في درجة حرارة انخفضت لما دون الصفر المئوي، ومع ساعات الفجر الأولى، وعلى بُعد قرابة 20 كلم من الإسكان التابع لوزارة الداخلية في جديدة عرعر كان العميد عودة البلوي قائد حرس الحدود الشمالية، وزملاؤه على موعد مع الشهادة من خلال مواجهته للإرهابيين المتسللين الذين يتربصون بأمن هذا الوطن واستقراره، وقد استشهد العميد مع زملائه وهم يدافعون عن أرض الوطن ضد هؤلاء المجرمين الذين آثر أحدهم أن يفجّر نفسه بحزام ناسف؛ بدلاً من أن يسلم نفسه بعد أن تمت محاصرته. وعلى الرغم من أن صعوبة حراسة حدود تمتد لآلآف الكيلومترات، وخصوصًا إن كان هناك الكثير من الحاسدين والحاقدين من الذين يحيطون بنا، والذين تحرّكهم جهات خارجية، ويبذلون كل ما في وسعهم للبحث عن ثغرة يستطيعون من خلالها التسلل إلى الداخل للقيام بتنفيذ جرائمهم ومخططاتهم إلاَّ أن قوات حرس الحدود عادة ما تكون لهم بالمرصاد. فقد حرصت على نشر مراكزها في كافة المنافذ الحدودية، والتي تزيد على 33 منفذًا، وقد سبق أن أعلن حرس الحدود في العام الماضي أنه تمكّن من صد محاولة 21 ألف شخص حاولوا التسلل عبر الحدود المختلفة لأغراض مختلفة، منها التهريب، أو البحث عن مأوى، أو عمل بطريقة غير قانونية. وقد كانت تلك القوات لهم بالمرصاد ليلاً ونهارًا، برًّا وبحرًا، وذلك من خلال العديد من الأنظمة الموجودة، وفي مقدمتها نظام الإنذار المبكر. حراسة حدود الوطن عمل خطر، والعاملون فيه أبطال؛ لأنهم يواجهون الموت ليس كل يوم، بل كل لحظة. فعملهم بطولي ونسأل الله أن يعينهم ويحفظهم من كل شر وسوء، ويديم على هذا الوطن أمنه وأمانه، وكما أننا نحرص على الدفاع عن حدود الوطن من أعداء الخارج، فيجب علينا أن نسعى للدفاع عنه وحمايته أيضًا ممّن تسوّل له نفسه أن يضر بالوطن وهو يعيش فيه، وينعم بخيراته، ويسعى لإثارة الفتنة والفرقة بين أبنائه، فأمن الوطن حصن واحد لا يتجزأ. Ibrahim.badawood@gmail.com
مشاركة :