مرّ أسبوع على اختفاء الكاتب السعودي "جمال خاشقجي" دون أن تكشف السلطات التركية أي معلومات رسمية حول لغز اختفائه الغامض فور خروجه من القنصلية السعودية في إسطنبول، الثلاثاء الماضي، بحضور شاهدة العيان "الوحيدة" التي تُقدم نفسها لوسائل الإعلام كـ"خطيبته" الباحثة في الشؤون العمانية، التي لا يعرفها "ذوو جمال"، وهم أقرب المقربين منه، والتي ظهرت فجأة على سطح "الأزمة"، فرفضوا الاعتراف بها، بحسب ما تمخض عنه اجتماع كبار الأسرة قبل يومين بجدة. صمت حكومي تركي وعدم وضوح للرؤية وضبابية قاتمة يمارسها الأمن التركي، وهو الوحيد الذي بمقدوره فك اللغز وكشف الحقائق للرأي الذي يغلي على نار اختفاء "خاشقجي"، وسط أمواج "تسونامي" قطري من الأخبار تدفعها المكائن الإعلامية "الإخوانية" التي تنطلق من تركيا وقطر، وتُدار بكنترول عزمي بشارة، الذي "يتسكع" في شوارع الدوحة، فضلًا عن حملات التجييش التي يقوم بها مذيعو الجزيرة، ومحاولتهم إرباك الموقف السعودي بالأكاذيب؛ حيث أطلقوا فريتهم التي تقول: إن جسد جمال مُزق أشلاء، ثم عادوا فقالوا: اُختطف من داخل القنصلية، وتارة أخرى: هُرّب عبر أنفاق تمر تحت القنصلية، بحسب مزاعمهم المضحكة، وهو هُراء وتسطيح لا يمكن تصديقه، وكشف لأخلاق حفنة لا قيمة لهم ينحدرون بمبادئهم إلى القاع لإرضاء "المعزّب"! ووسط حذف وتبديل صياغة تدوينات المذيعين التي على ما يبدو أنها تصلهم عبر تقنية "الواتساب" حرفًا، فيكتبونها مثلما يريد "المُخرج"، وكما قالوا على سبيل الدعابة: "المخرج عاوز كده"؛ فالممثلون في عالم الدراما لا يخرجون عن رأي مخرجهم، وينصاعون لتوجيهاته! ومعلوم أنهم مدينون لمخرجهم الذي ينثر عليهم من المال القطري كلما أجادوا "الحبكة الدرامية"، فينسجون الخيالات، ويختلقون السيناريوهات بشتى الطرق، وباختلاف الأساليب، وهو عليه الإخراج! لكنهم يفشلون كل مرة ولا تنسجم الجماهير مع مسرحياتهم. هذا الفشل أجبر المخرج على صياغة فصول المسرحية مُجددًا، وتغيير الأدوار، فطلب أمس من مذيعي "بوق الحمدين" وقفة داخل استديو الجزيرة يسمونها: "وقفة اعتصام"؛ لاختفاء "خاشقجي"، فظهر بينهم قطريان أو ثلاثة على الأغلب، من موظفي قناتهم، والبقية الباقية جوقة إعلامية مُشردة من أمصار العرب ممن طحنتهم الحروب وبددتهم الطائفية، فلا حول لهم ولا قوة إلا محاولة إشعال النار في السعودية، وصرخوا بخطاب باهت يثبت تخبط موقفهم. ولم يتورع "الراقصون" على جراح عائلة "خاشقجي" عن التلاعب بمصير مواطن سعودي مُختف على الأراضي التركية، عبر ضخ عشرات الروايات في الفضاء الإلكتروني، وامتدت "شهوتهم التخريبية" إلى المتاجرة بتلك القضية الإنسانية التي تختص بها عائلته فقط، والتي وقفت مع حكومتها السعودية، وأبدت ثقتها بسير التحقيقات، ورفضوا كل المزايدات المسيّسة المرتدية "لبوس" الإنسانية والحقوق، وهي شعارات تحملها أياديهم، وتكذبها ألسنتهم وأقلامهم، وفي كل نازلة تغرف هذه الألسن من وعاء قلوبهم النجسة. ويجري استنفار في الدوحة الأيام الحالية، وتجنيد للطواقم "الذبابية والإعلامية"، واستدعاء للأذرع البشرية، وكل ذلك ليس للجلوس ومناقشة أزمة المقاطعة التي هوت بالاقتصاد القطري، وليس من أجل طرد القاعدة الأمريكية والتركية، ولا محاولة استرداد مليارات الدولارات التي ضُخت في شريان اقتصاد "أردوغان"، بل لضرب السعودية، مستغلين اختفاء "مواطن سعودي"، فاستعانوا بالأبواق أصحاب التوجهات الأيدولوجية المناوئة لـ"الرياض"، مثل "توكل كرمان" يمنية الجنسية التي تقيم في تركيا، فظهر فيديو لها وهم يُلقنونها ما تقول، ليتم تصويره وبثه عبر القنوات؛ لمحاولة استدرار عواطف العالم في لعبة خبيثة عنوانها "النيل من السعودية"، فثبت للجماهير العربية والدولية أن جلب مثل تلك "الأراجوزات" المُتحركة في حفلة تضليل الرأي الدولي استهلاك من قطر لكل الخدع والحيل دون أثر. تاريخ "الجزيرة" عبر تاريخها الطويل ملوث بخطاب الحزبية وتصدير الإرهاب، وهو لم يسقط مرة واحدة ولا مرتين، فقبل يومين أسقطه مراسلهم في تركيا المدعو "المعتصم بالله حسن"، الذي رد على زميله المذيع "محمد" بقوله: "في الحقيقة موضوع اختفاء جمال ليس موجوداً على الإطلاق، ولا موجود في وسائل الإعلام التركية المحلية!".
مشاركة :