المصابيح التفاعلية الثورة التكنولوجية القادمة لعالم السيارات الذكية

  • 10/31/2018
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

لا يتوانى عمالقة السيارات في إظهار قوتهم ومهاراتهم في توظيف أحدث ما توصلت إليه التكنولوجيا الحديثة من خلال زرعها في الموديلات التي تصنعها، وهو ما سيجعل المنافسة على أشدها لدرجة أن البعض من المختصين يعتقدون أن العالم بصدد ترقب حرب من نوع آخر بين المصنعين. لندن - تتسارع وتيرة إدخال التكنولوجيا في كافة أجزاء السيارة حتى تكون مواكبة للثورة القادمة لقطاع صناعة المركبات والذي يطمح للذهاب بعيدا في هذا المضمار وخاصة في ما يتعلق بأنظمة الإضاءة. وتهدف أنظمة الإضاءة الجديدة في السيارات بشكل عام إلى تقديم ما هو أكثر من مجرد إلقاء الضوء على الطريق أو تحذير السائقين في الخلف عند الكبح أو الدوران، إذ ستكون لهذه الأنظمة قدرة أكبر على الاتصال لمساعدة كل من سائق السيارة وغيره من السائقين على الطريق للتنقل بأمان. ومن المعتاد أثناء قيادة السيارة ليلا على الطرق السريعة أن يقوم السائق بتشغيل مصابيح الإنارة الأمامية ذات الإضاءة العالية أثناء الدوران في المنحنيات، أو عند منحدرات الجبال مع الاستعداد لخفض الإضاءة. وهذا الأسلوب التقليدي المعروف منذ ظهرت السيارات أهدافه مفهومة وهو حتى لا يزعج سائقي السيارات القادمة أمامه، مما قد يؤدي إلى وقوع حادث مروري. ولكن المصنعين دخلوا في مراحل متقدمة من شراكاتهم مع شركات التكنولوجيا لابتكار مصابيح تعمل مع كل الظروف المحيطة بها. ويعتقد الباحث تشين لي، أستاذ هندسة الكمبيوتر والكهربـاء في جامعـة ديـوك دونشان الأميركية، أن هنـاك حلا أفضل لعلاج هذه المشكلة، وهو يتعاون مع أكبر شركة لصنـاعة مصابيح السيارات في الصـين لتحويل هذا الحل إلى حقيقة. ويقول لي إن مصابيح السيـارات الحـديثة لا تعمل بمصباح واحد فقط، بل يمكن أن يصبح عدد نقاط الإضاءة داخل المصباح الواحد مليون نقطة. ويبدو أن العملاق الألماني فولكسفاغن، الذي كشف مؤخرا عن تقنية الضوء التفاعلي الجديدة، والتي تتيح للسيارة التواصل مع البيئة، سيكون أحد أبرز مظاهر هذا الصراع، الذي من غير المتوقع أن يتوقف. وقدمت الشركة تفاصيل حول تكنولوجيا الأضواء التفاعلية الصديقة للبيئة، والتي من المقرر استخدامها في الأجيال الجديدة من الموديلات التي تنتجها. فولكسفاغن لديها خطط لتزويد سياراتها بتقنية الضوء التفاعلي وقد عرضت نموذجا لذلك في موديل تيغوانفولكسفاغن لديها خطط لتزويد سياراتها بتقنية الضوء التفاعلي وقد عرضت نموذجا لذلك في موديل تيغوان وترغب فولكسفاغن في الاعتماد مستقبلا على كشافات بتقنية ميكروبيكسل أل.إي.دي وهاي-بيرفورمونس-أل.إي.دي إلى جانب ضوء الليزر، وذلك حتى تتمكن السيارة من تحذير المركبات المتصلة قبل الاختناقات المرورية، مع إمكانية استخدام المصابيح الخلفية لها وشاشات لتعريف المركبات التالية بالتوقف القادم. ولمنع الحوادث، التي تقع بسبب فتح باب السيارة المتوقفة أثناء مرور دراجة ما بجانبها، يمكن لمصابيح أل.