محمد عريقات (عمان) ضمن مشروعها في الاحتفاء بالأفلام العالمية والعربية المميزة، عرض في قاعة السينما بمؤسسة عبد الحميد شومان، في العاصمة الأردنية عمّان، الفيلم الأميركي «الجميع بخير»، هو ثالث فيلم روائي من إخراج المخرج البريطاني كيرك جونز، الذي كتب سيناريو الفيلم، استناداً إلى سيناريو فيلم إيطالي صدر في عام 1990 للمخرج جيوسيبي تارناتوري. تنتقل أحداث الفيلم من إيطاليا إلى الولايات المتحدة، من خلال الشخصية المحورية في الفيلم «فرانك جود»، يؤدي دوره الممثل روبرت دينيرو، وهو رجل ستيني متقاعد يعيش وحيداً بعد وفاة زوجته، وله ابنان وابنتان يعيشون في ولايات أميركية مختلفة، ويستعد لاستقبالهم في منزله الواقع في بلدة إيلميرا بولاية نيويورك، إلا أنهم يعتذرون الواحد تلو الآخر عن عدم القيام بالزيارة في الدقائق الأخيرة. ويقرر هذا الرجل المصاب بخيبة الأمل أن يقوم بجولة لزيارة ابنيه وابنتيه، وذلك على الرغم من تحذير طبيبه له بعدم السفر بسبب حالته الصحية المتردية. ويفاجأ فرانك جود بعدم وجود ابنه ديفيد في شقته بمدينة نيويورك، كما أن ابنه الآخر وابنتيه يقدمون له أعذاراً واهية لاختصار زياراته. يعود فرانك جود إلى بلدته، حيث يتعرض إلى نوبة قلبية، ويدخل في سبات عميق، وعندما يستيقظ يفاجئ بوجود ثلاثة من أبنائه في المستشفى جاؤوا لمواساته، ويبلغونه بالسر الكبير الذي كانوا يخفونه عنه، وهو أن شقيقهم ديفيد قد توفي متأثراً بتعاطي المخدرات. وبعد أن يغادر الأب المستشفى يقوم بزيارة قبر زوجته ويحدثها عن أبنائها. ويظهر فرانك جود في المشهد الأخير للفيلم وهو يتبادل مشاعر الأبوة الدافئة مع ابنه وابنتيه. تؤكد رسالة الفيلم أهمية الروابط الأسرية، وضرورة كسر الحواجز لإقامة روابط عاطفية بين أفراد البيت الواحد، إنه يرفع شعار»الأسرة أولاً». وتركز القصة على الرحلة التي يقوم بها الأب من ولاية إلى أخرى، وهي رحلة أيضاً عبر ذاته، وعبر الحياة، واكتشافه لحقيقة علاقته بأولاده. ويستمد فيلم عنوانه من عبارة كانت ترددها الزوجة الراحلة لزوجها حين كان يسألها عن الأحوال. يتميز الفيلم برؤية إخراجية مميزة للمخرج والكاتب كيرك جونز، الذي قدم عملاً غنياً بالمواقف المؤثرة التي تشد المشاهد، وتشركه في مشاعر بطل القصة، كما يتميز الفيلم بأداء ممثليه، خاصة روبرت دينيرو.
مشاركة :