العمالة واستخدام الروبوت للخدمة «1 من 2»

  • 10/19/2018
  • 00:00
  • 11
  • 0
  • 0
news-picture

على مدار السنوات القليلة الماضية، حدث تطور سريع في الذكاء الاصطناعي حتى أصبح مجالا حيويا من مجالات التكنولوجيا. وبطرق منظورة وغير منظورة، دخلت حياتنا اليومية آلات تتعلم من التجربة وتتكيف مع المدخلات الجديدة وتقوم بمهام كانت في السابق حكرا على البشر. ومع السرعة الهائلة التي أصبحت طابعا للتغير والابتكار في الوقت الراهن، باتت المسألة التي تواجه الحكومات وصناع السياسات هي كيفية الاستفادة من منافع الذكاء الاصطناعي وعدم الاستغراق في كوابيس تهيئ لنا سيطرة الروبوتات على كل شيء. والحل البسيط لهذه المسألة هو أن نجعل الروبوتات تعمل لمصلحتنا. وقد دعت أخيرا كريستين لاجارد، مدير عام صندوق النقد الدولي، عددا من أبرز الشخصيات في مجال الذكاء الاصطناعي، ومنهم مالكولم فرانك من شركة كوجنيزانت Cognizant لخدمات الأعمال والتكنولوجيا؛ ومارتن فورد مؤلف كتاب "صعود الروبوتات: التكنولوجيا وخطر مستقبل بلا وظائف Rise of the Robots: Technology and the Threat of a Jobless Future؛ ومارتن فليمينج كبير المحللين في شركة آي بي إم؛ وأندرو ماكافي الأستاذ في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا؛ وسيمون جونسون كبير الاقتصاديين في صندوق النقد الدولي سابقا والأستاذ في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا. وهناك أربعة مجالات مهمة لعمل الصندوق تتعلق بالذكاء الاصطناعي وتعلُّم الآلات: الحوكمة فالصندوق وبلدانه الأعضاء يحتاجان إلى معالجة منشأ البيانات، إضافة إلى قضايا الخصوصية والموافقة المطلعة قبل إجراء التحليلات وتقديم المشورة بشأن السياسات استنادا إلى البيانات الضخمة أو الخوارزميات المستخدمة في توليد النتائج. فالبيانات الضخمة تتسم بالديناميكية والتباين، وقد تنشأ في قطاعات لا تتناظر بدقة مع خطوط المسؤولية أو الخبرة المتخصصة الحالية في الصندوق. فعلى سبيل المثال، نجد أن البيانات المتولدة عن التجارة الإلكترونية أو "إنترنت الأشياء" أو بيانات القمر الصناعي أو بيانات سلاسل العرض واللوجستيات ليست مفهومة تماما حتى الآن أو لا تدخل في تقييمنا لصحة الاقتصاد في أي بلد. وسيحتاج كل من الصندوق وبلدانه الأعضاء لتطوير خبرة متخصصة في استخدام مثل هذه البيانات ذات المستوى الجزئي. أسواق العمل ستبدو أسواق العمل مختلفة في السنوات القليلة المقبلة، وستقل الوظائف التي تتطلب مهارات متوسطة، مثل معالجة مطالبات التأمين أو الوظائف التي تؤدَّى في حيز مادي محدود مثل وظيفة تشغيل الرافعة الشوكية أو تعجيل الطلبات. وكل هذه الأنواع من الوظائف لا يزال من الصعب نقل موقعها إلى الخارج أو تشغيلها آليا، لكنها قد تختفي قريبا مع تحسن الذكاء الاصطناعي وزيادة قدرة الروبوتات على اتخاذ القرارات في المواقف الغامضة. وسيكون لهذا انعكاسات على التعليم والتقاعد وبرامج الرعاية الاجتماعية. فقد تلغى أعداد كبيرة من وظائف الطبقة المتوسطة، ما يؤدي إلى البطالة الكلية أو الجزئية. وستتطلب بعض الوظائف تدريبا تحويليا مكثفا لضمان قدرة العمالة على أداء العمل المطلوب. ويواجه الكثير من البلدان بالفعل مشكلة التزايد السريع في أعداد المسنين. وإذا غادرت أعداد كبيرة من العمالة سوق العمل مبكرا، ستجد الحكومات صعوبة أكبر في تمويل مستحقات الرعاية الاجتماعية والتقاعد.

مشاركة :