سكوت كومينارز * يكثر الحديث عن إحلال الروبوتات محل البشر، ويسترسل العارفون وغير العارفين في الحديث عن آثار التطور التقني في حياة البشر، حتى أن هناك من ذهب إلى حد القول إن الذكاء الاصطناعي سوف يلغي دور الإنسان، أو أنه في أحسن الأحوال سيجبره على التفكير بالطريقة التي يفكر فيها الروبوت نفسها.ورغم أن هذه الفرضية لا تزال موضع جدل لا ينقطع، فإننا لا نستطيع أن نغض الطرف عما يجري من مغالطات على أرض الواقع.وفي دراسة بحثية أجراها أستاذا القانون في جامعة ستانفورد- بريان كيسي ومارك ليملي- بعنوان مثير للجدل، «ربما تكون روبوتاً»، دق الباحثان ناقوس الخطر من أن بعض القوانين المعمول بها حالياً سوف تعاملك معاملة الروبوت في حالات لا يجد لها القانون حلاً آخر.وبينت الدراسة أن المشكلة تكمن في أن التوصيف القانوني للحالة التي يكون فيها الإنسان «روبوتاً» يديره «ذكاء اصطناعي»، يشكل سابقة قانونية تتطلب إجماعاً. ففي حالة الروبوت الياباني الضخم «أوبتموس برايم» مثلاً، قد يكون من السهل تحديد مسؤولياته عندما يخوض معركة ما، أما عندما يتحول إلى شاحنة وأنت تجلس في المقعد الأمامي، فهل سيكون هو السائق، أم أنت؟ بعض قوانين الولايات المتحدة تُعرّف السائقين حسب مكان وجودهم في السيارة، وليس على أساس قيادتها فعلياً. وهذا يعني أنك ستتحمل مسؤولية المخالفات التي يرتكبها «برايم».ومثال الروبوت المتحول ليس بعيداً عما يحدث في عالم السيارات ذاتية القيادة. فهناك أسئلة حقيقية حول مدى مسؤولية شخص نائم في سيارة من هذا النوع ارتطمت بأحد المشاة. وتتعدد الحالات التي يصعب فيها الفصل بين الخيط الأبيض والخيط الأسود. فهل ينظر القانون إلى طائرة من دون طيار يوجهها إنسان عن بعد على أنها روبوتاً؟ وماذا عن السائق البشري الذي يعتمد على هاتف ذكي في معرفة الطريق الذي يسلكه؟ والحقيقة أنه حتى لو توافق الباحثون القانونيون على قواعد التمييز بين البشر والآلات، فمن غير المرجح أن تصمد التعاريف والمصطلحات القانونية المبتكرة أمام سرعة التغيير التقني. فعلى سبيل المثال، تفرض بعض الولايات الأمريكية قوانين تتطلب من جميع السيارات، حتى ذاتية القيادة، أن يكون فيها سائق. هذا منطقي فقط عندما يكون بمقدور البشر قيادة السيارة، ومثل هذا القانون يعني أنه يتعين على الشركات وضع البشر في مقاعد السائق في أي سيارة ذاتية القيادة عند اختبارها. * بلومبيرج
مشاركة :