ملف -رئيس حركة النهضة في تونس- راشد الغنوشي، ودوره البشع في تذكية ثورات الربيع العربي؛ لإدخال العالم العربي في فوضى سياسية، والتي بشرت، ودعت لها الإدارة الأمريكية -منذ أكثر من عقد من الزمن-؛ ليربك هو ومن على شاكلته المشهد السياسي العربي، وما تبعه من إرباك للخارطة -الجغرافية والأيديولوجية والسياسية- للدول العربية؛ وليلعب فيه الإخوان المسلمون دور الفاعل الرئيس في سير تلك الثورات، بحكم قدراتهم التنظيمية العالية. سنتور الإخوان المسلمين الغنوشي، والأكثر إثارة للجدل -في السنوات الماضية-، شبه -قبل أيام- تداعيات حادثة مقتل -الصحفي- السعودي جمال خاشقجي بمناخات حادثة وفاة -الشاب التونسي- محمد البوعزيزي؛ ليعيد إلى الواجهة تاريخ صراع الجماعة مع دولهم، وكيف ينظر الإخوان لمؤسسات الدولة في سياقها التاريخي بالنظرة البرغماتية، أي: بمنطق الغنيمة، والتي وظيفتها الوحيدة؛ خدمة الجماعة الإرهابية، فالجماعة في هذا السياق أكبر من الدولة في نظر الغنوشي. النواتج السياسية التي حملتها ثورات الربيع العربي، وتكلفة ما يسمى زوراً بالمصطلح السابق على المجتمعات العربية، عبرت عنه حجم النتائج السوداء لذلك الربيع، من أوضاع غير مستقرة، وخراب دول، وسعي لتقسيم أخرى على غرار العراق، وسوريا، وليبيا، والعمل على تجزئة العالم العربي، وتفتيته إلى دويلات صغيرة، -إضافة- إلى حجم الخسائر على مستوى البنية التحتية، والناتج المحلي الإجمالي، وأسواق المال، والأسهم، والاستثمارات، -ومثلها- الحديث عن الخسائر البشرية، والتي تقدر بالملايين من القتلى، والجرحى، واللاجئين من جنسيات مختلفة. بأكثر مما يظهر للعيان، سيظل الغنوشي صندوقاً أسود بالنسبة إلى الاستئثار بالسلطة، وتجاوز القوى المدنية، -بالإضافة- إلى إعلاء مشروع جماعته الإرهابية على حساب التعددية السياسية، وذلك من خلال التمويل، والتخطيط لإفشال المنطقة -العربية والإسلامية-، وإدخالها في أتون المعارك -السياسية والحزبية- الطاحنة؛ بهدف تفتيت المنطقة، وإدخالها في دوامة من الفوضى اللانهائية؛ فأصبحت المسألة -في نهاية المطاف- تنتهي إلى اتجاه واحد، لا خيارات فيه، وإثارة النزاعات السياسية الداخلية منها، والخارجية.
مشاركة :