اتهم وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف الولايات المتحدة وجهاز «موساد» الإسرائيلي بزعزعة العلاقات الجيدة بين طهران والدول الأوروبية، وأخذها إلى طريق مسدود. يأتي ذلك بعد إعلان مستشار الأمن القومي الأميركي جون بولتون أن واشنطن تريد ممارسة أقصى ضغوط على طهران، لكنها لا تريد الإضرار بالدول الصديقة والحليفة التي تعتمد على نفط إيراني. وفي تغريدة على «تويتر»، كتب ظريف أن «المحاولات العنيدة لموساد لفبركة ملفات جديدة، لن تؤدي سوى إلى إصرارنا على التواصل البنّاء مع العالم». وكانت السلطات الدنماركية اتهمت طهران بمحاولة اغتيال أحد المعارضين الإيرانيين على أراضيها. وأكد الناطق باسم الخارجية الإيرانية بهرام قاسمي أن المحادثات الإيرانية - الأوروبية «لا تحظى بقبول الولايات المتحدة والكيان الصهيوني وبلدان، وهي تحاول دفع علاقاتنا مع أوروبا إلى طريق مسدود». واستدعت النروج السفير الإيراني أمس، على خلفية الاغتيال في الدنمارك، التي كانت استدعت سفيرها من إيران. وأبلغ وزير الخارجية النروجي إينه أريكسن سورايدي السفير الإيراني محمد حسن حبيب الله قلق بلاده من اتهام نروجي من أصول إيرانية بالتخطيط لاغتيال معارض لطهران. وكان وزير الخارجية الدنماركي، أندرس سامويلسون، هدد بأن بلاده ستحض الاتحاد الأوروبي على فرض حزمة جديدة من العقوبات على إيران رداً على محاولة الاغتيال. وفي سياق آخر، دعا صندوق النقد الدولي إيران إلى تنفيذ سياسات لحماية استقرار اقتصادها الكلي في مواجهة عقوبات أميركية ستخفض نموها الاقتصادي. وحض الصندوق إيران على تعزيز أطر العمل لمكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب بحيث تتقيد بالمعايير الدولية بحلول شباط (فبراير) 2019. إلى ذلك، أوضح بولتون عشية تشديد العقوبات النفطية على إيران أن إدارة الرئيس دونالد ترامب تدرك أن عدداً من الدول، بعضها قريب جغرافياً من إيران «ربما لا يتمكن من التوقف في شكل كامل (عن شراء النفط الإيراني) فوراً». لكن بولتون أكد أن إيران تعاني عواقب، منها انهيار عملتها الريال. وأضاف: «المهم ألا نتراخى في جهودنا». وفيما بدأ العد العكسي لتطبيق رزمة ثانية من العقوبات الأميركية على إيران، ستستهدف صناعات النفط والغاز، تواصل واشنطن درس منح إعفاءات لبعض الدول «على أساس كل حالة على حدة». ورفض ثلاثة من أكبر خمسة مشترين للنفط الإيراني، هم الصين والهند وتركيا، دعوات من واشنطن إلى التوقف تماماً عن شراء الخام من إيران. وحصلت شركات نفط هندية على إعفاء مشروط وموقت من العقوبات، علماً أن طوكيو أعلنت أنها لم تحصل عليه بعد على رغم 4 جولات من المحادثات مع مسؤولين أميركيين. وخلص ترامب، في مذكرة وجهها إلى وزارات الخارجية والخزانة والطاقة، إلى وجود إمدادات كافية من النفط ومنتجاته من دول أخرى. ويعمل الأوروبيون لوضع آلية تتيح لهم استئناف شراء نفط إيراني، لكن المهمة تبدو صعبة من الناحية التقنية، وتعرّض المشاركين فيها لانتقام واشنطن. وقال ديبلوماسي أوروبي: «يجب أن نتجنب مواجهة مباشرة مع الولايات المتحدة قبل الانتخابات النصفية للكونغرس في السادس من الشهر الجاري». ويتقدم الملف ببطء في بروكسيل حيث يقول أحد المفاوضين: «لم ننجز شيئاً، ولا يوجد استعداد كبير لدى الدول للمضي قدماً في الآلية». المصدر القريب من الملف يؤكد أن «لا أحد يقول إن المشروع مات، لكنه مهمة محفوفة بالأخطار السياسية». ونقلت صحيفة «إيكونوميك تايمز» عن مصادر إن الهند ستخفض مشتريات النفط الخام من إيران بنحو الثلث، على أن يسمح بمواصلة شراء 1.5 مليون طن شهرياً حتى آذار (مارس) المقبل. وكانت كوريا الجنوبية طلبت «مرونة قصوى» في شأن إعفائها من العقوبات لمنع تضرر شركاتها. وتعتمد دول أخرى، بينها العراق وأفغانستان، على بعض الواردات من إيران. على صعيد آخر، ستجري إيران والهند وروسيا محادثات ثلاثية الشهر الجاري، لإطلاق ممر للنقل الدولي والتجاري يمتد مسافة 7200 كيلومتر، ليكون بديلاً أرخص وأقصر من الطريق التقليدي عبر قناة السويس. وأفادت قناة «برس تي في» الإيرانية، بأن «طريق النقل الدولي بين الشمال والجنوب، سيكون شبكة من الأوتوسترادات والطرق البحرية والسكك الحديد، تمتد من المحيط الهندي والخليج عبر إيران إلى روسيا وشمال أوروبا».
مشاركة :