جاكرتا - صفاء العبد: موفد لجنة الإعلام الرياضي : رغم أن الطموحات كانت أكبر من هذا الذي تحقق في البطولة الآسيوية للشباب بكرة القدم والتي تختتم في إندونيسيا غدا بمباراتها النهائية بين كوريا الجنوبية والسعودية.. ورغم أن الآمال كانت تذهب إلى الجمع بين المتحقق على مستوى التأهل لكأس العالم “بولندا 2019“ وإحراز لقب هذه البطولة للمرة الثانية بعد لقب عام 2014، إلا أن الحصيلة بمجملها كانت طيبة ليس لأننا حصدنا بطاقة المونديال فقط بل لأننا خرجنا من هذه البطولة بفوائد كبيرة يقف في مقدمتها الكشف عن منتخب واعد فعلا يمتلك من المقومات الفنية والبدنية والذهنية ما يجعله مصدر اطمئنان حقيقي لمستقبل الكرة العنابية.. فهنا نتحدث عن أسماء لامعة برزت من خلال هذه البطولة.. أسماء تركت في الأذهان انطباعات جميلة جدا ليس لدينا فقط وإنما لدى كل المراقبين الذين تابعوا البطولة والذين حرصوا خلال أحاديثنا معهم على التعبير عن إعجابهم بالعديد من لاعبينا ووصفهم لمنتخبنا بأنه كان علامة بارزة في هذه النسخة من البطولة.. وإذا كان الوصول إلى كأس العالم بحد ذاته يمثل إنجازا مهما لهذا المنتخب فإن ما قدمه من عروض في هذه البطولة يدعو للإعجاب أيضا حتى وإن كانت مسيرة المنتخب قد توقفت عند الدور نصف النهائي إثر الخسارة أمام منتخب كوريا الجنوبية بثلاثة أهداف لهدف أمس الأول.. فتصدر المجموعة الأولى، رغم المؤامرة التي حيكت ضده من قبل المنتخب الإماراتي، يعكس بعضا من الحقيقة التي تقول إننا إزاء منتخب يحق لنا أن نفخر به.. كما أن تجاوزه في الدور ربع النهائي لمنتخب متطور، بشهادة الاتحادين الآسيوي والدولي وهو المنتخب التايلندي، وبذلك السيناريو المثير جدا وفي مباراة شهدت عشرة أهداف كانت سبعة منها عنابية، يؤكد هو الآخر بأن لدينا منتخبا يستحق الكثير من كلمات الإشادة والإعجاب.. وحتى خسارته أمام كوريا الجنوبية في الدور نصف النهائي أمس الأول لم تكن لتخلو من بعض اللمحات المطمئنة ولا سيما في الشوط الثاني منها على الرغم من أن الخسارة هذه كانت هي من أوقفت مسيرة “الأدعم“ في هذه البطولة ليكون بالتالي ثالثا مناصفة مع الخاسر الآخر في هذا الدور وهو المنتخب الياباني على اعتبار أن لائحة البطولة لا تتضمن مباراة لتحديد صاحب المركز الثالث.. ولكي لا نغمط حق أحد نقول إن المشاركة في هذه البطولة أثبتت بأن الجهد الكبير الذي بذل مع هذا المنتخب من قبل كل الأطراف ذات العلاقة، اتحاد الكرة وإسباير والدعم الكبير من الجهات المسؤولة والأجهزة الفنية والإدارية، كان قد أثمر فعلا وقدم لنا منتخبنا، أو عددا كبيرا من لاعبيه، ليكونوا نواة للمنتخب الذي يمكن أن يمثل قطر في مونديالنا لعام 2022. وإذا ما كانت تلك هي الانطباعات الإيجابية الحقيقية التي خرجنا بها عن هذه المشاركة المهمة فإن ذلك يجب أن لا يثنينا عن الحديث بشأن بعض الملاحظات التي لابد من الوقوف عندها بكل جدية خصوصا أننا نتحدث عن منتخب تنتظره مشاركة في غاية الأهمية وهي بطولة العالم للشباب المقررة في بولندا العام المقبل.. ففي تقديرنا أن المنتخب هذا مازال بحاجة إلى المزيد من الجهود على المستوى الفني والذهني أيضا لتجاوز تلك الحالات التي لا تتفق مع ما نتمناه له في مشاركته المونديالية المقبلة.. فسوف يكون مهما جدا أن نبحث عن الأسباب التي تجعل منتخبنا الواعد هذا يعاني من التباين وربما التذبذب في المستوى ليس بين مباراة وأخرى وإنما بين شوط وآخر أيضا.. قد نقبل جزئيا بتفسير المدرب برونو ميجيل عندما أجابنا عن هذا الأمر بالقول إن ذلك يتعلق بنقص الخبرة وبحماس اللاعبين تارة وخمولهم تارة أخرى وهو أمر طبيعي لمثل هذه الأعمار من اللاعبين، لكننا الآن نتحدث عن منتخب ذاهب إلى كأس العالم.. نتحدث عن منتخب سيكون مطالبا بالكثير من الاستقرار في مستواه الفني.. ونتحدث أيضا عن بدائل مناسبة بدلا من أن يحدث ما حدث في إندونيسيا عندما يتأثر المنتخب كثيرا لغياب هذا اللاعب أو ذاك.. فمن غير المقبول أن نشاهد منتخبنا في بولندا وهو يتألق حد