كيف يدار الاقتصاد في أمريكا؟ «1 من 2»

  • 10/6/2023
  • 23:57
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

يستند كتاب أنجوس ديتون الجديد إلى كتاباته التي وجهها إلى جمهور عام على مدار أعوام، ويركز على فكرة عدم المساواة في أمريكا. يقول ديتون: "بالمراقبة المستمرة لعدم المساواة، فإنني أكتب عن الرعاية الصحية، وأنظمة معاشات التقاعد، وأسواق الأسهم، والفقر داخل البلاد وخارجها". وهو يطرح وجهة نظره بوصفه خبير اقتصاد مهاجرا نشأ في ظل تقاليد علم الاقتصاد في كامبريدج "إنجلترا" قبل الانتقال إلى الولايات المتحدة في ثمانينيات القرن الماضي وحصوله على جائزة نوبل في 2015، من بين جوائز أخرى. إن شغل ديتون الشاغل هو تزايد عدم المساواة في الدخول، ووجود فجوة كبيرة بين "النخب" وعامة الناس، وتدهور النتائج الاجتماعية بين أولئك الذين يتخلفون عن الركب بسبب العولمة والسياسة والتقدم التكنولوجي ـ بما في ذلك ارتفاع معدلات الوفاة بين العمال الأقل تعليما، التي وصفتها آن كيس وديتون في كتاب سابق بأنها "وفيات اليأس". وهو يرى في الاهتمام غير الكافي بتغير المناخ شكلا من أشكال عدم المساواة لأنه يتجاهل رفاهية الأجيال المقبلة. يذهب ديتون إلى أنه ينبغي لمهنة الاقتصاد أن توسع المنظور الذي ترى من خلاله الرفاهية، على النحو الذي قصده آدم سميث، إلى ما هو أبعد من الدخل والثروة ليشمل نواحي مهمة من الرخاء الإنساني، مثل العمل المجدي، والأسرة، والمجتمع. ينبغي لخبراء الاقتصاد تحقيق التوازن بين الميل إلى التركيز على الكفاءة ومزيد من الانتباه إلى المساواة، كما ينبغي لهم إيلاء مزيد من الاهتمام لقدرة الحكومة على المساعدة للتصدي لعدم المساواة. وفيما يتعلق بالدور المناسب للسياسة العامة، يؤكد المؤلف أهمية الفكرة التي طرحها كينيث أرو أن الأسواق يجب أن تكون تنافسية ـ وليست "حرة" فحسب ـ لتحقيق نتائج مقبولة اجتماعيا. ففي غياب المنافسة، لنقل بسبب ما تحدثه الاحتكارات أو احتكارات الشراء من زيادة في الأسعار أو تخفيض في الأجور بشكل مصطنع، يمكن لنتائج السوق أن تؤتي ثمارا تصب باستمرار في مصلحة شرائح معينة من السكان. يذكر ديتون أن التكيف مع الصدمات يعد في الواقع أصعب مما يفترضه الحوار بشأن السياسات في معظم الأحيان. وهو يلقي الضوء على عدم المساواة التعليمية والعرقية بوصفهما سمتين صارختين للمشهد الاجتماعي العام.. يتبع.

مشاركة :