ثقافة القراءة.. ثقافة الحياة

  • 10/19/2018
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

يوسف أبو لوز حسناً فعلت إدارة معرض «بيج باد وولف» للكتب الذي يقام للمرة الأولى في دبي في نسخته الأولى هنا في الإمارات، فقد وفرت إدارة المعرض حسومات نوعية وكبيرة على أسعار الكتب تراوح من ٥٠٪ إلى ٨٠٪. وهي نسبة عالية تخفض سعر الكتاب إلى النصف وأكثر في وقت يشهد فيه قطاع صناعة الكتاب في العالم ارتفاعاً أولاً في تكلفة الكتاب النشرية، وفي شحنه وتوزيعه وتخزينه، إضافة إلى متطلبات الناشر المادية وشروطه، وفوق ذلك حقوق المؤلف، بل والدعاية للكتاب، وصناعته على أيدي المحرر الأدبي خصوصاً في تقاليد النشر في الغرب.لهذه الأسباب لا أحد ينكر ظاهرة ارتفاع أسعار الكتب ليس في الوطن العربي فقط، بل، وفي العالم كله على رغم انصراف القارئ إلى ما يسمى «تحميل الكتب» من مواقع تسمح بذلك، إضافة إلى ظاهرة تجارة الكتب على مواقع إنترنت متخصصة في هذا الحقل، وهي أيضاً تضع أسعاراً عالية للكتب.معرض «بيج باد وولف» نتاج فكرة عملية على صعيد تنمية ثقافة القراءة، وتعميمها في العالم، فالمعرض الذي أطلقه «اندرو ياب» و«جاكلين إن جي» في ماليزيا في عام ٢٠٠٩ لا ينحصر في نسخاته الدورية في مدينة كوالالمبور التي انطلق منها؛ بل تجول المعرض منذ إنشائه في كل من جاكرتا، مانيلا، سيبو، كولومبو، بانكوك، تايبيه، وها هو يحط في دبي بقوام ثلاثة ملايين كتاب عليها حسومات كبيرة.من الملاحظ هنا، إلى جانب الحسومات التي تشجع على القراءة والبيع اقتناء الكتاب أن القارئ الأجنبي يلتقي مع القارئ العربي في هذه التظاهرة المعرفية، فالعنوان العربي يبيع، والعنوان الأجنبي يبيع أيضاً من خلال فرصة تخفيض الأسعار على مدى أحد عشر يوماً وهي فترة ليست قصيرة من المؤكد خلالها أن بعض العناوين ستنفد من أجنحة المعرض.والمهم هنا، هو ثقافة القراءة والتوجه إليها في أكثر من قناة سواء عبر معارض الكتب أو الإعلام أو المكتبات المنزلية والعامة.أسست معارض الكتب في الإمارات لثقافة القراءة وسلوكها وعاداتها، وأكثر من ذلك شجع معرض الشارقة الدولي للكتاب، ومعرض أبوظبي الدولي للكتاب على صناعة النشر في الإمارات، وكل من يراقب آليات هذه الصناعة يعرف أن السنوات الماضية في الإمارات شهدت إنشاء دور نشر محلية اهتمت بالكتاب الإماراتي والعربي، وفتحت هذه الدور المجال واسعاً أمام الكتّاب الإماراتيين لطباعة مؤلفاتهم في البلاد ليضمنوا بذلك قارئاً هو ابن المكان، وابن البيئة الثقافية والأدبية والاجتماعية التي هي أساس مادة الكاتب الإماراتي.معارض الكتب، والحسومات التي توفرها بعض الجهات الثقافية ودور النشر الإماراتية والعربية، ومكتبة في كل بيت وإهداءات المدارس من الكتب التي تصل إلى الملايين.. وعشرية القراءة.. كل ذلك يعمل على ثقافة القراءة.. ثقافة الحياة. yabolouz@gmail.com

مشاركة :