الإبداع شوطا ويعاني الأمرين في الشوط الآخر مثلما حدث في كل مبارياتنا في البطولة الآسيوية هذه بدءا بمباراة الإمارات وانتهاء بمباراة كوريا الجنوبية أمس الأول.. ومن غير المقبول أن نشهد المنتخب وهو يعاني من حالة سلبية كتلك التي برزت بكل وضوح أمام إندونيسيا عندما أصيب مرماه بخمسة أهداف كانت ثلاثة منها من كرات ثابتة وكأن المنتخب لا يعرف كيف يتعامل مع الكرات الثابتة هذه.. كما أن من غير المقبول أن يتحدث الجهاز الفني عن محاولات لمعالجة هذا الخلل أو ذاك خلال سير البطولة رغم أنه كان قد أمضى مع المنتخب مدة زمنية طويلة تضمنت العديد من المشاركات الخارجية والمباريات التجريبية.. لا نقلل هنا من جهد الجهاز الفني بقيادة البرتغالي برونو ميجيل الذي يتميز بحرصه الكبير ومثابرته وتواضعه واهتمامه بكل التفاصيل وبمحبة اللاعبين له وتفانيه وإخلاصه في عمله، وإنما نشير إلى ملاحظات فقط وهي ملاحظات لابد أن تكون قد أخذت طريقها إلى مفكرته على أمل أن نشهد هذا المنتخب بمستوى أفضل وأكثر استقرارا فنيا خلال مشاركته المونديالية المقبلة.. مع الإشارة إلى أن لنا عودة لحديث آخر عن هذا المنتخب في وقت لاحق. محمد وعد: التعويض في مونديال بولندا عبر صانع ألعاب العنابي محمد وعد عن أسفه لعدم التمكن من الوصول إلى المباراة النهائية للبطولة على الرغم من أن منتخبنا كان يمتلك كل المقومات التي تؤهله للوصول إلى مباراة القمة في هذه البطولة.. وقال: كنا نتمنى أن نعزز فرحة التأهل لكأس العالم بفرحة الوصول إلى نهائي البطولة والتنافس على لقبها إلا أن التوفيق لم يحالفنا هذه المرة مع شديد الأسف لكن ذلك لن يقلل من عزمنا وطموحاتنا في ما يمكن أن نقدمه في مونديال الشباب بإذن الله.. ناصر بخش: خســرنا أمــام منتخب كبيــر قال كابتن منتخبنا الشبابي ناصر بخش إن ما قدمه منتخبنا في هذه البطولة كان جيدا بشهادة الجميع وذلك ما أهلنا للوصول إلى كأس العالم للشباب، وكنا نأمل في أن نتوج ذلك بالتواصل في مشوار البطولة والوصول إلى مباراتها النهائية إلا أن الظروف لم تكن ملائمة هذه المرة فخسرنا أمام منتخب له باع طويل مع هذه البطولة ويمتلك الرقم القياسي بعدد مرات الفوز بلقبها.. وأضاف: ولكن وبرغم ذلك كنا ندا قويا في هذه المباراة وخصوصا في شوطها الثاني وبذلنا فيها جهدا كبيرا وكلنا أمل في أن نعوض عن فقدان فرصة الفوز باللقب القاري بما سنقدمه في مونديال بولندا العام المقبل إن شاء الله.. عبــدالرشيــد الأوفــر حظــاً بلقب الهــداف على الرغم من توقف مسيرة منتخبنا في البطولة عند حدود الدور نصف النهائي إلا أن لاعبنا عبدالرشيد إبراهيم يبقى هو المرشح الأقوى لإحراز لقب هداف البطولة بنسختها الحالية حيث يتصدر قائمة الهدافين برصيد سبعة أهداف يليه زميله في المنتخب هاشم علي بخمسة أهداف وهو نفس الرصيد الذي يمتلكه اللاعب الكوري الجنوبي جيون سي جين الذي تنتظره مباراة أخيرة يخوضها مع منتخبه غدا الأحد في نهائي البطولة.. أحمد المنهالي: الكرة العنابية أكـــدت حضورهــا المهــم أعرب الظهير الأيسر لمنتخبنا أحمد المنهالي عن قناعته بأن منتخبنا قدم نفسه بشكل طيب جدا خلال هذه البطولة على الرغم من عدم تمكنه من الوصول إلى مباراتها النهائية، وقال: مثلنا الكرة العنابية خير تمثيل واستطعنا أن نؤكد بأن الكرة القطرية حاضرة بقوة في المحافل القارية ولها تطلعاتها الكبيرة حتى على المستوى الدولي. خالد محمد: أهدرنا فرصة ذهبية لاعب الارتكاز خالد محمد أعرب عن حزنه الكبير لضياع فرصة الوصول إلى المباراة النهائية والتنافس على لقب هذه البطولة وقال: كنا نسعى لإسعاد كل أبناء قطر من خلال التواصل مع نجاحاتنا في هذه البطولة إلا أن الأمور جاءت مغايرة هذه المرة مع شديد الأسف فضاعت منا الفرصة الذهبية.. وأشار إلى أن الخسارة مؤلمة لكننا نقول إننا خسرنا أمام منتخب قوي يتمتع بإمكانات كبيرة وهو يمثل الكرة الكورية الجنوبية التي تتميز بنجاحاتها الكبيرة في أكثر من بطولة ومنها البطولة الآسيوية هذه للشباب..
مشاركة :