ارفعوا القبعة لهؤلاء

  • 1/9/2015
  • 00:00
  • 19
  • 0
  • 0
news-picture

«كنت رجل أمن بسيطا يحلم بالزواج. عملت عملين وساعات طويلة جدا لجمع المال للزواج. بعد أن تزوجت ورزقت بالأطفال قررت ترك عملي للتفرغ لمشروعي. مررت بصعوبات عديدة منها خسارة سيارتي وطردت أنا وأهلي من الشقة. عدت إلى عملي السابق وبعدها تمكنت من شراء شركة دنيا للمصاعد التي كانت على حافة الانهيار. وفقت في إدارتها بنجاح وبإذن الله سأفتتح فرعا آخر لها في دبي عام 2016». هذه واحدة من عشرات قصص الإصرار التي احتفلت بها الرياض يوم الثلاثاء الماضي برعاية صندوق تنمية الموارد البشرية. شباب وبنات نوروا سماء الجد والاجتهاد والعمل والإنتاج والإبداع والتفوق لينالوا التكريم الوطني والمجتمعي الذي يستحقونه. أنا شخصيا لا أعرف أي واحد أو واحدة منهم أو منهن عن قرب، لكنني فخور بهم جميعا وفخور بما أنجزوه على المستوى الشخصي والأسري. وفخور أكثر بما قدموه من نماذج حية على الإصرار الذي يولد الشطار والشاطرات، الذين لا يعبأون بالصعوبات ولا يلتفتون للمطبات والمثبطات التي تحيط بهم من كل جانب. ولذلك قدر استطاعتي شاركت في التصويت لهذه المنجزات العملية الضخمة، ودعوت آخرين للتصويت، بل والاعتبار مما قدمه هؤلاء الرواد من حقيقة غائبة، لسبب أو آخر، قبل تدشين هذا الفعل التكريمي الرائع. هذه الحقيقة هي أن هناك بنات وشبابا سعوديين يجيدون الفعل التنموي ويحققون حضورا وطنيا مرموقا يصد ويرد بقوة على كل تلك الموبقات التي يرتكبها شباب آخرون وقعوا في حبائل الفتنة وشرور الإرهاب والتدمير والقتل. لدينا شباب بناؤون ترفع لهم، مع بالغ الامتنان والتقدير، القبعة لأنهم يرسمون خطوات مؤثرة لأقرانهم. ولأنهم يقولون إنهم طبيعيون مثلهم مثل كل شباب وبنات العالم الذين يكافحون ويحفلون بالإنجاز ويسجلون أنفسهم في دفاتر صناع الحياة. هؤلاء، وغيرهم من الجادين المثابرين، يستحقون التوثيق في كتاب يباع في كل المكتبات من جهة ويوزع مجانا في كل محافل ومنتديات الشباب من جهة أخرى لندخل، مع شبابنا وبناتنا، إلى حالة بنائية مثمرة تحد من غلواء عوالم صناعة الموت التي طالما احتلت رفوف المكتبات وأمعنت في الظلاميات والخيالات المريضة التي تنزع من الشباب طاقة الإبداع والإنتاج. بل لعله من الجائز أن تتبنى وزارة التربية والتعليم كتاب الإصرار هذا وتوزعه مع كتبها لطلاب المدارس الثانوية مطلع العام الدراسي القادم، ليكون من ضمن خطواتها للدفع بأجيال منتجة تحفل بالحياة وتهتم بعطائها الذاتي والمجتمعي الذي ينعكس بصورة مباشرة على الوطن، حاضره ومستقبله.

مشاركة :