعتادهم العسكري. وفي إطار إنشاء المنطقة العازلة شمال غربي سوريا، بناء على الاتفاق الروسي – التركي، واصلت الفصائل المعارضة سحب سلاحها الثقيل من المنطقة العازلة المرتقبة. وقال الناطق باسم «الجبهة» ناجي مصطفى: «بدأنا سحب السلاح الثقيل، أي إرجاع السلاح الثقيل في المنطقة المسماة بمنزوعة السلاح إلى المقرات الخلفية للفصائل»، مشيراً إلى أن العملية «ستسمر أياماً عدة» على أن يبقى «السلاح الثقيل مع الفصائل في المقرات الخلفية». (أ.ف.ب، رويترز، الأناضول)
مشاركة :