تأخر الأهلي بهدفين في لقاء المتصدر.. الفريق العالمي المتمتع بكل عافيته.. الطامح والطامع لمواصلة حصد البطولات بعد موسم فائت كان فيه صاحب الكلمة العليا يقولها بكل كبرياء: (متصدر لا تكلمني).. هكذا كان وما زال متصدراً مع أنه أُرغم على أن يستمع للأهلي ونشيد جماهيره ويستجيب مكرهاً ذهاباً وإياباً لإرادة فريق لم يعرف الخسارة.. ظل يرفضها مراراً ليبقى (فريداً وفخراً وعيداً) لكل محبيه في موسم بات يمثل فيه ظاهرة عالمية.. نعم.. احصائيات الكرة تقول إن كل فرق كرة القدم في العالم ذاقت طعم الخسارة، ما عدا هذا الأهلي.. (قلعة) ظلت صامدة عصية تذود عنها (حراسات) و(مدافع).. نعم كان النصر هو البادئ بالتسجيل.. تقدم بهدفين وراح يحلم بنهاية يكتب بها آخر فصل من تلك الرواية الطويلة.. تنتهي بكلمة (هارد لك).. تلك الكلمة التي لم يسمعها الأهلاويون هذا الموسم أبداً.. ولكن الهدف أو حتى الهدفين لم يكونا كافيين لقهر هذا الفريق البطل.. فالرد عند (السومة) ورفاقه ظل دائماً (الصاع.. بصاعين).. إنه (خطّاب) ود جماهير الأهلي ـ يا فارس عوض ـ يظل يكسر (الأبواب) بلا رحمة ليصنع الفرحة في (المدرج الأخضر). نعم ـ يا فارس ـ عمر لم يكن وحده.. لقد لعب مع نجوم كبار ظلوا يمدونه بالكرات ليسجل بكل الطرق.. ليعود فيدافع معهم عن المرمى.. إنه الحب من أول نظرة.. فلماذا لا نرى هذا الـ (عمر) يتحامل على نفسه ويلعب وهو مصاب؟.. ذهب (فيكتور سيموس) وجاء (عمر السومة).. ذهب عاشق ما زال يبكي على ذكرياته مع الأهلي وجاء عاشق هو بالنسبة لجماهير الأهلي (حبيبهم اللزم).. والكرة ـ يا أفراد قبيلتها ـ تحتاج إلى حب لتحقيق الفوز والابداع والامتاع.. والعنوان الأبرز ـ هذا الموسم لكل ذلك ـ هذا الفريق (الراقي) بطل كأس ولي العهد.. وصاحب هذه المسيرة القوية في دوري (جميل) وكأس الملك والبطولة الآسيوية.. أيها (الملكي) المبجل.. ستبقى (فريداً.. وفخراً وعيداً) سواءً حققت الدوري أو لم تحققه.. سننتظرك في كل لقاء لنهنأ بفنك الذي لا يتغير. الطموح لتحقيق الألقاب حق مشروع للجميع ولكن متذوقي الكرة يبحثون عمن يمتعهم.. وفي حضرة الأهلي لا بد أن ترفع (القبعة الخضراء).. إنها قبعة (الابداع) عند (إيدورد دي بونو) صاحب فكرة (القبعات الست للتفكير).. ترى ماذا لو شاهد هذا الطبيب البريطاني ذو الأصول المالطية (الفرقة الأهلاوية)؟.. لعله سيضيف لهذا اللون الفريد أبعاداً أخرى للتفكير الخلاق.. وليسأل الخبير (جروس) عما وجده في الأهلي ليصنع كل هذا البهاء.. إلى اللقاء. حكمة الأقوياء: الحزم اغتنام الفرصة عند القدرة.
مشاركة :