- وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن معلقا على مشاورات نتنياهو لتشكيل الحكومة المقبلة: سنواصل معارضة أي أعمال من شأنها تقويض احتمالات حل الدولتين (فلسطينية وإسرائيلية) - رئيس معهد "متفيم" للسياسات الخارجيّة الإقليميّة نمرود غورين: ستستمر علاقات واشنطن وتل أبيب على المستوى المهني لكن ستكون هناك خلافات سياسية بشأن ملفات بينها الفلسطينيون وإيران - المحلل بصحيفة "هآرتس" أمير تيبون: حلفاء نتنياهو اليمينيون المتطرفون سيتعين عليهم الاختيار بين خيبة أمل ناخبيهم أو التصادم مع واشنطن وستكون هذه أيضا معضلة نتنياهو حتى قبل تشكيل الحكومة الإسرائيلية برئاسة بنيامين نتنياهو (73 عاما) فإن تأثير الولايات المتحدة الأمريكية عليها يبدو واضحا في وقت لا يستبعد فيه خبراء خلافات سياسية مع البيت الأبيض بعد تشكيلها. فقد تراجع نتنياهو، زعيم حزب "الليكود" (يمين)، عن منح زعيم حزب "الصهيونية الدينية" اليميني المتشدد بتسلئيل سموتريتش حقيبة وزارة الدفاع بعد تحذيرات أمريكية غير معلنة. ولم تخف إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن معارضتها العلنية لتطبيق الحكومة الإسرائيلية القادمة مطالب لكل من سموتريتش وزعيم حزب "القوة اليهودية" اليميني المتشدد إيتمار بن غفير بشأن الاستيطان وإخلاء وهدم منازل فلسطينية. فخلال مؤتمر لمنظمة "جيه ستريت" المؤيدة للسلام بواشنطن الأحد، قال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن: "سنواصل معارضة أي أعمال من شأنها تقويض احتمالات حل الدولتين (فلسطينية وإسرائيلية)، بما في ذلك مثلا التوسع الاستيطاني والتحركات لضم الضفة الغربية والإخلال بالوضع التاريخي الراهن في الأماكن المقدسة وعمليات الهدم والإخلاء والتحريض على العنف". ما حذر منه بلينكن هو تحديدا ما يطالب به شركاء نتنياهو من اليمين المتشدد وهو الاستيطان والضم وهدم منازل فلسطينية وإخلاء أخرى وضم أراضٍ في الضفة الغربية المحتلة بما يقوض حل الدولتين. وجدد بلينكن التأكيد على التمسك بحل الدولتين بقوله: "ما زلنا نعتقد أن حل الدولتين القائمتين على أساس خطوط 1967 مع مقايضات متفق عليها ما زال أفضل طريقة لتحقيق هدفنا المتمثل في أن يعيش الإسرائيليون والفلسطينيون جنبا إلى جنب في سلام وأمن". ومنذ أبريل/ نيسان 2014 توقفت مفاوضات السلام الفلسطينية الإسرائيلية؛ جراء رفض تل أبيب وقف الاستيطان وإطلاق سراح معتقلين قدامى، بجانب تنصلها من مبدأ حل الدولتين. ** خلافات سياسية وعلى ضوء مواقف البيت الأبيض، يرى مراقبون أن تشكيلة الحكومة الإسرائيلية المقبلة ستفرض خلافات إسرائيلية-أمريكية. وقال رئيس معهد "متفيم" (مسارات) الإسرائيلي للسياسات الخارجيّةالإقليميّة (خاص) نمرود غورين لوكالة الأناضول: "على المستوى المهني، ستستمر العلاقات التي ترسخت بين إسرائيل والولايات المتحدة على مدى عقود بما يخدم مصالح الجانبين والقائمة على طبقات عديدة من العلاقات مع قطاع الأعمال الحكومي والدفاع وغيرها". لكنه استدرك: "على المستوى السياسي، ستكون هناك خلافات مع الإدارة الأمريكية خاصة إذا ما تشكلت الحكومة من اليمين المتشدد ووزراء