تحشد قوى حزبية وسياسية في كل من ألمانيا والنمسا لحظر استخدام أو رفع شعارات جماعات اليمين التركي القومي المتشدد بالبلدين، وفي مقدمتها شعار "الذئاب الرمادية". ويرفع أنصار حزب الحركة القومية التركية اليميني وكذا حزب الوحدة شعارًا مثيرًا للجدل يقدمون فيه على التلويح بأيديهم عاليًا، بينما تظهر أصابعهم وقد تشابكت على هيئة رأس ذئب. وينشط الحزبان في ألمانيا عبر ثلاث جمعيات أهلية في عضويتها نحو 19 ألفًا ينتشرون في عدد كبير من الولايات والمدن. المثير أن أعضاء الحزبين من رافعي الشعار الغريب يصنفون أنفسهم لا كمؤيدين فقط للرئيس التركي رجب طيب أردوغان، ولكن أيضًا كجنود مخلصين له على استعداد للتضحية بأنفسهم في مواجهة أعدائه. وظهر كثيرًا أعضاء الحزبين أثناء زيارة أردوغان الأخيرة إلى ألمانيا، رافعين شعار "الذئاب الرمادية" ومرددين وعود "الجندية المطلقة والسمع والطاعة" للرئيس التركي الذي تصنفه دوائر سياسية وحقوقية في بلد أنجيلا ميركل كديكتاتور ومستبد. ونقلت صحيفة "دي تسايت" عن مسؤولين بالاتحاد المسيحي الديمقراطي الذي تقوده ميركل أن شعار الذئاب الرمادية لا يقل عنصرية وحضًّا على الكراهية والعنف والتطرف عن شعار هتلر النازي. وكشفت الصحيفة أن اتصالات تجري بين دوائر حزبية ليبرالية بألمانيا والنمسا للتنسيق لأجل تقنين حظر ذلك الشعار. وكان الشعار قد ظهر بفجاجة فوق منصة كان يتحدث عليها رئيس الوزراء التركي بن علي يلدرم في القنصلية التركية بهامبورج العام الماضي.