الشائعات والأخبار الكاذبة والأمن القومي -١

  • 11/8/2018
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

تاريخ حافل وحاضر مرعب هذه المقالات الشائعات والأخبار الكاذبة أزمة كبرى تعاني منها الدول العربية. الأزمة تفاقمت في السنوات الماضية، وقد لجأت دول عربية في مقدمتها مصر والبحرين والإمارات إلى سن تشريعات واتخاذ إجراءات للتعامل مع الظاهرة ومحاولة الحد من خطرها. الظاهرة لا تمثل بالطبع أزمة للدول العربية وحدها.. بل هي أزمة تؤرق كل دول العالم بلا استثناء. الظاهرة أصبحت أحد أكبر الظواهر المرعبة في عالم اليوم. هناك إجماع في العالم كله على أن الشائعات والأخبار الكاذبة المزورة تجاوزت في خطورتها كل الأبعاد التي كانت معروفة، وأصبحت تمثل واحدا من أكبر الأخطار التي تهدد الأمن القومي للدول بكل جوانبه وأبعاده. لذا شهدت السنوات القليلة الماضية اهتماما غير مسبوق في العالم بدراسة الظاهرة من مختلف جوانبها وأبعادها بكل صورها، سعيا إلى معرفة كيفية التعامل معها والتصدي لها واحتواء خطرها بشكل مدروس. الدول الغربية خاصة اهتمت بالظاهرة اهتماما كبيرا على أعلى المستويات. مراكز الأبحاث في الغرب أصدرت عددا هائلا من التقارير والدراسات عن ظاهرة الشائعات والأخبار الكاذبة وقدمت توصياتها عن كيفية التعامل معها، وُشكلت لجان رسمية على أعلى المستويات لدراسة الظاهرة أيضا، ولوضع السياسات والخطط لمواجهتها. في الأشهر الماضية، قرأت عددا كبيرا من هذه التقارير والدراسات. وفي هذه المقالات، سأحاول أن أقدم للقارئ خلاصة هذه التقارير والدراسات، وملخصا للجدل الهائل الذي يدور حولها في العالم، ولمحة عامة عن تطور الظاهرة تاريخيا، والأسباب والتطورات التي جعلت منها خطرا داهما بهذا الشكل في عالم اليوم، كما سأركز بصفة خاصة على التأثير المدمر للشائعات والأخبار الكاذبة على الأمن القومي للدول، وخاصة دولنا العربية. كما سأقدم خلاصة ما أجمعت عليه التقارير والدراسات عن الظاهرة فيما يتعلق بكيفية التعامل معها، وسبل مواجهتها والحد من خطرها، وما يجب أن نستفيده في الدول العربية من كل هذا. ‭}‬ ‭}‬ ‭}‬ تاريخ الأخبار الكاذبة بطبيعة الحال، لا تعتبر الشائعات والأخبار الكاذبة ظاهرة جديدة. إذ إنها موجودة منذ أقدم العصور، ولها تاريخ حافل، وتطورت بحسب درجة التطور الذي شهدته البشرية من حيث التقدم التكنولوجي، وظهور الطباعة والكلمة المكتوبة والصحافة المكتوبة ومدى انتشارها. من المهم أن نلقي نظرة سريعة على تاريخ الشائعات والأخبار الكاذبة ليس لتسجيل أنها ظاهرة قديمة، ولكن لكي ندرك كيف تطورت الظاهرة، وما الفارق بين مدى ودرجة خطورتها في الماضي، وما وصل إليه الحال اليوم. أحد التحليلات التي ناقشت هذه القضية كان تحليلا مطولا بعنوان «التاريخ الطويل والوحشي للأخبار الكاذبة» كتبه جاكوب سول. التحليل يذكر أنه على الرغم من أن الشائعات والأخبار الكاذبة موجودة من منذ أقدم العصور، لكنها بدأت في الانتشار الواسع