متشددين كانوا حتى قبل سنوات غير شرعيين في السياسة الإسرائيلية وأقوالهم وتصرفاتهم سلبية جدا تجاه المواطنين العرب في إسرائيل والفلسطينيين في الضفة الغربية وغزة وأيضا مواقفهم من الحرية والديمقراطية مختلفة عن قيم الإدارة الأمريكية". غورين أعرب عن اعتقاده بأنه "في هذه القضايا ستكون هناك خلافات، ومن غير الواضح كيف ستتعامل الإدارة الأمريكية مع العناصر المتشددة" في إشارة إلى سموتريتش وبن غفير أو الوزراء الآخرين المحتملين من حزبيهما. وتابع: "ولذا فإن العلاقات الإسرائيلية الأمريكية ستتواصل عن قرب، ولكن ستكون هناك خلافات سياسية وربما عقبات في الطريق". ولم يحسم بلينكن الأمر بشأن أسلوب تعامل الإدارة الأمريكية المحتمل مع سموتريتش المتوقع أن يحصل على حقيبة المالية وبن غفير المقرر أن يتولى حقيبة الأمن القومي حال تسلمهما لمهامهما. وقال في كلمته: "سنقيس الحكومة بحسب السياسات التي تنتهجها وليس بحسب الشخصيات الفردية، كما سنلتزم بالمعايير المتبادلة التي أنشأناها في علاقتنا على مدار العقود السبعة الماضية.. وسنتحدث بصدق واحترام مع أصدقائنا الإسرائيليين كما ينبغي أن يفعل الشركاء دائما". غورين اعتبر أن أقوال بلينكن بمثابة رسالة ردا على مطالب سموتريتش وبن غفير "والسؤال هو إلى مدى سيحد نتنياهو من هذه النشاطات ؟ وإذا ما كان سيقوم بذلك بالفعل ؟ وعلى ضوء ذلك ستكون الردود الأمريكية". وأردف: "ولا ننسى أن الأيديولوجية اليمينية المتشددة موجودة أيضا في الليكود وليس فقط في الأحزاب اليمينية المتشددة". ** الناخبون أم واشنطن؟ مشيرا إلى كلمة بلينكن، كتب المحلل في صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية أمير تيبون الأربعاء أن "الرسالة الأساسية واضحة: حلفاء نتنياهو اليمينيون المتطرفون، الذين وعدوا بضم المستوطنات وتغيير وضع العشرات من البؤر الاستيطانية الإسرائيلية غير القانونية في الأراضي المحتلة وتوفير حصانة تلقائية للجنود الإسرائيليين الذين يقتلون المدنيين الفلسطينيين، سيتعين عليهم الاختيار بين خيبة أمل ناخبيهم أو التصادم مع واشنطن، وستكون هذه أيضا معضلة نتنياهو". وتساءل: "ماذا تبقى من "القيم المشتركة" التي من المفترض أن تكون أساس لهذه العلاقة؟ ما هي المصالح الأمريكية التي يخدمها دعم حكومة متطرفة تضم أشخاصا يحلمون بإشعال النار في الشرق الأوسط؟ هل سيتمسك الحزب الديمقراطي (ينتمي إليه بايدن) الذي على عكس الحزب الجمهوري، لا يحصل على الكثير من الدعم من المسيحيين الإنجيليين، بموقفه التقليدي الداعم لإسرائيل؟". تيبون تابع أنه "تم طرح هذه الأسئلة بالفعل خلال عقد (الرئيسين الأمريكيين باراك) أوباما (2009-2017) و(دونالد) ترامب (2017-2021). الآن، مع عودة نتنياهو الوشيكة، أصبحت أكثر إلحاحا من أي وقت مضى". ** القنصلية الأمريكية غورين رجح أيضا أن خلافات إسرائيلية-أمريكية قد تبرز حيال وعود أمريكية للفلسطينيين. وأوضح أن "الإدارة الأمريكية ملتزمة حاليا بخطوات لم تقم بها بعد في علاقاتها مع الفلسطينيين مثل إعادة فتح القنصلية الأمريكية في القدس (المحتلة)، وهو أمر التزمت به إدارة بايدن ووعدت بالتقدم في تنفيذه". ولذا فإن