الأبيض الإماراتي بين «مطرقة الشيبة الإيطالي» و«سندان الإصابات»

  • 11/14/2018
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

برغم تفاؤل الشارع الرياضي المحتشم نوعا ما، ووجود مساندة ودعم إعلامي صريح وواضح ومطلوب في هذا التوقيت الحساس من الاستعدادات التحضيرية للبطولة القارية للأبيض الإماراتي ومديره الفني الإيطالي البيرتو زاكيروني، وضرورة تأجيل ما يمكن أن يقال من مقال «شين كان أو زين» إلى ما بعد إسدال الستار على وضعية نتائج الأبيض في أمم آسيا المقبلة، تفرض علينا المهنية ومصلحة منتخب الوطن استباق الحدث القاري الكروي الكبير بقراءة فنية منطقية هادئة المقصود منها التنبيه المبكر لتلافي المعوقات قبل أن يقع الفأس في الرأس -لا سمح الله، ولطرح حلول إيجابية نأمل أن يستفيد منها الجهاز الفني ومحاربو الكتيبة الإماراتية الحزينين جدا لإصابة زميلهم وملهمهم أيقونة وقيثارة الكرة الخليجية والآسيوية نجم المنتخب الأول الموهوب عمر عبدالرحمن الغائب الأبرز عن تشكيلة الأبيض في البطولة القارية الأكبر قيمة والأكثر صيتا في أنحاء المعمورة، بعد تعرضه لإصابة في الرباط الصليبي لركبة القدم اليمنى، وهو الخبر الذي شكل ضربة موجعة ليس للمنتخب وأنصاره فقط وإنما كذلك لجماهير كرة القدم المحبين للمبدعين الذين ينثرون السحر الكروي في المستطيل الأخضر، من أمثال عموري وميسي وانيستا ونيمار وغيرهم. وزاد الطين بلة تجدد إصابة البلدوزر أحمد خليل في معسكر المنتخب الذي أقيم بإقليم كتالونيا في الفترة الماضية، وابتعاده بالتالي عن المشاركة مع فريق ناديه شباب أهلي دبي في المسابقات المحلية منذ عودته إلى دبي وإلى يومنا هذا، ثم تعرض المهاجم الجزراوي الخطير علي مبخوت لإصابة في معسكر برشلونة ورجوعه هو الآخر إلى أبوظبي مع خليل، قبل أن يتشافى ويعود إلى المشاركة في الاسابيع القليلة الماضية مع فرقة فخر العاصمة في مباريات الدوري على فترات زمنية متفاوتة ساعدته لحد ما على استعادة جزء قليل من لياقتة البدنية التنافسية، ويحتاج مبخوت إلى عمل كبير لرفع معدل جاهزيته البدنية التي لم تصل بعد إلى منسوب الأداء التنافسي المثالي الذي يعينه على مكاتفة ومصارعة دفاعات منتخبات القارة الكبيرة المتمرس نجومها الأقوياء على مثل هذه المناسبة الكروية القارية الأهم والأغلى من «مجاميعو» في روزنامة الاتحاد الأسيوي لكرة القدم. نتفق ونختلف بموضوعية مع زاكيروني لأن هدفنا جميعا هو أن يكون المنتخب بخير وجاهز للدفاع عن حظوظه، من أجل تكرار إنجاز 1996 بالوصول إلى المباراة النهائية والمنافسة من بعد على زعامة القارة الصفراء، وهذا الهدف لن يكون طريقه مفروشًا بالورود وقائمًا ومبنيًا على التمني والأمنيات ما لم يكن هناك عمل كبير من زاكيروني المطالب بمزيد من التركيز المصحوب بالعقلانية والواقعية التي تناسب لاعبينا فيما تبقى من زمن على مستوى ثبات التشكيلة، بدءًا من حراسة المرمى، مرورًا بخط الظهر الذي أضحى حقل تجارب لعدد من اللاعبين منذ قدوم الإيطالي، والكلام نفسه يقال عن عناصر خط وسط الملعب الذي يُعد المساحة المحورية ومنطقة الحزام في المستطيل الأخضر، فمن يعد لها العدة ويختار المحاربين الماهرين والأقوياء لمجابهة المنافسين يكسب المعركة ويضمن الثبات والتفوق، ومطلوب منه أيضًا الاهتمام برفع جاهزية علي مبخوت وتجهيز معاون له على أرض الملعب وفي دكة البدلاء، وشخصيًا أرى أن محمد خلفان المسماري مهاجم الفجيرة بديل مثالي وعنصر فاعل إذا اقتنع الكوتش الإيطالي الذي يملك القلم والورقة والإقرار بقدرات الفتى الأبنوسي خلفان المسماري. نتفق مع الرجل كونه المدير الفني بشأن اختيارات اللاعبين وتوظيفهم بالطريقة التي يرى أنها تخدم فكره التكتيكي، لكننا في المقابل نختلف معه في تعامله مع أفراد كتيبة الأبيض الإماراتي بذات عقلية تعاطيه مع أبناء جلدته؛ ذلك لأن الفارق كبير بين اللاعبين العرب والطليان على المستويين الفني والذهني، بالإضافة إلى جانب التفاوت في المقدرات البدنية واللياقية والعقليات