قال موقع «فويس أوف أميركا»، إن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يواصل الضغط على النظام السعودي من خلال المطالبة بتحديد مكان جثة الصحافي المقتول جمال خاشقجي وتسليم قتلته للمحاكمة في تركيا، مضيفاً أن أردوغان يحاول تدمير صورة ولي عهد السعودية محمد بن سلمان على الساحة العالمية، كما يقول محلل شؤون الشرق الأوسط كايل أورتون.أضاف أورتن، في حديث للموقع الأميركي، أن قضية خاشقجي وتحدث أردوغان عنها يُصعب على السعوديين التفاعل مع الغرب وخاصة الأميركيين، كما أن تقهقر السعودية يعطي مساحة للأتراك للولوج وملء الفجوات التي يخلفها توتر علاقات الرياض بالغرب. واعتبر الموقع أن استراتيجية تركيا تعود أصولها للصراع القائم من أجل قيادة العالم الإسلامي، ونقل عن كمال كيرسكي، زميل بارز في معهد بروكجنز قوله، إنه «منذ موت الملك عبدالله بن العزيز، وجدت تركيا نفسها في حلف مع قطر مقابل حلف آخر يجمع بين محمد بن زايد ولي عهد أبوظبي ومحمد بن سلمان ولي عهد السعودية، الأمر الذي شكل ما يشبه القطبين في منطقة الشرق الأوسط. وذكر الموقع أن الخصومات الإقليمية بين أقطاب المنطقة تتجلى في ميدان قتال مثل سوريا، حيث تدعم واشنطن والرياض ما يسمى قوات سوريا الديمقراطية، التي تتألف من أكراد سوريين يحلمون بإقامة منطقة حكم ذاتي شمال سوريا إلى الجنوب من تركيا، وهو أمر تعتبره أنقرة تهديداً لأمنها القومي وتقابله بأشد أنواع الاستنكار، مع تصنيف تلك المنظمات على قوائم الإرهاب. ويقول كايل أورتون، محلل شؤون الشرق الأوسط، إن قوات سوريا الديمقراطية تتألف من وحدات «واي بي جي» الكردية وحزب العمال الكردستاني المدعومتين من واشنطن وهو ما يسبب توتراً في العلاقات الأميركية-التركية. ولفت أورتون إلى أن الاستراتيجية التركية تخيم عليها بعض الإشكالات، مضيفاً أن هناك بعض التهكم من أن الأتراك يستخدمون عملية اغتيال صحافي لتشكيل سياستهم الخارجية، بينما هناك أيضاً مخاطر في أن تفقد أنقرة الاستثمارات السعودية المقدرة بنحو مليار دولار عام 2017 وحده. أما محلل شؤون الشرق الأوسط التركي أحمد قاسم هان، أشار إلى أنه في حال ظل محمد بن سلمان ولياً للعهد وتطور الخلاف إلى صراع ثنائي بين تركيا والسعودية، فإن الاستثمارات السعودية بتركيا ستكون في خطر. وأشار الموقع إلى سؤال وجه لبن سلمان خلال مؤتمر بالرياض حول علاقة بلاده بتركيا، وقوله إنها ستظل متينة طالما ظل والده سلمان في الحكم، وأن العلاقة لن يستطيع أي طرف تخريبها بأي وسيلة. ويقول «فويس أوف أميركا»، إن حديث ولي العهد يطرح سؤالاً بشأن ما سيحدث للعلاقات التركية-السعودية عندما يموت الملك سلمان، مع قول محللين إن الرئيس التركي أردوغان يراهن على لعبة طويلة الأمد تعتمد على تخريب صورة ابن سلمان ومد نفوذ تركيا في منطقة الشرق الأوسط.;
مشاركة :