وأصبحت ظاهرة منذ أن اخترع جوتنبرج آلة الطباعة في عام 1439. في ذلك الوقت كان من الصعب التحقق من الأخبار أصلا. إذ كان هناك عديد من مصادر الأخبار مثل المطبوعات الرسمية للساسة والسلطات الدينية، وشهادات شهود العيان من البحارة والتجار.. وهكذا. ولم يكن هناك مفهوم محدد لأخلاقيات الصحافة والموضوعية، كما كان من الصعب جدا على القراء التحقق من صحة الأخبار. وفي القرن السادس عشر، اعتقد الذين يبحثون عن الحقائق والأخبار الصحيحة أن التقارير الحكومية السرية المسربة تعتبر مصدرا موثوقا. لكن حتى هذه الوثائق سرعان ما تلاها نشر وثائق حكومية سرية أخرى مزورة. وفي القرن السابع عشر، بدأ المؤرخون يلعبون دورا في التدقيق في الأخبار بنشر مصادرهم. وكانت محاكمة جاليليو في 1610 حافزا لضرورة تحري الدقة والموضوعية. لكن مع التوسع في الطباعة، توسعت أيضا الأخبار الكاذبة، مثل انتشار قصص مشاهدة الوحوش البحرية، وقصص الساحرات، وحتى المزاعم بأن البشر المذنبون والذين يرتكبون خطايا هم السبب في الكوارث الطبيعية. وكان زلزال لشبونة الذي وقع عام 1755 من أكثر القصص الإخبارية تعقيدا. وقد اعتبرت الكنيسة وكثير من السلطات الأوروبية أن هذه الكارثة الطبيعية ليست سوى انتقام إلهي من الذين يرتكبون الذنوب والخطايا. وانتشرت في ذلك الوقت عشرات القصص من الناجين يزعمون فيها أن نجاتهم كانت بفضل ظهور السيدة العذراء. إن ما حدث وتلك التفسيرات الدينية للزلزال دفعت فيلسوف عصر التنوير فولتير إلى أن يهاجمها، وجعلته يتحول إلى ناشط في مواجهة الأخبار الدينية الكاذبة. وحتى عندما اندلعت الثورة الصناعية، وبدأ عصر التنوير، لم يمتنع تدفق الأخبار الكاذبة. وعندما بدأ عصر الصحف الحديثة في مطلع القرن التاسع عشر، أصبحت قصص الأخبار الكاذبة مصدرا لزيادة التوزيع. والمثال الأبرز هنا هو ما فعلته صحيفة «نيويورك صن» عندما نشرت في عام 1835 قصة مفبركة كاذبة تزعم وجود حضارة للكائنات الفضائية على سطح القمر ما جعل توزيعها يقفز بصورة رهيبة وأصبحت أكثر الصحف تحقيقا للربح، ومع ظهور ما يسمى بـ«الصحف الصفراء» ازدادت الظاهرة انتشارا. ففي عام 1924 مثلا، قبل الانتخابات العامة، نشرت ديلي ميل البريطانية ما سمي خطاب بـ«زينوفييف» المزيف، وزعم أن موسكو أرسلته إلى الشيوعيين البريطانيين لحشد «القوى المتعاطفة» في حزب العمال، وخسر الحزب الانتخابات بنتيجة ساحقة بسبب ذلك. وفي الستينيات من القرن الماضي، دبر مكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي تحت قيادة إدجار هوفر، حملة لتشويه مارتن لوثر كينج جونيور، وإلى جانب خلق قصص ونشرها في الصحافة، زيفت التحقيقات الفيدرالية خطاب تهديد لإظهاره شخصا فاسدا، وفيما يبدو أنه كان لدفعه نحو الانتحار. وخلال عام 1987 لقي 96 مشجعًا لفريق ليفربول لكرة القدم مصرعهم في استاد هيلزبروه، بمدينة شيفلد في بريطانيا، بعد تدافع واختناق حتى الموت داخل مدرج مكتظ بأعداد تفوق استيعابه، حينها تغذت الصحف