الاحترافية التي ترجّح بلا شك كفة الطليان المتفوقين في البطولات المجمعة، حتى لو لم يكونوا جاهزين بالقدر الكافي مثل المنتخبات التي كانت تسبقهم في التحضيرات قبل الحضور إلى المشاركة في المنافسات الرسمية، ولعل أبلغ مثال لذلك فوزهم بكأس العالم 1982 في إسبانيا على حساب منتخب الأحلام البرازيلي بجهود هدافهم باولو روسي الذي انضم إلى المنتخب بعد خروجه من السجن وشارك مع اللازوري دون تحضيرات كافية، وهي الحالة التي تؤكد نوع طينة الطليان الكروية المختلفة عن نظيراتها الأوربية، ناهيك عن أنها بعيدة بمسافات ضوئية عن طبيعة العقلية العربية الكروية. ما قصدته هنا هو أن طريقة إدارة زاكيروني غير الواضحة ومتقلبة الأطوار في مسألة اختيارات اللاعبين عند كل تجمع، وعدم تثبيت تشكيلة الأبيض منذ عام من الآن، بالإضافة إلى اعتماده تكتيك دفاعي ممل ومبالغ فيه لم يعهده ويتعاطاه لاعبو المنتخب مع فرق أنديتهم وإبان فترة المهندس مهدي علي صانع الفرحة ومنتخب الأحلام، جاء من أم العقلية الإيطالية التي ينجح في تطبيقها الإيطاليون لوحدهم، فهي طريقة مرسومة ومفصلة على اللعب الإيطالي الذي يستطيع أن يصل إلى ما يريد حتى ولو لم يكن جاهزًا؛ لأنهم يمتلكون القرينتا وروح اللازوري وعقلية الكتناشيو التي رضعوها وفطموا عليها. لا أريد أن أتطرق إلى قوائم اللاعبين الذين كان قد اختارهم الكوتش الشيبة منذ أن تسلم مهام الإشراف الفني على المنتخب، فالوقت ما عاد يسعف والمسافة بيننا وبين انطلاق العرس الآسيوي الكروي باتت على مرمى حجر، فما يهمنا ويهم الشارع الرياضي وأنصار الأبيض في كل مكان هو أن يعمل السيد زاكيروني على اختيارات تعينه على معالجة مشاكل الإصابات التي طالت عناصر مهمة، مثل قلب الدفاع إسماعيل أحمد وخلفان مبارك.ضمت القائمة الحالية 6 لاعبين من العين، هم خالد عيسى (حارس مرمى)، إسماعيل أحمد، بندر الأحبابي (قلب دفاع، وظهير أيمن)، وثلاثي خط وسط عامر عبدالرحمن، أحمد برمان، ريان يسلم، ولأول مرة يختار الإيطالي 5 لاعبين من النصر، هم ثلاثي خط الظهر خليفة مبارك غانم (قلب دفاع)، أحمد الياسي (ظهير أيمن)، محمود خميس (ظهير أيسر)، وأعاد لاعب خط الوسط طارق أحمد بعد تجاهله له في التجمعات السابقة، ثم استدعى المهاجم الشاب محمد العكبري، واختار من الجزيرة الخماسي فارس جمعة (قلب دفاع)، خلفان مبارك صانع آلعاب، علي مبخوت (مهاجم)، أحمد ربيع (جناج)، زايد العامري (مهاجم)، ومن الوحدة طلب الثلاثي إسماعيل مطر (صانع ألعاب)، محمد الشامسي (حارس مرمى)، والشاب أحمد راشد، ومن الوصل نادى على ثنائي الدائرة الصفراء خميس إسماعيل وعلي سالمين، ومن الشارقة الحسن صالح وماجد سرور، وفهد الظنحاني من بني ياس، وسعيد جاسم من الظفرة. ما قاله زاكيروني في السابق عن المعسكرات والاختيارات والطريقة التي يفضل أن يلعب بها والمواجهات مع المنتخبات الأقل مستوى فنيا من المنتخب الإماراتي بلعناها ومررناها لأجل أن نترك له الوقت الكافي والمساحة الزمنية التي نأمل أن يكون قد استفاد منها ووصل بالفعل إلى تشكيلة مثالية تقوي حظوظ الأبيض الذي سيفتقد جهود الثنائي صانع ألعابه الموهوب عموري، وبلدوزره ولد خليل، في أهم حدث رياضي بالقارة. ومع اقتراب وصول الآسيويين إلى ديارنا، ننتظر من الطلياني الشيبة الاعتماد على المخضرم إسماعيل مطر في صناعة اللعب إلى جانب سيف راشد، ومنح الثقة للظهير الأيمن النصراوي أحمد الياسي، واستدعاء مسماري الفجيرة ليكون أحد الحلول الهجومية الناجعة، والعمل على الاستفادة من المواجهة الودية القوية أمام منتخب بوليفيا في تطبيق الخطط التكتيكية الدفاعية والهجومية مع تثبيت التشكيلة. والسعي إلى إكمال البرنامج الذي ارتبك بعد اعتذار الشركة التي تنظم مباريات المنتخب المصري عن عدم اللعب مع منتخبنا يوم الثلاثاء الموافق 20 نوفمبر الجاري بصورة لا علاقة لها باحترافية العمل التنظيمي، وذلك عبر إيجاد منتخب أفريقي أو لاتيني يواجه منتخبنا قبل نهاية المرحلة قبل الأخيرة من إعداد الأبيض.

مشاركة :