ويقال وهو صحيح إنّ ما خفي أعظم، وقد رصد أحد الباحثين حجم هذا الاقتصاد الذي لا يخضع لرقابة أية سلطة، ويتم تحت جنح الظلام، خلال الفترة من 1991 إلى 2011، ووجد أنّ هناك نموا متسارعا له، وصل في عام 2011 إلى 992ر 249 مليار ريال، بمعدل نمو بلغ متوسطه 4ر7 مما يجبرنا على التساؤل غصبا: إلى أين سنصل؟ وقد أبان الباحث عن أسباب هذا النمو، وأرجعها إلى التستر والفساد الإداري المخيف، فضلا عن ضعف الأجهزة الرقابية، وارتفاع معدل المقيمين الشرعيين وغير الشرعيين، ومن جهة أخرى أفادت تقديرات للبنك الدولي أن حجم الاقتصاد الخفي وصل في عام 2014 إلى 549 مليار ريال، أي خمس الناتج المحلي، وهناك وفقا لأحد الباحثين علاقة طردية بين حجم الاقتصاد الخفي والاقتصاد الكلي، ولكنها في نفس الوقت سلبية وتفضي إلى جرائر وخيمة، ويمكن القول بأنّ الاقتصاد الخفي يحدث أضرارا بالغة بالاقتصاد الكلي تصل إلى حدّ التدمير، وخاصة في ظلّ ظروف انخفاض أسعار البترول، مما يجعلنا نقف مليا أمام هذه الظاهرة ونضع حدا لها، فهل نفعل؟ إنّ هذا مطلب عاجل وقضية بقاء اقتصادي، وأنا لا أبالغ.
مشاركة :