بلغت بطالة السعوديين 12.9 في المائة لعام 2018، في مقابل أن الوضع الصحي لاقتصاد أي بلد يتطلب معدل بطالة من 4.5 إلى 5 في المائة، وتضخما مستهدفا من البنك المركزي من 2 إلى 3 في المائة.سأتحدث اليوم عن كيف يمكننا أن نتحكم في البطالة من خلال بعض الاستراتيجيات، رغم أن التحكم التقليدي يعتمد بشكل أساسي على السياسات النقدية من البنك المركزي. لا يوجد شيء يؤذي نمو الاقتصاد مثل فجوة الدخل بين أفراد المجتمع، ولا سيما عندما تنفرد الأسر الثرية بعوائد النمو الاقتصادي، أما الأمر الآخر الذي يؤذي نمو الاقتصاد، ذهاب دخل الطبقة المتوسطة إلى ديون عقارية، وهذا يؤدي إلى تقلص القدرة على طلب السلع والخدمات، وبالتالي يؤثر في الوظائف. أرى أن من شروط نجاح استراتيجيات التحكم في البطالة، حماية الطبقة المتوسطة من أي سياسات ضارة بالدخل. الاستراتيجية الأولى: الحفاظ على أسلوب حياة الطبقة المتوسطة، ووضع التدابير اللازمة لمنع انحرافهم إلى الطبقة الأقل دخلا، من خلال منع أي سياسات ديون طويلة تزيد على عشر سنوات، ومنع استقطاع أكثر من 40 في المائة من الدخل بحد أقصى للديون. الاستراتيجية الثانية: توظيف شبه حكومي عن طريق شركات حكومية government-owned corporation GOC تؤسس وفق أسس تجارية كشركة سابك، وتعتمد الاستراتيجية على مبدأ قيادة النمو عن طريق استثمارات حكومية حتى يتطور القطاع الخاص، ثم يتم نقلها للقطاع الاستثماري عبر سوق الأسهم، استراتيجية ملائمة للدول الغنية، التي يرتبط سعر صرفها بالدولار، ثم إن تجارب الصين والنمسا وبلجيكا وألمانيا وفرنسا وإيطاليا كلها ثرية، وكانت بمنزلة مسرعات اقتصادية نتج عنها نمو اقتصادي ووظائف. الاستراتيجية الثالثة: فتح استثمارات أجنبية ضخمة في السلع والخدمات غير القابلة للتداول خارجيا، أو ما يعرف في التجارة الدولية بـNon-Tradable، وهي سلع أو خدمات لا يمكن تداولها خارج موقع تقديمها، مثل خدمات الصحة والقطارات والعقارات التجارية والبناء والبنية التحتية والفنادق والكهرباء والمنتجعات السياحية والاتصالات. لعل ما يعيب هذه الاستراتيجية أنها تزيد من معدل الأسعار، إلا أنه يمكن تقليل آثارها من خلال دعم المواطنين ماليا، كما هو معمول به حاليا عبر "حساب المواطن". الاستراتيجية الرابعة: تمويل مشاريع Access Economy. الحقيقة لا أعرف ترجمة رسمية لها إلا أنها تعبر عن الاقتصاد القائم على الاستفادة من خدمات وأصول غير مستغلة بشكل مؤقت، تشمل جميع أشكال الاقتصاد التشاركي والتعاوني، عن طريق تطبيقات الهواتف الذكية كمشاركة السيارات مثل كريم وAirbnb وZipCar وSpacer self-storage وThredup عالميا، ويفضل أن يتم تقديم تمويل للسعوديين والأجانب الشباب على حد سواء ما دام النموذج مربحا ويديره 80 في المائة سعوديون