إي.دي أن تعرض مؤشرات لزاوية فتح الأبواب على الإسفلت لتحذير راكبي الدراجات. ولزيادة الأمان في الطرق الضيقة وخاصة في مواقع الإنشاء على الطرق السريعة يمكن توفير مساعدة بصرية بإضاءة أل.إي.دي لنظام المحافظة على المسار؛ حيث ستظهر على الطريق مسارات ضوئية تتطابق مع عرض السيارة. وكشفت فولكسفاغن صورا لطراز تيغوان متعدد الأغراض وبها تصميم الإضاءة الحديث والذي يبدو بشكل رائع وخطوط جذابة تشبه طرازي غولف الحالي والقادم في 2020. وسيحصل الجيل القادم من مصابيح فولكسفاغن التفاعلية أل.إي.دي في الخلف والأمام، على هيئة بكسلات صغيرة والتي ستكون لديها القدرة على إظهار بعض المعلومات وعرضها على الطريق، مثل عرض خطوط مستقيمة تُظهر عرض السيارة بدقة، أو رسم بعض المنحنيات التي قد تصعب رؤيتها على الطريق. وتتمكن مصابيح أل.إي.دي الخلفية من عرض معلومات معينة إلى السائقين الآخرين في الخلف، مثل ازدحام المرور، كما تستطيع أيضا عرض خطوط على الطريق أثناء محاولة ركن السيارة للسماح للسائقين والمارة الآخرين من معرفة المكان الذي ستسير فيه السيارة بالضبط. وهذا من شأنه أن يعمل بالاقتران مع الأنظمة ذاتية القيادة والاتصالات سواء من سيارة إلى أخرى أو من سيارة إلى أنظمة المراقبة، وكذلك من خلال التحكم اليدوي بواسطة السائق. ويؤكد لي، أنه يعمل مع شركاء في مجال الصناعة من أجل صناعة مصابيح ذكية يمكنها التحكم في كل بكسل بشكل منفصل مع توجيه الضوء في اتجاهات مختلفة أمام السيارة بعد التعرف على البيئة المحيطة. وأشار إلى أن مصابيح السيارة الذكية يمكنها، مثلا، أن تقلل درجة الإضاءة الموجهة ناحية السيارة القادمة في الاتجاه المعاكس مع تركيز الضوء على لافتة موجودة على جانب الطريق. ولا يكمن التحدي الحقيقي في ابتكار أنماط إضاءة مختلفة باستخدام مصباح السيارة بقدر ما ينصب على تعليم السيارة كيفية التعرف بشكل آلي على ظروف الطريق وطبيعة البيئة المحيطة بها أثناء السير. ووفق موقع “فيز” المتخصص في الأبحاث العلمية والتكنولوجيا، فإن شين يعتمد في تجربته على جمع مقاطع تم تسجيلها للطرق أثناء القيادة ليلا وتظهر فيها عناصر مثل اللافتات الإرشادية والمشاة وسيارات أخرى. وتم استخدام كل تلك المؤشرات في تغذية معادلة خوارزمية إلكترونية لتعزيز إمكانيات التعليم الآلي للسيارات الحديثة. ونظرا لأن القرار بشأن تعديل درجة إضاءة مصباح السيارة وتغيير اتجاهه هو قرار حيني، فإنه ينبغي اختيار المصباح أولا ثم إيجاد نوعية البرنامج المتناسب. ويتوقع طرح الجيل الأول من المصابيح الذكية في الأسواق في غضون عامين، وبمجرد توفرها فعليا، سيتم الحصول على المزيد من المعلومات والبيانات التي تتيح تحسين دقة وسرعة استجابة هذه التقنية من أجل تطويرها مستقبلا.

مشاركة :