البريطانية على أكاذيب الشرطة، وكتبت أن المشجعين السكارى مسؤولون عن الكارثة. أحد المحللين كتب يقول: إن الأكاذيب التي تتخفى تحت اسم الأخبار قديمة على قدر قدم الأخبار نفسها. تاريخ يجب أن نضعه بالحسبان وسط الذعر الحالي بسبب «الأخبار المزيفة أو الكاذبة». هذه صورة موجزة جدا لتاريخ الشائعات والأخبار الكاذبة كما رصدتها تحليلات غربية. وبالطبع، نستطيع أن نقدم نماذج شبيهة لحالتنا العربية، لكنها بشكل عام تندرج تحت السياق نفسه. ‭}‬ ‭}}‬ تطورات خطيرة كما نرى، كان اللجوء لنشر الشائعات والأخبار الكاذبة عبر تاريخها الطويل، يتم سعيا لتحقيق أهداف شتى من قبيل السعي إلى الربح المادي ورفع أرقام توزيع الصحف، أو لخدمة معتقدات أو تحقيق أهداف معينة لها طابع ديني أو آيديولوجي مثلا، أو لتحقيق فوز انتخابي وإلحاق الهزيمة بقوة معينة، وفي أخطر الأحوال كان يتم استخدامها لتشويه سمعة ساسة أو شخصيات عامة لأهداف سياسية معينة. لكن في العقود القليلة الماضية، وتحديدا في العشرين عاما الماضية، أصبحت للظاهرة أبعاد جديدة في منتهى الخطورة جعلتها في صدارة الاهتمامات من كل دول العالم كواحدة من أخطر الظواهر التي تهدد الدول والمجتمعات. هذا التحول الخطر في ظاهرة الشائعات والأخبار الكاذبة، ارتبط أساسا بثلاثة تطورات كبرى شهدها العالم: الأول: ظهور الإنترنت بكل ما ارتبط به، ومن ثم ظهور مواقع التواصل الاجتماعي المعروفة. الثاني: التطورات التكنولوجية الحديثة وما أتاحته من إمكانيات مذهلة للفبركة والتزوير. الثالث: التطورات السياسية العاصفة التي شهدها العالم، وخاصة من زاوية احتدام الصراع بين الدول الكبرى على النفوذ والسيطرة، وكذلك استفحال خطر القوى والجماعات الإرهابية والطائفية والإرهابية. فيما يتعلق بالتطور الأول؛ أي ظهور الإنترنت ومواقع التواصل وعلاقته بتفاقم خطر الظاهرة، فقد كان التأثير هنا كارثيا من زوايا كثيرة لأسباب عدة. بداية، مع الإنترنت ومواقع التواصل، أصبح أي خبر كاذب أو شائعة تنتشر بسرعة رهيبة جدا، وفي لحظات تصل إلى الملايين؛ أي أنه عبر الإنترنت ومواقع التواصل تنتشر الأخبار عموما، والأخبار الكاذبة خصوصا، بسرعة تسبق أي وسيلة إعلامية أخرى. ما يعني أن الإنترنت أصبح بمقدوره أن يبادر إلى تشكيل الرأي العام في العالم. وللتدليل على الدور الرهيب الذي يلعبه الإنترنت في ترويج الشائعات والأخبار الكاذبة، وعلى هامش أحد المؤتمرات الإعلامية التي عقدت في بيروت لمناقشة الظاهرة، لجأ بعض المشاركين إلى «فبركة» أخبار مزيفة وبثها على مواقع التواصل لمعرفة كيف تنتشر وإلى أي حد تؤثر في الناس بحيث يصبح تضليلهم سهلا. من هذه الأخبار التي تمت فبركتها خبر يقول إن اللاعب المصري الدولي محمد صلاح المحترف في أوروبا استدعته الدولة للتجنيد الإجباري، بالإضافة إلى أخبار أخرى. وفي خلال فترة وجيزة من بثه انتشر الخبر على نطاق واسع جدا وتداولته عشرات المواقع عبر الإنترنت على اعتبار انه خبر مؤكد لا شك