قدرة الصوت بين الواقع والخيال

  • 1/8/2015
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

مع انقضاء نصف مدة «برنامج إقامة فناني الوسائط الجديدة» الذي أطلقه مركز «تشكيل» في دبي ويستمر 11 شهراً، يقدم الفنانان كريس ويفر وفاري برادلي معرض (8 إلى 14 الشهر المقبل) فن الصوت «أنظمة لمقطوعة» الذي يستعرضان فيه اللغة البصرية وعلاقتها بالصوت من خلال التركيب والنحت والعمل التعاوني في مكان واحد. وفي أول معرض لهما في المنطقة، وضع فنانا الوسائط الجديدة برادلي وويفر قواعد لفنون الصوت ليرتقيا بها من الأساس المادي إلى مبادئ أكثر غموضاً وإبداعاً. ويستعرض الفنانان مقدرة الصوت على تحقيق التواصل بين الحالتين الواقعية والتخيلية، من خلال تكرار الأصوات بأشكال مختلفة تراوح ما بين المادية والاجتماعية (مثل المنحوتات، واستوديو التسجيل). ويقول ويفر: «يستخدم الصوت كأداة لفظية وجهاز لإعادة صياغة الصور والمنحوتات والفيديو بطريقة مبتكرة». ويعتبر الصوت الميزة المحددة للعديد من الأعمال النحتية في المعرض، في حين تشكل الأعمال الأخرى الصامتة مفهوماً أو تجربة سمعية تخيّلية في ذهن المتلقي. وتضيف برادلي: «يمكن للأعمال الفنية الصوتية تحقيق مجموعة غير مسبوقة من الطبقات الصوتية، ويظهر تخيل الشكل في كل مكان. حالياً، تتحدد لغة الصوت بالخيال والتصور الموضوعي المرتبط بسياق العمل الفني ومساحته. وبما أن فن الصوت لا يزال جديداً إلى حد ما، تعتبر هذه المرحلة بمثابة إعادة تعريف لهذا المفهوم». ويضيف العمل التركيبي المركزي «نموذج استوديو» (A Model Studio) جانباً اجتماعياً للمعرض، مشكلاً حيزاً خاصاً بالتجربة التراكمية. ومن خلال عملهما من الأستديو خلال المعرض، دعا كل من برادلي وويفر الموسيقيين والفنانين الذين التقياهم خلال وجودهما في الإمارات إلى التعاون معهما في العمل. وينطلق الشكل المادي لـ «نموذج استوديو»، وما يجري في داخله، من قماش «السدو» الإماراتي التقليدي الطويل. وتبدو أنماط القماش مشابهة ضمنياً لصوت متعدد الطبقات من خلال تركيبته المتكررة الواضحة، والتي تدل على يد صانعها في العُقد والمنحنيات الصغيرة غير المنتظمة. وكانت هذه الأشكال والأساليب مصدر الإلهام للرسوم التي صممت على وحدة تحكم خصوصاً بلعبة الأتاري الإلكترونية في فترة الثمانينات، والتي عدلت فعلياً على أيدي الفنانين. وخلال إقامتهما في «تشكيل»، انطلق الفنانان لتفحص لغة فنون الصوت، باحثين في المبدأ القائل إن الإصغاء هو شكل آخر للرؤية، أو إن الصوت يحمل معنى فقط عند اقترانه بالرؤية. وكانت النتائج عبارة عن سلسلة من الأعمال التركيبية والمنحوتات التي خضعت لتجارب جماعية مع الأنماط والتقنيات المتنوعة لخلق الأصوات. وتحفز هذه الأعمال المقدرة الداخلية على فك الغموض والرموز واستنباط التراكيب والأنغام من المواضيع البصرية والسمعية معاً. ويتحدى المعرض ويدمج فهم المرء للإصغاء كتجربة محسوسة ومشروطة بالسياق العام، مستعرضاً إمكان استخدام الصوت لرسم معالم الجوانب الخفية أو المبهمة.

مشاركة :