علمت «الحياة» من مصادر مطلعة أن اجتماعاً مهماً عقد بين قادة الأحزاب الكردية الفاعلة في إقليم كردستان العراق، أفضى الى تفاهمات أولية تقضي بتقاسم المناصب المهمة بين الحزبين الرئيسين «الاتحاد الوطني الكردستاني» و «الحزب الديموقراطي الكردستاني»، إضافة إلى إشراك حركة «التغيير» في السلطة، ومنحها حقائب وزارية مهمة. وقال مصدر مطلع لـ «الحياة» إن «قياديي الحزبين أيقنوا أنه لا يمكن تشكيل حكومة كردية قوية قادرة على تحقيق طموحات الأكراد، إلا بتوحدهما والاتفاق على شكل تلك الحكومة وبرنامجها، ولذلك عقدت اجتماعات توافقية بينهما، في حضور قادة من حركة التغيير التي سيكون لها دور في السلطة مستقبلاً». وأشار المصدر إلى أن شكل الحكومة الكردية الجديدة «لن يختلف عن سابقتها، عدا بعض التغييرات الطفيفة في ضوء التفاهمات الحالية». لكنه أشار إلى أنه «ربما يصار إلى تعديل جذري في حال رفضت الجهات المعارضة تلك الطروح». وتوقع «إعلان تشكيل الحكومة نهاية الشهر الجاري، إذا ما استمر التوافق بين الأطراف». وكان برلمان إقليم كردستان عقد الثلثاء الماضي جلسته النيابية الأولى للدورة التشريعية الخامسة، برئاسة أكبر الأعضاء سناً، النائب عن الحزب «الديموقراطي» ريفنك محمد نوري البالغ من العمر 67 عاماً. إلى ذلك، أعلن «الحزب الديموقراطي» دخوله مرحلة تفاهم حقيقي مع «الاتحاد الوطني» لتقاسم السلطة في سلة واحدة. وقال القيادي في الحزب ريبين سلام في تصريحات إن «مرحلة البرود في العلاقات بين الحزبين انتهت، وبدأت مرحلة التفاهم الحقيقي». وأكد أن «الحزب الديموقراطي» سيتعامل مع «الاتحاد الوطني» كـ «قوة رئيسة لا يمكن تجاهلها إطلاقاً»، لافتاً إلى أنه «على هذا الأساس بدأت مفاوضات تشكيل حكومة الإقليم». وأشار الى أن «تقاسم المناصب بين الحزبين سيكون في سلة واحدة، بما فيها الهيئات المستقلة والدرجات الخاصة واللجان النيابية، إضافة إلى منصب محافظ كركوك ومناصب أخرى داخل الاقليم، ستحسم كلها وفقاً لاتفاق بين الحزبين». في غضون ذلك، دعا الناطق باسم «الاتحاد الوطني» سعدي أحمد بيرة في مؤتمر صحافي أمس، إلى «اختيار محافظ لكركوك يحظى بإجماع كل مكونات المحافظة». وقال: «لو أردنا أن تكون كركوك آمنة، يجب أن نختار كردياً ترضى به المكونات العربية والتركمانية أيضاً، ولا يجوز الحديث عن كركوك آمنة، في ظل إهمال المكونات الأخرى». وأضاف بيرة: «حتى لو قمنا بتعيين شخص مستقل، فلن تكون له سلطة، لذا يجب أن نتفق مع الحزب الديموقراطي على تعيين محافظ جديد لكركوك». يذكر أن محافظ كركوك بالوكالة راكان سعيد فاز بعضوية البرلمان العراقي، ووفق القوانين النافذة فإنه يستطيع الاستمرار في العمل كمحافظ بالوكالة حتى الثالث من كانون الأول (ديسمبر) المقبل، علماً أنه سيباشر بعد ذلك مهامه كنائب في البرلمان.
مشاركة :