فيه. المشكلة تكمن في أنه لا توجد أي سلطة تتحكم في الإنترنت، ولا أي رقابة فعلية على ما ينتشر عبره وعبر مواقع التواصل. وقد أتاح هذا لأي فرد، أو لأي دولة، أو قوة أو جماعة، أن تنشر ما تشاء من أخبار كاذبة وتروج لأي شائعات من دون رادع ومن دون سلطة فعلية تحد منها. الأمر المهم الآخر الذي ارتبط بالإنترنت، أن بسببه، ولأسباب أخرى، تراجعت وسائل الإعلام التقليدية خاصة الصحف الورقية، وأصبحت تعاني من أزمات طاحنة، في حين أن وسائل الإعلام التقليدية أكثر تدقيقا فيما تنشر من أخبار وتقارير، وأكثر حرصا على عدم ترديد الشائعات والأخبار الكاذبة. وهذا التراجع أتاح بدوره لمواقع الإنترنت والتواصل الاجتماعي مجالا أكبر وضاعف من تأثيرها السلبي المدمر في هذا المجال. إحدى الدراسات لخصت التأثير السلبي المدمر للإنترنت بالقول: «في الماضي، تلاعبت الحكومات والمؤسسات الكبرى والصحف بالأخبار والمعلومات. واليوم.. أي شخص يمتلك حسابا على «فيس بوك» يمكنه فعل ذلك بدلاً من التنظيم الحريص للأخبار الكاذبة كما كان في الماضي، هناك حاليًا تدفق فوضوي للأكاذيب. إن ما تغير ليس تزييف الأخبار، لكن المتحكمين في الأخبار قد فقدوا سلطتهم، كما خسرت مؤسسات النخبة سطوتها على النظام الانتخابي، لذلك تآكلت أيضًا قدرتها على تحديد ما ليس خبرًا». تحليل آخر، لخص أيضا القضية بالقول: «مع عصر الإنترنت، أصبحت الأخبار الكاذبة قوة كبيرة مرة أخرى. الإنترنت أعاد الصحافة الصفراء إلى الواجهة. وأحد أسباب ذلك أن صحافة الإنترنت لا تعطي أي اعتبار للدقة والموضوعية إضافة إلى هذا، فقد أضعفت الصحافة التقليدية المسؤولة والجادة وسحبت البساط من تحتها وعانت الصحف التقليدية معاناة شديدة وصلت إلى أن كثيرا منها أغلق، وفاقم من ذلك أن غالبية القراء لم يعودوا يعتمدون على الصحف التقليدية». ترافق مع هذا، الإمكانيات الرهيبة في الفبركة والتزوير التي أتاحتها الأدوات التكنولوجية الحديثة لأي فرد يتمكن من هذه الأدوات. ‭}‬ ‭}}‬ الديب فيك اليوم مثلا، هناك تقارير كثيرة تتحدث عما يسمى بـ «الديب فيك deep fake» وخطورته البالغة على كل المستويات الإنسانية والأمنية. وهذا التعبير مقصود به التقنية الحديثة التي تستخدم تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي في تركيب الصور، ودمج مقاطع فيديو لتقديم محتوى مزيف على أنه حقيقي وعلى درجة عالية جدا من الجودة والإتقان بحيث يصعب كشفها وإدراك أنها مفبركة أو مزيفة. وتعتمد هذه التقنية على مجموعة من الصور والفيديوهات الخاصة بالشخص المستهدف، وتشمل كل حركات الوجه وانفعالاته من غضب وفرح وصمت وسعادة وغيرها، وتقوم التقنية بدراسة كل تلك الصور وإسقاط وجه الشخصية على أي وجه شخص آخر يمثل مشهدا ما ليتم تصويره ثم تمريره لبرمجية الـ«DeepFake» التي تقوم بتلفيق ومحاكاة وجه الشخص المستهدف على الفيديو ليبدو أنه هو من قال وفعل كل ما قام به ممثل المشهد، كل هذا بتقنية عالية الجودة يصعب جدا اكتشافها. مؤخرا، صدر