هناك أيضا، بحسب غورين، "خطوات أمريكية ستعارضها الحكومة الإسرائيلية ولا ننسى الأوقات الصعبة في الماضي لنتنياهو مع إدارة الرئيس الأسبق أوباما حول الموضوع الإيراني وغيره من المواضيع". وتعتبر كل من إسرائيل وإيران الدولة الأخرى العدو الأول لها. وإن كان نتنياهو يعتقد أن التطبيع مع الدول العربية هو بديل للسلام مع الفلسطينيين، فإن بلينكن قال إن "التطبيع بين إسرائيل وجيرانها ليس بديلا عن تحقيق السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين على الرغم من فوائده كافة". ** الملف الإيراني ولن تقتصر الخلافات المتوقعة بين الحكومة الإسرائيلية القادمة والإدارة الأمريكية الحالية على الملف الفلسطيني وإنما تتعداه إلى الملف الإيراني. وعلنا عارض نتنياهو إبرام إدارة أوباما الاتفاق مع إيران بشأن برنامجها النووي عام 2015، وتباهى بدوره في إقناع إدارة ترامب بالانسحاب منه عام 2018، وعارض في الأشهر الأخيرة احتمال عودة إدارة بايدن إليه. وقال بلينكن في كلمته: "بعد انسحاب الإدارة الأخيرة (ترامب) والشروع في ما يسمى بحملتها "الضغط الأقصى"، توقفت إيران عن الامتثال للعديد من القيود الحاسمة للاتفاق ووسعت وسرعت أنشطة التخصيب (لليورانيوم)، لدرجة أنه حتى الآن تم اختصار وقت الاختراق لبضعة أسابيع فقط". بلينكن تابع: "ما زلنا نعتقد أن الدبلوماسية هي أفضل طريقة لمنع إيران من حيازة سلاح نووي. لكن إذا رفض النظام الإيراني هذا المسار، فلا ينبغي لقادته أن يخطئوا في أن جميع الخيارات (بما فيها العسكري) مطروحة على الطاولة لضمان عدم حصول إيران على سلاح نووي". وتمتلك إسرائيل ترسانة نووية غير خاضعة للرقابة الدولية وتتهم تل أبيب وعواصم أخرى في مقدمتها واشنطن إيران بالسعي إلى إنتاج أسلحة نووية بينما تقول طهران إن برنامجها مصمم للأغراض السلمية، ولاسيما إنتاج الكهرباء. لكن نتنياهو يعارض المسار الدبلوماسي مع إيران ويتمسك بمسار العقوبات الاقتصادية والتلويح بالنشاط العسكري ضد برنامجها النووي. وقال غورين: "سنرى ما سيحدث في الموضوع الإيراني، فكما هو معروف فإن (احتمال إعادة إحياء) الاتفاق يواجه صعوبات حتى الآن، ولم تتغير سياسة نتنياهو تجاه إيران". وختم بالإعراب عن أمله بأن "الوقت سيغير مواقف نتنياهو لأنه في الماضي خاض مواجهة مع الرئيس الأمريكي الأسبق أوباما وهو ما لم يكن جيدا للشراكة الإسرائيلية الأمريكية وأيضا ليس جيدا لجهود لمنع إيران من امتلاك السلاح النووي، فالدبلوماسية أمر جيد وأصدقاء إسرائيل في الغرب يحاولون بكل الطرق الدبلوماسية منع إيران من الحصول على القدرات النووية". ولاستكمال تشكيل الحكومة، منح الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ الجمعة نتنياهو تمديدا لعشرة أيام، وفي حال لم يتمكن فسيكلف هرتسوغ شخصية أخرى بتشكيلها. وأبرم نتنياهو اتفاقيات مبدئية مع أحزاب يمينية دينية ويمينية متشددة تمتلك مع "الليكود" 64 مقعدا بالكنيست لتشكيل الحكومة. ومن أصل 120 عضوا في الكنيست، يتوجب على الحكومة أن تحصل على تأييد 61 على الأقل حتى تنال ثقة البرلمان. الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.
مشاركة :