«ذاكرة مجمدة».. الحياة رحلة تستكشف اغتراب الذات

  • 11/5/2018
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

الشارقة: محمدو لحبيب انطلق مساء أمس الأول، في بيت السركال في منطقة الفنون بالشارقة المعرض الاستعادي الأول للفنانة المصرية الراحلة آمال قناوي، تحت عنوان: «ذاكرة مجمدة»، والذي تنظمه مؤسسة الشارقة للفنون بالتعاون مع القائمين على أعمال الفنانة قناوي، ودارة الفنون في مؤسسة خالد شومان الأردنية، ويستمر إلى 19 يناير/كانون الثاني 2019.افتتحت المعرض الشيخة حور بنت سلطان بن محمد القاسمي، رئيسة المؤسسة وقيّمة المعرض، وحضرته سهى شومان من دارة الفنون، وسفير البرازيل في الدولة فرناندو لويس ليموس، وبعض الفنانين، وجمهور من محبي الفن.وقالت الشيخة حور القاسمي في كلمتها: «نفتتح الليلة هذا المعرض الخاص جداً، للفنانة الراحلة آمال قناوي، ونشعر بالحزن لأنها ليست معنا اليوم لتراه بنفسها».وأضافت: «يعد معرض آمال قناوي ذاكرة مجمدة أول معرض استعادي للفنانة منذ أن غابت عنا في عام 2012، وقد سُررنا بالعمل على نحو وثيق مع أصدقائنا القائمين على أعمال الفنانة، وفي دارة الفنون بمؤسسة خالد شومان، لتقديم هذا المعرض الاستثنائي».أما سهى شومان، فأشارت إلى أن آمال قناوي كانت من أشهر الفنانات المصريات، وأكثرهن إبداعاً، وأنها على الرغم من عمرها القصير إذ توفيت وهي في الثامنة والثلاثين إلا أنها وصلت لمكانة فنية كبيرة، وعرضت أعمالها في مختلف المحافل الدولية وتساءلت شومان: إذا كانت قناوي وصلت إلى ما وصلت إليه في عمرها القصير ذاك، فإلى أي مكانة كانت ستصل لو طال بها الزمن؟.وبيّنت شومان جهود الشيخة حور في اختيار عنوان المعرض ورمزيته الخاصة قائلة: «في هذا المعرض الاستعادي الأول من نوعه، توجد كل أعمال الراحلة قناوي، رسوماتها، تحضيراتها، أفلامها الأدائية، وقد تم اختيار عنوان المعرض من طرف الشيخة حور القاسمي، حيث إن العنوان من جهة يتطابق مع عنوان فيلم من أفلامها المعروضة في المعرض، وكذلك، فإن الشيخة حور اختارته لأنها تريد أن تلفت الانتباه إلى أن الذاكرة ستتوقف حين نستحضر أعمال آمال قناوي؛ لأنها تشكل علامة بارزة في الفن».وقدم المعرض مجموعات متنوعة من أعمال الراحلة قناوي، حيث زخر بكثير من رسوماتها والاسكتشات والكراسات التي تظهر خطوات ومراحل تحضيرها لإبداعاتها الفنية، كما ضم بعض أفلامها الأدائية ومن بينها فيلمها الأشهر «صمت الخرفان»، والذي قدمت من خلاله حالة الخضوع التي يحياها بعض الناس، واستسلامهم في حياتهم اليومية، ولعبت هي في الفيلم دور راعية تقود بشكل غير رسمي، مجموعة من الرجال الذين يزحفون في شوارع القاهرة، وظهر «القطيع» وهو يعتمد عليها بشكل أعمى، مما يؤشر إلى السيطرة الكاملة على حياتهم من قبلها، وقامت قناوي بأداء هذا العمل في القاهرة في عام 2009، وصممت على إشراك الجمهور في العمل، واستطلاع تفاعلهم مع ما يرونه أمامهم في الوقت نفسه. وقد أجبر أداؤها في الفيلم العديدين على مواجهة الواقع الخاص بهم والتأمل فيه، وفي نفس الوقت وعلى جانب آخر لقي عملها مقاومة وعداء من قبل البعض الآخر.وضم المعرض كذلك فيلمها «ذاكرة مجمدة»، الذي عالجت من خلاله حالة الانعزال أو الاغتراب الذي يعانيه بعض الأشخاص في حياتهم داخل مجتمعاتهم، كما جسدت فيه مساهمة الأفراد في المجتمع بطريقة يظهر فيها الأخير وكأنه آلة ميكانيكية عملاقة تدور وتدور دونما توقف.ويظهر المعرض كيف استكشفت أعمال قناوي عن طريق الرمز، القضايا السياسية والاجتماعية والنسوية، خاصة في بلدها مصر، كما استعرضت الموضوعات المتعلقة بالموت، واعتمدت أعمالها بشكل عام على محاولة الموازنة بين السوريالية والتعبيرية، وتجلى ذلك في عملها «الغابة البنفسجية الاصطناعية» الذي أنجزته سنة 2005.وبيّنت الأعمال المعروضة كيف أن قناوي وازنت بين مفهوم الذاكرة، ومفهوم الوهم، وعلاقتهما في الواقع المعاش بأبعاده المتعددة.وفي أحد أعمالها قدمت قناوي تجسيداً لرحلة مزدوجة أحد اتجاهاتها يذهب إلى داخل الذات؛ حيث تستكشف الانطباعات والقناعات عن الرحلة، والاتجاه الآخر يمر إلى خارج الذات؛ حيث العالم المادي الذي تتم فيه الرحلة، وفي هذا العمل تقوم البطلة برحلة داخل طائرة للوصول إلى الوطن، وتتطلع إلى مشهد المدينة، ومع خفوت أضوائها، يصبح من غير الممكن مشاهدة أي شيء، سوى ذلك الانعكاس الباهت للوجه الإنساني فوق زجاج نافذة الطائرة، وما إن تختفي المدينة تماماً عن الأنظار، حتى تصبح الشاشة في الطائرة وسيلة الاتصال الوحيدة للبطلة مع العالم، وهي تشاهد فوق تلك الشاشة، صورة طائرة صغيرة وهي تزحف، وتشكل النقاط التي تمر عليها تلك الطائرة خطوطاً أثناء انتقالها من مدينة إلى أخرى، وتظهر جميع المدن بلا أسماء. سيرة وتكريمات أقامت قناوي التي رحلت عن عالمنا سنة 2012، معارض عديدة فردية من بينها: «جنة مفخخة» وجاليري مشربية القاهرة 2006، و«الغابة الاصطناعية الأرجوانية» جاليري الفلكي الجامعة الأمريكية في القاهرة 2005، و«الرحلة» جاليري تاون هاوس للفن المعاصر القاهرة 2004، و«التحول» مجلس «بروهيلفيتيا» السويسري للفنون سويسرا 2004، إضافة لعرض أعمالها في معارض جماعية دولية.وحصلت قناوي على جوائز وتكريمات عديدة من بينها جائزة بينالي الشارقة 2007، وجائزة أفضل فيلم تحريك من مهرجان القاهرة السينمائي الدولي 12 (2006)، وجائزة المعابر العالمية، لوس أنجلوس 2005، وجائزة الدولة التشجيعية للفنون والعلوم والآداب في مصر 2004، وجائزة اليونيسكو الكبرى، من بينالي القاهرة الدولي 1998، والجائزة الأولى في النحت، صالون الشباب 7 في القاهرة 1996، كما حصلت على منحة من مجلس «بروهيلفيتيا» السويسري للفنون لإقامة فنان في أراو، بسويسرا 2004.

مشاركة :