في أمريكا تقرير في غاية الأهمية يشرح الخطورة البالغة لهذا التطور الجديد وخصوصا من زاوية تأثيره على الأمن القومي والعلاقات بين الدول سنعرض بعض ما جاء به لاحقا. وكما أشرنا فإن من أكبر التطورات التي فاقمت من خطورة ظاهرة الشائعات والأخبار الكاذبة أنه في خضم الصراعات التي يشهدها العالم، وفي خضم المخططات التي تستهدف دولا، أصبحت دول ومنظمات إرهابية أو حتى مدنية طائفية وقوى شتى تستخدم الشائعات والأخبار والتقارير الكاذبة كأحد أكبر أسلحتها للترويج لأجنداتها وتنفيذ مخططاتها. وكما لاحظ الباحث الألماني جريت ماوتزر في تحليل مهم عن الظاهرة، فقد أصبحت الشائعات والأخبار الكاذبة صناعة بكل معنى الكلمة، ما يعني أنه يتم تصنيعها وتوزيعها ونشرها على نطاق واسع جدا في «مصانع» لهذا الغرض تنشئها حكومات أو منظمات،... إلخ. يحدث هذا لأنه، كما قال الباحث، الشائعات والأخبار الكاذبة أصبحت أداة أساسية من أدوات حروب المعلومات، وهي الحروب التي تصاحب عادة الحروب الفعلية والصراعات المتفجرة على نحو ما يشهده العالم اليوم. ‭}‬ ‭}}‬ عالم ما بعد الحقيقة بسبب سطوة الشائعات والأخبار الكاذبة وتأثيراتها المهولة، أصبح العصر الذي نعيش فيه يطلق عليه «عالم ما بعد الحقيقة». وقد اختارت معاجم اكسفورد كلمة (post-truth ما بعد الحقيقة) لتكون كلمتها العالمية لسنة 2016. وبحسب تعريف المعجم، «تعتبر هذه الكلمة «صفة» تتعلق أو تدل على ظروف أصبحت فيها الحقائق الموضوعية أقل تأثيرًا في تشكيل الرأي العام مقارنة بالعواطف والمعتقدات الشخصية». وعلق مدير «اكسفورد» كاسبر جراثول، على كلمة العام قائلا: «... لا أستغرب إذا أصبحت post-truth إحدى الكلمات التي تعرّف ماهية عصرنا». وأضاف قائلاً: «هذا غير مستغرب خصوصًا أنّ عام 2016 غصّ بالأحداث والخطابات السياسية والاجتماعية الحامية. ومع تحوّل مواقع التواصل الاجتماعي إلى مصادر للأخبار في ظل تزايد انعدام الثقة في المعلومات والحقائق المقدمة من قبل المؤسسات، تجد post-truth أساسها اللغوي». وعبارة «ما بعد الحقيقة» صاغها المفكر الأمريكي رالف كييس، في كتاب نشره في عام 2004. عنوانه «عصر ما بعد الحقيقة. نقص الأمانة والخداع في الحياة المعاصرة». ويشرح ما يقصده بالقول: «في الماضي، كانت الحقيقة والأكاذيب. واليوم، لدينا الحقيقة والأكاذيب ثم بيانات لا يعتد بها، وعلى قدر أنها ثانوية لا تفند ولا يقال إنها خاطئة وضالة... وفي عالم ما بعد الحقيقة والوقائع تلتبس الحدود بين الحقيقي والخيالي، وبين النزاهة وغيابها، وبين الخيال والواقع الفعلي. ومسرح المعارك السياسية اليوم هو هذا الحيز الغامض والملتبس» إذن.. عالم ما بعد الحقيقة مقصود به أننا نعيش في عالم الكلمة الأولى والحاكمة فيه ليست للحقيقة والوقائع الصادقة، بل للشائعات والأكاذيب وكل صور التضليل المتصورة. ‭}‬ ‭}}‬ في المقال القادم، سنناقش تفصيلا التأثير المدمر للشائعات والأخبار الكاذبة على الأمن القومي للدول.

مشاركة :